نشميه في باص الجريس

بكل جراءة وعفوية تحدث فتاة أردنية لأحد مقدمي البرامج الصباحية عن توقف باصات النقل الخاصة والصغيرة عن العمل صباح يوم الأحد ، وهي تقود باص نقل خاص لنقل الطلاب في العاصمة عمان بشكل يومي ، وتؤكد في حديثها أنها وزملاءها في المهنة يرفعون عبئا كبيرا عن كاهل الأهالي عندما يقومون بنقل ابناءهم من البيوت للمدارس والعكس ، وفي حديثها نبرة رجولية تستحق الإحترام والتقدير لأنها عملت بجهدها رغم العقوبات التي تضخعها لها دائرة السير ، إذا تبلغ قيمة المخالفة المالية تحت بند " العمل بأجر" 150 دينار يضاف لها حجز الباص ورخصة القيادة والاقتناء للمركبة .

 

ومن حديثها الصباحي الهادىء لفظا والعنيف معنا ؛ تؤكد هذه الأردنية على أن الدولة تكتفي بعملها كجابية للمال دون أن تضع حلول للمشلكة ، وأصل المشكلة يكمن في أن البلد ونتيجة للتغيرات الكبيرة التي حدثت عليه وبعيدا عن عيون الحكومة أصبح من الازم أن تتوفر وسائل مواصلات تقوم بنقل الطلاب في المدارس الحكومية من بيوتهم لتلك المدارس كون الأب والأم يعملون أو يركضون وراء لقمة العيش ، وهي هنا تبرز دور المرأة العاملة في المجتمع والتي اصبح عملها شرطا عند غالبية من يرغبون في الزواج من شباب هذه الايام .

 

والجانب المثير في حديث تلك الفتاة الأردنية أنها أكدت على جانب استغلالي واضح يمارسه سائقي التكسي كونهم يملكون رخصة نقل عمومي ، وهو استغلال للمجتمع وللأسرة التي اجبرت على البحث عن بدائل أقل تكلفة في ظل غياب الرقابة الحكومية على هذه الاستغلال ، وحديث هذه النشمية صباح يوم الأحد وهدوءها في الحوار مع مقدم البرنامج جعل من المشكلة " المخالفة " حالة انسانية يصعب القفز عنها بفرض القانون ومن باب تسجيل المخالفة ، وقد أشارت هذه النشمية الى واقع مرير في نظام المواصلات في العاصمة عمان وبقية مدن المملكة ، وهنا نعيد الذاكرة للخلف قليلا ولأقل من ثلاث شهور عندما وعدت وزير المواصلات السابقة الشعب بحلول سحرية لمشكلة المواصلات وبمشاريع بالبلايين من الدنانير كتبت على ورق دفتر ملاحظاتها وهي تجلس على مقعد الطائرة تسافر من بلد الى بلد " شمة هوى " .