"عبدالله" يروي قصة نجاته من سرطان البروستات

"عبدالله" يروي قصة نجاته من سرطان البروستات

زاد الاردن الاخباري -

«من أجل عائلتي وكل من يحبني لن أقبل بالهزيمة أبداً» بهذه الكلمات وبايمان وعزيمة حقيقية واجه عبدالله الخمسيني اصابته بسرطان البروستات.

فبعد تجاوز صدمته الأولى لدى سماع الخبر، كان يردد «أنا لست خائفاً، ولا أعرف المستحيل، فالله إلى جانبي ومصيري بيده وهذا أهم ما في الأمر. ومحبّة أهلي هي مصدر قوّتي وصبري وإصراري على الحياة».

كان عبدالله دائم التفكير بوالده الذي خسر معركته مع مرض السرطان في عمر السبعين، الامر الذي دفع عبدالله لزيارة عيادة الكشف المبكر لمركز الحسين للسرطان وإجراء فحوصات الكشف المبكر لأكثر من نوع سرطان من بينها سرطان البروستات. حينها طلب منه الطبيب إجراء فحوصات أكثر دقة وأخذ خزعة من البروستات في المركز، ليكتشف بعد ذلك أنه مصاب بنفس المرض.

يقول عبدالله كان تجاوبي مع العلاج أفضل من المتوقع ولكن لن أنسى دعم وإيجابية زوجتي وأولادي، الذين كنت أفكر في مشاعرهم ومستقبلهم طيلة الوقت أكثر من التفكير بمرضي. كما لن أنسى الاهتمام الكبير من قِبل أطباء وطاقم مركز الحسين للسرطان، الذين احتضنوني وقدموا لي كل ما لديهم من دعم طبي ونفسي منحني القوة والصبر بشكل لم أشعر به من قبل.

بعد انتصاره في معركته ضد مرض السرطان، يقول عبدالله: تعلمت من تجربتي أن السرطان لا يعني الموت، وأصبح علاجه متقدماً جداً، كما أن الكشف المبكر أنقذ حياتي بالفعل ومنحني فرصة الشفاء التام، وأنصح كل رجل بالفحص المبكر دون انتظار ظهور الأعراض، فمع اكتشاف مرض السرطان في وقت مبكر، يكون العلاج أسهل وتزداد فرص الشفاء منه، وهذه مسؤولية كبيرة تقع على عاتق الجميع.

واليوم أصبح عبدالله أحد الناجين من مرض السرطان ويروي قصّته بين الجميع بكل فخر وبابتسامة عريضة لم يقدر مرض السرطان على تغطيتها.

هذا ويعد سرطان البروستات من السرطانات الخمس الاكثر شيوعا بين الذكور في الاردن ويرفع مستوى خطر الاصابة بسرطان البروستات لدى الرجال فوق سن الخمسين وهو السرطان الذي يتكون ويتطور داخل غدة البروستات.

ويحتفل الاردن ضمن دول العالم باختيار الشهر الحالي للتوعية بسرطان البروستات.

مديرة وحدة الكشف المبكر في مركز الحسين للسرطان الدكتورة يسار قتيبة تقول : ان هنالك فرقا بين سرطان البروستات وتضخم البروستات الحميد حيث ان التضخم الحميد عبارة عن حالة تظهر عند الكثير من الرجال ممن تجاوز عمرهم الخمسين سنة، حيث يحدث نمو زائد لخلايا البروستات الحميدة.

وتابعت هذا التضخم الزائد يؤدي إلى الضغط على الإحليل والمثانة مما يؤثر على التدفق الطبيعي للبول، مثل ضعف سريان واندفاع البول وتكراره وخاصة أثناء الليل، وهي حالة حميدة تكاد تكون من الأمور المُلازمة للتقدم في العمر، حيث تظهر هذه الأعراض بعد عمر الستين سنة فما فوق.

وتختلف حالة تضخم البروستات الحميد اختلافاً كُلياً عن سرطان البروستات، حيث إن الخلايا في حال تضخم البروستات الحميد غير شاذة ولاتنقسم دون تحكم. كما لا ينتشر المرض إلى أعضاء أخرى على عكس ما يُمكن أن يحدث في سرطان البروستات.

وتابعت، في حالات كثيرة قد لا تظهر أية أعراض في بداية الإصابة بسرطان البروستاتة، لذلك ننصحح كل رجل بلغ سن الخمسين فما فوق بالفحص الدوري على نحو سنوي حتى في حال لم تظهر أية أعراض، وخاصة إذا كان هناك تاريخ عائلي لهذه الإصابة، إذ يساعد الكشف المبكر على اكتشاف السرطان في مراحل مبكرة مما يضمن نتائج أفضل بالعلاج وزيادة نسب الشفاء.

منوهة انه لا بد من مراجعة الطبيب في حال ظهور أي من اعراض مشاكل التبول المختلفة ,الشعور بعدم الراحة في منطقة الحوض وألم في أسفل الظهر أو في الأفخاذ ,تورم في الساقين، ويحدث ذلك إذا كان السرطان منتشراً في العقد اللمفاوية المحيطة وألم في العظام والعمود الفقري، وظهور الكسور في العظام في حال وصول السرطان إلى العظم، وهي أعراض المراحل المتقدمة.

وقد تكون هذه الأعراض بسبب اعتلالات أخرى في غدة البروستات مثل الالتهاب الحاد أو المزمن، وتضخم البروستات الحميد أو أمراض أخرى في الجهاز البولي.

وعن العوامل التي قد تزيد من احتمالات الإصابة بسرطان البروستات اشارت الى ان تاريخ سرطان البروستات في العائلة كاصابة الأب أو أحد الأشقاء من قبل به يزيد من احتمالية الإصابة عن الرجال آلاخرين الى جانب النظام الغذائي حيث ان الرجال الذين يتناولون أطعمة غنية بالدهون والرجال ذوي الوزن الزائد هم أكثر عرضة للإصابة بسرطان البروستات.

وتشير إحدى النظريات إلى أن الدهون تحفّز إنتاج هرمون التستوستيرون الذي يمكن أن يحفز إنتاج الخلايا السرطانية إذا وجد بنسب تزيد عن المعدل الطبيعي. لذا، يعد الإكثار من تناول الخضروات والفواكه وإنزال الوزن الزائد من العوامل التي تقلل من احتمالات الإصابة بسرطان البروستات.

كما ان الإصابة بسرطان البروستات تعد نادرة عند الرجال الذين تقل أعمارهم عن 45 سنة، وعليه يعد التقدم في العمر من الأسباب الرئيسية للإصابة.

وبينت انه لا يمكن للإنسان منع الإصابة بسرطان البروستات، إلا أنه من الممكن اتخاذ عدة تدابير للحد من مخاطر الإصابة أو الانتشار في حال الإصابة منها التغذية الصحية وممارسة النشاط الجسدي بانتظام.

الراي