أول وكالة اخبارية خاصة انطلقت في الأردن

تواصل بلا حدود

أخر الأخبار
الجمعة .. اجواء ربيعية وعدم استقرار جوي للأردنيين .. انتبهوا الى ساعاتكم ! محلل سياسي : السيناريو الاقرب في غزة .. استمرار حرب الاستنزاف اليهود الحريديم يتمسّكون بلاءاتهم الثلاث ويهدّدون بإسقاط حكومة نتنياهو الغذاء والدواء تطلق خدمة منصة بلا دور صحيفة لبنانية: مبرمجون إسرائيليون يديرون أعمال الإعلام الحكومي العربي الامن العام للنشامى: صوتكم في صمتكم أكثر من 70% من المساكن بغزة غير صالحة للسكن إلزام بلدية الرصيفة بدفع اكثر من 15 مليون دينار لأحد المستثمرين وول ستريت جورنال: هدف القضاء على حماس بعيد المنال طلبة أردنيون يقاطعون مسابقة عالمية رفضا للتطبيع القسام: تفجير منزل في قوة صهيونية وإيقاعها بين قتيل وجريح "الأغرب والأكثر دهشة" .. اردنيون يسألون عن مدى إمكانية بيع رواتبهم التقاعدية الأردن يرحب بإصدار محكمة العدل تدابير جديدة بشأن غزة لليوم الخامس .. طوفان شعبي قرب سفارة الاحتلال نصرة لغزة الجيش السوداني يعلن السيطرة على جسر يربط أمبدة وأم درمان 2488طنا من الخضار وردت للسوق المركزي لامانة عمان اليوم الكويت تعلن تقديم مليوني دولار لأونروا فرنسا ستقدم 30 مليون يورو لأونروا هذا العام “لن أسمح بالتحقير مني كمسلم” .. روديجر يصدر بيانًا شرسًا للرد على اتهامه بالإرهاب
الاردن والتغيُّر المناخي
الصفحة الرئيسية آراء و أقلام الاردن والتغيُّر المناخي

الاردن والتغيُّر المناخي

12-10-2015 11:45 PM

لا شكّ بأنّ التغيير الإيجابي في المجتمعات تنشده كافّة الدول بالرغم من معارضة الناس له خوفا من تحميلهم زيادة في تكاليف المعيشة او تغييرا في نمط السلوك المتّبع منذ سنين طويلة وفي الغالب يكون ذلك الإعتراض نتيجة لنقص في برامج التوعية المجتمعيّة او عدم ملائمة التشريعات وكفايتها كما ان تلك البرامج بحاجة الى خطط تنفيذ مرحليّة وتفعيل لتلك التشريعات مع ما تتضمّنه من حوافز تشجِّع على التغيير وعقوبات تردع المخالفين ودروس وعِبر لحالات نجاح .
إنّ التغيُّر المناخي هو ظاهرة علميّة تتأتّى نتيجة مخالفة البشر لقانون التوازن الطبيعي الذي حبى الله به الكون منذ الأزل ونحن نعزوا تلك المخالفة لتغطية الزيادة المضطردة لعدد السكان في العالم والذي تطوّر من ثلاثمائة مليون نسمة عند السنة الميلادية الأولى الى خمسمائة مليون نسمة عام 1650الى حوالي ثمانية مليارات من البشر الآن على امتداد نفس الرقعة من الأرض والماء .
وكذلك نعزوه لحاجة الناس لتوفير الأمن الغذائي والأمن الدوائي والأمن المائي وغير ذلك من متطلبات الحياة الآمنة للمواطنين وما يتطلّبه ذلك من تنمية مستدامة في المجالات الإقتصاديّة والزراعيّة والتكنولوجيّة وغيرها وما يرافق تلك التنمية من إنبعاثات غازيّة وتلوث بيئي لمصادر التربة والهواء والمياه والذي يؤدّي بالتالي لإرتفاع درجة حرارة الجو وحدوث ظاهرة التغيُّر المناخي العالميّة وتأثير كل ذلك على الإنسان والنبات والحيوان وتأثيره على التنوع الحيوي بشكل عام .
وقد كانت الدول العظمى ترفض في الماضي الإعتراف بأنها المسبب الأكبر لهذه الظاهرة خاصّة الولايات المتحدة الأمريكيّة والتي تراجعت خلال العامين الماضيين واستعدّت لإتخاذ الخطوات التي من شأنها التخفيف من الإنبعاثات الناتجة عن الصناعات خاصّة الكيماويّة والنفطيّة منها ووسائط النقل والتخلص من النفايات الصلبة وغيرها من مصادر لتلك الإنبعاثات .
وقد شهد الأردن زيادة طبيعيّة وزيادة قصريّة في عدد السكّان حيث كان اول تعداد للسكان نفذ في الأردن في عام 1952، وكان التعداد عبارة عن عملية عد سريعة للمساكن والسكان فقط وقد بلغ مجموع السكان آنذاك 586.2 ألف نسمة.
والتعداد الثاني نفذ عام 1961، حيث غطى المملكة بضفتيها، وقد جمعت من خلال التعداد بيانات تفصيلية عن السكان كالخصائص الديموغرافية والاجتماعية والاقتصادية ، كما جمعت أيضاً بيانات عن المباني والمساكن والخدمات المتصلة بها، وقد بلغ عدد سكان الضفة الشرقية حينها 900.8 ألف نسمة.
وأجري التعداد الثالث عام 1979 ، وقد بلغ عدد السكان 2,133 مليون نسمة.
ونفذت دائرة الإحصاءات العامة التعداد الرابع عام 1994، حيث تم في ذلك التعداد دمج تعدد المساكن والسكان ضمن عملية إحصائية واحدة , وقد بلغ عدد السكان 4,1395 ملايين نسمة ونفذ التعداد الخامس عام 2004، حيث بلغ عدد السكان 5.1 مليون نسمة. وسيتم تنفيذ التعداد السادس في شهر تشرين الثاني 2015 من المتوقع أن يبلغ عدد السكان حوالي 10 مليون نسمة.
والزيادة القصريّة لعدد السكان كانت نتيجة توافد اللاجئين الفلسطينيّين بفعل السياسات الإسرائيليّة في فلسطين المحتلّة وكذلك توافد مئات الآلاف من اللاجئين السوؤيّين وغيرهم منذ عدة سنوات نتيجة الظروف الإقليميّة .
وفي مجال البيئة يقول خبراء بيئيون ان النمو السكاني وزيادة استهلاك الوقود قد دمر ما تم إنجازه في مجال مكافحة التلوث البيئي ، حيث بلغ عدد السيارات العاملة في الأردن عام 2009 تقريبا960 الف سيارة بينما الآن تقترب من مليوني مركبة ، مما ساهم في القضاء على الجهود المبذولة من قبل خبراء البيئة في تقليل الانبعاث من عوادم السيارات ذات الكفاءة ، وبالتالي فان السكان واستهلاك الوقود إستمرّا في الارتفاع بالإضافة إلى انتشار المصانع وانبعاث اطنان من الكربون والرصاص وعدم وجود آلية جديدة للتعامل مع النفايات الطبية والمنزلية ، ما أدّى وما يزال يؤدي إلى تلوث الماء والهواء و يلحق الأذى بالإنسان والحيوان والنبات . كما أن هذا التدني في النمو الاقتصادي الأردني بين حين وآخر يعني تواصل الاتجاه الهابط لنصيب الفرد الحقيقي من الدخل وتدني مستوى المعيشة بالإضافة إلى قضية البطالة والتي تمثل الهم الأكبر في الأردن على مختلف الأصعدة ، ما يستدعي المعالجة السريعة لها من خلال قضايا ذاتية بتنظيم النسل أو حكومية من خلال إعادة تنظيم العمالة الوافدة والتي حال وجودها وكثرتها تحت سياسة الباب المفتوح من مقدرة العمالة المحلية من منافستها في سوق العمل الوطني ، وتعديل الحد الأدنى للأجور بما لا يقل عن خط الفقر المعروف في الاردن ، وتأمين حوافز تشجيعية للعمالة الوطنية كالتأمين الصحي والضمان الاجتماعي وإطلاق مشاريع ريادية بهدف خلق فرص عمل منتجة للخريجين ، وتوفير التمويل اللازم لهم بما يضمن توسيع القاعدة الإنتاجية في المجتمع والتحول إلى تمويل المشاريع الإنتاجية بدلا من الدعم النقدي المباشر ، ووقف الزحف العمراني على الارض الزراعية وإعادة هيكلة خريطة التوزيع السكاني على مستوى محافظات المملكة بشكل يضمن معادلة سكانية شبه متوازية بين مناطق المملكة بعيدا عن الواقع الحالي ، وكذلك العمل الجاد على ايجاد مشاريع مائية بديلة على مستوى الوطن لتأمين احتياجات مستخدميها من الشرب والزراعة والصناعة ، والعمل على استثمار اراضي الخزينة في الجنوب لغايات الإسكان والاستثمار لتصبح جاذبة للسكن , وقد شكُكِّلت مؤخرا هيئة للإستثمار لتعنى بجذب وتسهيل وتبسيط الإجراءات على المستثمرين .
وبالرغم من أن اكثر من 97% من السكان متصلون بالشبكة العامة للمياه، إلا أن مشاكل التلوث الناتجة عن سوء إدارة المياه العادمة المنزلية ومخرجات المصانع والكيماويات المستعملة في الزراعة تزيد من تفاقم الأزمة المائية .
وقد حقق الأردن تغطية شبه كاملة للسكان بالتيار الكهربائي حيث بلغت النسبة 99.9% من المساكن في المملكة مما ينعكس إيجابا على نوعية حياة المواطن. أما من حيث الصرف الصحي فان ما يقرب من ثلثي المساكن في المملكة متصلة بشبكة الصرف الصحي .
وحيث ان الحكومات الأردنيّة انتبهت لخطورة التغيُّر المناخي وسارعت بإتِّخاذ بعض الإجراءات من خلال إلتزامها بالمعاهدات الدولية مثل معاهدة التنوّع الحيوي واتفاقيّة كيوتو لخفض الإنبعاثات , وكذلك التخلُّص من الغازات الضارّة واستبدالها بغازات رفيقة بالبيئة من خلال مشروع حماية طبقة الأوزون كما عملت الدولة على استغلال غاز ثاني اكسيد الكربون والميثان المنبعث من مكاب النفايات (الغاز الحيوي ) لتوليد الطاقة الكهربائيّة , كما تم تنفيذ مشاريع بيئيّة باستخدام إتفاقيّات التبادل من خلال ما سمِّي تجارة الكربون حسب اتفاقية كيوتو وغيره من الإجراءات وآخرها استخدام الطاقة الشمسية كطاقة متجدِّدة لتوليد الطاقة الكهؤبائية في المشاريع الصغيرة والمتوسطة والكبيرة وفي المنشآت السكتية والتجارية .
ولمواجهة تأثير ظاهرة التغيُّر المناخي فبالإضافة للإجراءات الحكوميّة وبالتعاون مع الدول الأخرى والمنظمات الدولية والبرامج البيئيّة للأمم المتّحدة فإنّنا بحاجة لتغيير ثقافتنا ومفاهيمنا وممارساتنا وبداية تعيير نمط تفكيرنا لنتحوّل من التفكير الفردي ( Linear Thinking) الى التفكير الجماعي (Cooperative Thinking ) حيث لا يمكن التصفيق بيد واحدة كما يجب ان ندحر ثقافة العيب ونؤمن بحسن التصرُّف واستغلال الفرص كما يجب غرس ثقافة ترشيد الإستهلاك والإنفاق منذ الصغر في عقول اطفالنا لتصبح في المستقبل عادة عند شبابنا وصبايانا كما يجب زرع مفهوم حماية البيئة كواجب وإلتزام فردي كفرض عين على كل مواطن .
ويجب على العاملين في برامج التوعية والمسؤولين في المؤسّسات المهتمّة بالهمّ البيئي وحماية البيئة ومكافحة التلوُّث والتخفيف من أضراره وآثاره ان تلجأ لتعيين افراد لديهم القدرة العلمية والخبرة العملية والإيمان الذاتي بحماية البيئة والأسلوب الجيِّد في الإقناع والتعامل مع الغير وذلك لإنجاح برامج التوعية ولتمهيد الطريق عبر التغيير الثقافي لمواجهة آثار التغيُّر المناخي .
احمد محمود سعيد
12 / 10 /2015





تابعونا على صفحتنا على الفيسبوك , وكالة زاد الاردن الاخبارية

التعليقات حالياً متوقفة من الموقع