زاد الاردن الاخباري -
جلنار الراميني - بات المعلم اليوم حكاية مأساوية ، بالرغم من أنه كاد أن يكون رسولا ، وإن كان مرب للأجيال ، ومعين عطاء لا ينضب ، وتضحية أمام سبورته ودفتر علاماته ، إلا أننا نجده اليوم مُهانا ، امام بلطجة أولياء الامور ، وأمام عنجهية الطلبة ، وأمام تغافل عن كيانه واحترامه ، ليضحي بين مطرقة المهنية ، وسندان التعليمات التربوية .
هموم المعلم كثيرة ، ومشاكله بالكاد تُحمل على صفحات "زاد الأردن" ، ومع ذلك ، فإن العديد من المشاهد المأساوية يتعرض لها معلمنا ، وليس هذا فحسب ، بل تجد مدير /ة المدرسة تنصف أولياء الامور على حساب كرامة معلم أضحى بين مقاعد الطلبة ، وبين الغرف الصفية ، ولا نجد له مغيثا .
شكاوى يومية ، وتقارير تتحدث عن مدى معاناة المعلم الأردني ، فبين رفوف دفاتر الطلبة ، وبين أوراق أسئلة الامتحان، ودفتر التحضير ، نجد في الطرف المقابل طلبة ، يهمشون الاحترام للمعلم ، ويتطاولون عليه ، ويتلفظون بألفاظ نابية أمامه، ويتصرفون بسلوكيات عشوائية ، والمعلم إن تحدث إليهم تجد القانون يخالفه ، ويُتخّذ بحقه إجراءات صارمة ، وكأنه ذئب بشري أراد التهام طالبا ، إلا أن "الجزاء من جنس العمل".
طلبة وطالبات ، يأتون من منازلهم إلى مدارسهم ، مودعين أخلاقيات التعامل مع المعلمين والمعلمات ، لا يأبهون لحصة صفية ، يُحدثون الشغب والفوضى وكأن الغرفة الصفية "وكالة من غير بوّاب " ، ، يلعبون بأجهزتهم الخلوية ، وغيرها من الأمور ، والمعلم هو الضحية ، إن تحدث ، أو عاقب ، وتبقى هيبته "محنطة" من أجل الحفاظ على ماء وجهه في مدرسته.
وزارة التربية والتعليم ، يقع على عاتقك العمل من اجل إعادة الهيبة للمعلم ، المخالفات واضحة، صارخة ، صريحة ، والامر بحاجة لردع لأولياء الأمور ، وللطلبة الذين يرمون عرض الحائط بالقوانين والانظمة ، والمعلم الذي يتفانى من اجل طلبته مكافأته في النهاية "استجواب" ، وطريقة تعامل "مستفزة" من قبل مديرة المدرسة وأولياء الأمور .
الرسالة واضحة ، المعلم يتنفس تحت الماء ، ولا داع لان نتحدث اكثر فهنالك ما يُخجل أن نتحدث به ، وخير الكلام ما قلّ ودل.