الذي يتابع خطابات الملك عبدالله بن الحسين في العالم أجمع يجد أنه لا يتكلم كملك لدولة صغيرة كالأردن بل يتكلم كزعيم أمة و هو كذلك ، عندما يخطب الملك في الولايات المتحدة الأمريكية أو أوروبا أو آسيا إن كان أمام أعيانهم أو نوابهم أو أمام مؤسسات المجتمع المدني أو جمعيات أو أمام رجال و سيدات أعمال و غيرها من التجمعات المهمة .
فإنك تشعر بأنه يخطب كزعيم ، يخطب كأنه يمثل الأمة العربية كلها ، فهو يوصل صوت الأمة العربية و الإسلامية إلى العالم أجمع بنصف ساعة هي مدة الخطاب لكنها مليئة بالكلمات والمفردات و الجُمل الأروع و الأسرع في الوصول إلى عقول و عواطف المتلقي .
عندما يتحدث الملك عن الإسلام يوجز و يُبدع ، و عندما يتحدث عن الأماكن المقدسة في فلسطين يوجز و يٌبدع و عندما يتحدث عن قضايا الأمة العربية و الإسلامية يوجز و يُبدع و عندما يتحدث عن الأردن فهو يتحدث عن قلبه و عن نبضه و عن روحه و يتحدث عن عشقه .
فالملك عبد الله هو الأقدر و هو الأفضل في إيصال صوتنا إلى العالم ، ليس من أجل الأردن و مصلحته فقط ، بل من أجل الأمة الإسلامية والعربية في كل مكان ، من أجل المسجد الأقصى و كنيسة القيامة ، من أجل العيش مسلمين و مسيحيين بمحبة و احترام وسلام .
كيف لا وهو الملك الهاشمي الذي ينحدر من سلالة النبي محمد - صلى الله عليه وسلم – كيف لا و هو الذي ينحدر من سلالة النبي إسماعيل ابن النبي إبراهيم – عليهما السلام – كيف لا و الهاشميون أصحاب حكمة وتواضع و رؤية مستقبلية .
في كل الدول العربية التي حصل بها خريفٌ عربي طالبت الشعوب بإسقاط النظام أي الحاكم ، إلا في الأردن ، فقد طالب المتظاهرون بإسقاط رئيس الحكومة وقتها ، فالملك قاسم مشترك بين كل الأطياف و الأحزاب ولم يحسب يوماً إلا على الوطن و مصلحته .
فالهاشميون على مر الزمن والتاريخ هم قادة و زعماء أمة و ليس مجرد حكام أو ملوك أو أمراء ، كل العالم ينظر إلى الأردن، منهم من يحقد و منهم من يحسد و منهم من يٌكيد له في الخفاء ، و لكن حكمة الملك جعلت من هذا البلد بلداً قوياً صلباً ، بلداً له وزناً عالمياً كأنه دولة عظمى ، و أثبت الملك للعالم أجمع بأن الدول لا تقاس بالمساحات ولا تقاس بميزانيتها و أموالها ، بل تقاس بالمحبة بين القائد وشعبه ، و تقاس بإنتماء الشعب للقائد والقائد للشعب .
و أقول نعم مررنا بضيق وما زلنا نمر به، دولةً و شعباً ، و لكن غداً أجمل و أفضل ، و أنهي بقصيدة للشاعر الكبير حيدر محمود و هي قصيدة ( معه وبه ان ماضون) و أقول :
معه و به أن ماضون .. فلتشهد يا شجر الزيتون .. قد أحببناه و بايعناه .. و زرعنا الراية في يمناه .. و حلفنا بتراب الأردن .. بأن يبقى فالكل فداه .. لعيونك كل أغانينا .. يا وطناً مزروعاً فينا .. برموش الأعين سيجناك .. و أودعناك أمانينا .. و معاً أقسمنا أن نبقى .. يا وطنا أبداً أحباباً .. ماء و سماء و ترابا .. و دما و زنودا و حرابا .. فلتشهد يا شجر الزيتون .. إن معه و به ماضون .. إن معه و به ماضون .