انها الثورة الروسية في القرن الواحد والعشرين ، بكل برود اعصاب وهدوء لاعب التايكوندو وصيد الضواري تمكن بوتن من الامساك بخيوط اللعبة التي سميت بثورة الشعوب العربية الحالمة بربيع حريتها، وفي خلال اقل من شهر اصبح بوتين الرقم الصعب والمشترك في ساحة الشرق الاوسط والخليج .
دول كثيرة قالت لا للتدخل الروسي في سوريا والعراق ، وهي دول غاب عن ذهنها ان الدب الروسي وخلال الخمس والعشرين عاما الماضية كان يعيش فترة البيات السياسي ويستجمع قواه ، بينما دول اخرى غربية انهكت نفسها وهي تركض خلف الطرائد ، وانتهى امرها تلملم جراحها في كل من افغانستان والعراق ، وبدون مقدمات خرج الدب من حجره.
هي حرب الدفاع عن النفس السياسية لبوتين ، وهو كما يقول فرصة تاريخية لدولته كي تعيد ترتيب الاوراق كما تجده مناسبا هي وليس تجمع دول الغرب ، وتلك الاصوات التي تقول ان ما يحدث هو استعمار روسي عليهم ان يخرجوا من عباءات ووهمهم التاريخية ، فالتاريخ لا يعيد نفسه سوى عند من لا يعرف قراءته بشكل صحيح.
الدب الروسي يعارك الصقر السعودي بعد ان انهك النسر الامريكي ؛ مقولة لاحد محللي الخليج اراد من وراءها تضخيم حجم دولة كالسعودية وهي في واقع الامر منهكة من مستنقع اليمن ، ولا تمتلك اية مخارج لها من هذا المستنقع لانها لا تجيد السباحة وهي مثقلة بالسلاح ، والمطلوب الان فقط مراقبة هذا الدب الروسي لمعرفة مدى قدرته على الصراع من اجل البقاء بعد بياته لخمس وعشرين عاما .