وقد تواصلت لليوم الثالث على التوالي المعارك العنيفة بين القوات الصومالية ومسلحي حركة الشباب في العاصمة مقديشو. ووصلت حصيلة تلك المعارك خلال الأيام الثلاثة إلى 90 قتيلا وعشرات الجرحى خصوصا في صفوف المدنيين.

واندلعت المعارك فجرا بالأسلحة الرشاشة على خطوط الجبهة في العاصمة مقديشو بينما جرى تبادل للقصف المدفعي بين الجانبين طوال الليل.

وأعلن كل طرف تقدمه وهزيمة الطرف الآخر، ففي الوقت الذي قالت حركة الشباب إنها تسيطر على معظم أنحاء مقديشو، وأن القوات الحكومية لم تعد تسيطر سوى على طريق واحد من الطرق الرئيسية الأربع في العاصمة، نفى مسؤولون حكوميون هذه التصريحات، وأعلنوا أن القوات الحكومية تقدمت إلى ما وراء مواقع المتمردين وأنهم فقدوا عددا كبيرا من المقاتلين.

وبحسب مسؤولين في أجهزة الإسعاف، فإن عشرات المدنيين سقطوا بين قتيل وجريح لينضموا إلى ضحايا الهجوم الانتحاري الذي نفذته الحركة على فندق في العاصمة وسقط فيه 32 قتيلا بينهم 6 نواب.

ولم يكن الإعلاميون بمنأى عن دائرة العنف، فقد قتل صحفي صومالي يدعى بركات عوالي يعمل مديرا لإذاعة "حرمة" برصاصة طائشة بينما كان ينصب لاقطا على سطح المحطة في منطقة تسيطر عليها القوات الحكومية.

ويقول محللون إن وجود القوات الأجنبية في الصومال يتيح للمتشددين الظهور كأبطال وطنيين يتمتعون بتفويض لتنفيذ هجمات مدمرة كتلك التي شهدتها مقديشو أمس الثلاثاء.

ويؤكد بعضهم أن العالم الخارجي ينبغي أن يكف عن التدخل العسكري، وعبروا عن أسفهم لقرار الاتحاد الإفريقي إرسال أربعة آلاف جندي إضافي إلى الصومال. لكن مؤيدي قوة الاتحاد الإفريقي يقولون إن الشباب لن يختفوا ببساطة إذا انسحبت القوات الأجنبية.

ويسيطر المتمردون على مناطق واسعة من وسط وجنوب الصومال، واستمالوا عددا كبيرا من المقاتلين الأجانب لقضيتهم.

وكالات