أول وكالة اخبارية خاصة انطلقت في الأردن

تواصل بلا حدود

أخر الأخبار
الحالات الدستورية لمجلس النواب الحالي في ظل صدور الارادة الملكية بتحديد موعد الانتخابات النيابية الهيئة المستقلة للانتخاب: الأحزاب ستنضج أكثر حزب إرادة يثبت قوته في الإدارة المحلية بحصده 9 محافظات القناة الـ13 الإسرائيلية: سكرتير نتنياهو وزع وثيقة سرية لفرض حكومة عسكرية بغزة الاحتلال يقتحم مدينة يطا جنوبي الخليل. بن غفير يواجه هتافات استهجان من عائلات الأسرى بالقدس وفيات واصابات بحادث تدهور في وادي موسى العاصمة عمان .. (34) درجة الحرارة نهار الخميس لونين: كرة يامال لم تدخل المرمى مجلس حرب الاحتلال يناقش غدا أفكارا جديدة بشأن صفقة التبادل اميركا : لم نمنح الضوء الأخضر لعملية عسكرية برفح نهاية قاسية لأردني تعرف على فتاة عبر إنستغرام قانون التنمية الاجتماعية يدخل حيز التنفيذ. الجهاد الاسلامي : رفح لن تختلف عن خان يونس مسؤولون إسرائيليون: حملة تجفيف تمويل الأونروا فشلت الملك ينبه من خطورة التصعيد في المنطقة صحيفة : الأمم المتحدة رفضت التنسيق مع إسرائيل حول رفح التربية: العملية التعليمية تشهد تطورا بجميع المسارات إسرائيل تؤكد أنها قضت على نصف قادة حزب الله هجوم إسرائيلي على عالم مصري مشهور
الصفحة الرئيسية تحليل إخباري هل يغرد الأردن خارج السرب الأمريكي ؟!

هل يغرد الأردن خارج السرب الأمريكي ؟!

هل يغرد الأردن خارج السرب الأمريكي ؟!

26-10-2015 01:35 AM

زاد الاردن الاخباري -

بسام البدارين - لا يبدو أن رواية «التنسيق العملياتي» بين الأردن وروسيا على الحدود مع سوريا مكتملة وتفصيلية لا من جانب موسكو ولا من جانب عمان التي تمتنع لليوم الثالث على التوالي عن توضيح ملامح ما حصل ومعطيات التنسيق وتأثيراته، ليس فقط على موقف الأردن من مجمل تطورات الملف السوري، ولكن أيضا على انحيازات الأردن التاريخية سياسيا.

لافت جدا في السياق ان من أعلن خطة التنسيق العملياتية مع روسيا هو وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، وليس أيا من المؤسستين العسكريتين في البلدين، فيما بقي النظير الأردني ناصر جوده صامتا ولم يدلي بتوضيحات من نفس الوزن الدبلوماسي على أساس أن القضية برمتها «سيادية» ولا تدخل في سياق صلاحيات المسؤولين المدنيين.

ذلك بطبيعة الحال لا يجيب على الاستفسار المتعلق بالخلفيات التي دفعت لافروف لإعلان الاتفاق وسط تقدير بأن موسكو تتصرف كعمان دبلوماسيا، وهي تحاول الإيحاء بأن عمليتها العسكرية الشاملة في سوريا «شرعية» وتحظى بغطاء دول الجوار بعد تنسيقات مماثلة مع إسرائيل وتركيا.

لا أساس لكل التكهنات التي تتحدث عن «تمرد» أردني على واشنطن بخصوص الإعلان بخطوة منفردة عن تنسيق عسكري مع الروس، لكن وزارة الدفاع الأمريكية هي التي أنتجت التشويش وتحديدا لدى الرأي العام الأردني، عندما أعلنت بأنها ليست طرفا في التنسيق الروسي الأردني على الحدود مع جنوب سوريا.

الأمريكيون يقولون ذلك عمليا لسبب، فلديهم قوات دفاعية وطاقم للصواريخ ومستشارون يديرون أجهزة رادار متطورة على الجانب الأردني من الحدود مع سوريا وتصريحهم يقول ضمنيا بأن عمليات تنسيقهم مع الجيش الروسي تشمل أجواء العراق وشمال سوريا، بمعنى الجبهة الشمالية ولا تشمل الجبهة الجنوبية.

في تقييم مؤسسة القرار السياسي الأردنية يؤشر ذلك على «تضارب مصالح» فالأردن لا توجد بين يديه غير ورقتين فقط للتقارب من روسيا ولتجنب انفرادها بتسوية وصفقة كبيرة متوقعة من دون حضور عمان وهما ورقة اللاجئين، وهي غير منتجة سياسيا أو ماليا، وورقة «الجبهة الجنوبية» التي رفضت عمان مرارا وتكرارا دعوات تركيا لتوحيدها مع الجبهة الشمالية.

لسبب أو لآخر لا ترغب واشنطن بأن تستثمر عمان ورقة جنوب سوريا الذي يعتبر أمنيا ولوجستيا منطقة نفوذ أردنية بامتياز، لكن الإدارة الأمريكية لا تطبق قواعد اللعب النظيف مع الأردن وداخل جميع مؤسسات القرار تطرح ملاحظتان دوما على واشنطن: لا تتدخل لإقناع دول الخليج بمساعدة الأردن ماليا، ولا تفصح عن استراتيجيتها الحقيقية في جنوب سوريا الذي يقابله حرس الحدود الأردني.

مقابل أجندة واشنطن الغامضة بخصوص ملف جنوب سوريا تعرض موسكو على عمان عدة «مغريات» تحت عنوان تنسيق العمليات ضد العدو المشترك وهو تنظيم «الدولة» المستقر في تدمر في مسافة ليست آمنة من بادية الأردن الشمالية.

بالنسبة لعمان توقفت عمليا العمليات الجوية التي تستهدف تنظيم «الدولة» في الرقة ودير الزور، وعندما احتاجت المؤسسة للذخيرة المخصصة لصواريخ الطيران لم يبادر الأمريكيون للمساعدة ولم يقدموا أي توصيات بخصوص حسم المعركة ضد «تنظيم الدولة ـ داعش» أو حتى مع أو ضد النشاط العسكري جنوب سوريا.

عمان كموسكو تماما تريد اللعب بكل الأوراق وتزعم الحالة النفسية المضللة التي تقود لانطباع محوره القدرة على التحدث مع جميع الأطراف.

من هنا برز شيء من «تعارض المصالح» عندما تعلق الأمر باهتمام موسكو وعمان معا بتنسيق عمليات أمنية وعسكرية على خطوط التماس بين درعا والرمثا، فالأمريكيون لا يوفرون الغطاء الكامل لطمأنة الأردن الذي يعارض مبدأ توحيد الجبهة الجنوبية المعارضة بالشمالية والذي بدأ عمليا بخطوات مغازلة موسكو ونظام الأسد في دمشق.

تحرك الأردنيون باتجاه محور- درعا- الرمثا التنسيقي مع الجيش الروسي منطلقين من افتراض سياسي بأن واشنطن أصلا بصورة الحملة العسكرية الروسية بل تتعاون معها، وبالتالي واشنطن لن تشعر بالصدمة إذا قرر الأردن تنويع خياراته الاستراتيجية بمخاطبة» الجو الجديد» في سوريا.

بالنسبة للمحلل الاستراتيجي عامر سبايلة الأردن ينبغي ان يهتم لأن التسوية الكبرى في الملف السوري ستصل حتما لأطراف الثوب الأردني، عندما تبدأ قصة التسوية السلمية وعندما يتحدث الجميع عن ملف الجولان.

لكن الأردن يريد ان يقول بأنه يستطيع عقد اتفاق تنسيق عملياتي مع الروس ليس لأن جبهات»إرهابية « مخاصمة في الطرف الشمالي تقابله، أو لأنه لا توجد على الطرف الأخر من الحدود قوة نظامية تحرص على بقاء مشكلات سوريا داخلها، كما قال الناطق الرسمي الدكتور محمد مومني لـ»القدس العربي».

ولكن أيضا ـ وهذا الأهم – لأن الأردن يفضل وجود قوات روسية أو سوريا في درعا عن وجود قوات «حزب الله» والحرس الثوري الإيراني وهو ما لا يفهمه الأمريكيون.

في الوقت نفسه ترك الإعلان للوزير الروسي لافروف تكتيك أردني يسعى لتجنب إغضاب واشنطن ويبلغها بوجود «فراغات» تحتاج للتعبئة في العلاقات التحالفية والتبعية لها على أمل الانتباه والإستدراك.

وهو تكتيك لا يقول بكل الأحوال بأن الأردن «يغرد خارج السرب الأمريكي» فعلا فذلك ليس في الوارد ولا في نطاق الاحتمالات وموسكو تعرف ذلك وإن كان يلفت النظر ضمنيا لحاجة الأردن لحماية حدوده ولإظهار مساحة من التقارب مع الطرف المتحكم اليوم بالمعادلة السورية وهو روسيا ما دامت واشنطن بالصورة ولن تغضب كثيرا حتى وهي تطرح تعليقا سلبيا، وما دام الدب الروسي يجمع الغلال في البستان السوري والعراقي والإقليمي بتواطؤ أمريكي.

القدس العربي





تابعونا على صفحتنا على الفيسبوك , وكالة زاد الاردن الاخبارية

التعليقات حالياً متوقفة من الموقع