أول وكالة اخبارية خاصة انطلقت في الأردن

تواصل بلا حدود

أخر الأخبار
الخميس .. الأجواء الحارّة تصل ذروتها مع تزايد نسب الغبار أبو زيد: المقاومة أسقطت نظرية ساعة الصفر 49 % نسبة الخدمات الحكومية المرقمنة مصر: أي خرق إسرائيلي لمعاهدة السلام سيتم الرد عليه بشكل حاسم وزارة التربية تدعو عشرات الأردنيين لمقابلات توظيفية (أسماء) الاحتجاجات الطلابية على الحرب في غزة تصل ولاية تكساس الأمريكية (شاهد) 3 شهداء وجرحى جراء قصف الاحتلال غزة والنصيرات الحالات الدستورية لمجلس النواب الحالي في ظل صدور الارادة الملكية بتحديد موعد الانتخابات النيابية "القسام": قصفنا قوات الاحتلال بمحور "نتساريم" بقذائف الهاون المعايطة: يجب أن ترتفع نسبة المشاركة في الانتخابات -فيديو الهيئة المستقلة للانتخاب: الأحزاب ستنضج أكثر حزب إرادة يثبت قوته في الإدارة المحلية بحصده 9 محافظات نتائج انتخابات رؤساء مجالس المحافظات ونوابهم .. أسماء القسام تقنص ضابطا صهيونيا شمال بيت حانون / فيديو القناة الـ13 الإسرائيلية: سكرتير نتنياهو وزع وثيقة سرية لفرض حكومة عسكرية بغزة الاحتلال يقتحم مدينة يطا جنوبي الخليل. بن غفير يواجه هتافات استهجان من عائلات الأسرى بالقدس وفيات واصابات بحادث تدهور في وادي موسى العاصمة عمان .. (34) درجة الحرارة نهار الخميس لونين: كرة يامال لم تدخل المرمى
على فكره انت مش صادق
الصفحة الرئيسية آراء و أقلام على فكره انت مش صادق

على فكره انت مش صادق

28-09-2015 01:10 AM

نحن شعب رضعنا حليب الكذب منذ الطفولة في جوانب البيت وادراج المدارس ونشرات الأخبار الرسميّة ومن على صفحات الجرايد ومن خلال المذياع الرسمي والتلفزيون الوطني ومن خلال لعب الورق على المقاهي وطبعا من تكرار التهاني والمعايدة وإتصالات المغتربين وغير ذلك .
أصبح الكذب عندنا عادة والرياء وسيلة والنفاق لغاية حيث أضحى الكذب ملح الحديث والرياء بهاراته والنفاق سكّره وذلك في البيت والمدرسة والمجتمع وحتّى في مناسبات الأفراح والأتراح ومكان العمل في السياسة بدلا من الدبلوماسيّة وفي تقديم الخدمة بدل الحرفيّة وفي وسائل الإعلام بدل الحقيقة وفي القيام بالعمل بدل الإبداع والتميُّز وفي العلم بدل الإختراع والإكتشاف وفي التدريس الجامعي بدل التطوير والأبحاث !!!!
وكان هذا اهم تغيير في حياتنا هو تميُّزنا بالكذب فبعد ان تعلّمنا الصدق والمحبّة من رسول الإسلام والعمل والإبداع عدنا ادراجنا لعصور الظلام والعبوديّة والخداع وانعكس حالنا لأسوء حال وما زلنا حتّى الآن نجني ما زرعت أيدينا فبتنا بلا سيادة ولا كرامة ولا عزّة ولا حول لنا ولا قوّة .
وهكذا بعد ان كان الصدق قوّة الإسلام والمسلمين أصبحت اهم سمة تميِّز العرب والمسلمين وتُنقص من كلمتهم وهيبتهم هو الكذب والذي تسبّب في فرقتهم وتفرُّق كلمتهم وضعف مواقفهم وضياع حقوقهم بل وشجّع تنامي الفساد والخيانة والترهّل في مجتمعاتهم واستقواء الغير عليهم .
عندما يكذب الغربيّون والمسؤولين في الدول المتحضِّرة والكبيرة فإنّهم يكذبون من أجل مصلحة أوطانهم واهداف بلدانهم العظمى حتّى لو كان ذلك الكذب فيه ظلم لنا أو إستعباد لشعوبنا وتدمير لكيناتنا وشطب لحقوقنا ومحو لأحلامنا خاصّة وأن بعض من مسؤولينا يباركون لهم أكاذيبهم تلك وهم لا يخشون من إعلان تلك الأكاذيب من على كل المنابر وأهمُّها منبر الأمم المتّحدة وأكثر ما يقوم به الغربيّون بعد تحقيق مآربهم هو الإعتذار المبطّن أو المبرّر عن تلك الأكاذيب وقلب الحقائق بعكس الصهاينة الذين يكذبون ويمعنون في الكذب من أجل اهدافهم العدوانيّة ومن المستحيل الإعتراف بتلك الأكاذيب لا حقا .
الكذب هو عادة وقبل ذلك هو ثقافة وبالأساس هو تربية وأخلاق وقناعة في داخل النفس البشريّة وهو يبدأ من تلك القناعة لدي البالغين اليافعين لتكون أساسا لتربية الرضّع والأطفال في البيت والمدرسة لتتحوّل الى ثقافة لديهم وإقتناع بفضيلة وفوائد الصدق مقابل الأضرار المتأتِّية من الكذب على الفرد ولأسرة والمجتمع وتصبح عادة الصدق ثقافة على المستوى العام في المجتمع حيث يغدو الكاذب منبوذا .
ولا بدّ من قدوة لتغيير ثقافة الشعوب وعادة يكون القدوة هو صاحب السلطة خاصّة بعد فشل اهل التربية والتعليم ومشايخ الوعظ والإرشاد في دفع المجتمع لتغيير عاداته ولأن اصحاب السلطة بيدهم القوّة لفرض القوانين وتطبيقها فإنّ تصرُّفاتهم تكون نبراسا لأفراد المجتمع ولكن لسوء حظ دول العالم الثالث وهي الدول الأقل وعيا ومجتمعاتها النايمة في ملكوت الجهل والكذب والرياء والنفاق أن مسؤوليها هم القدوة في تعميم الفساد وإنتشاره والقادة في ممارسة الكذب وفنونه ومنع الحريّات وتكميم الأفواه وإشاعة الكذب وهم من يُقرِّبون الكذّابين من مراكز السلطة وصناعة القرار ويقصون ويُبعدون من يثبت عليهم الصدق والأمانة والإنتماء الحقيقي .
ولو خُيّر لي ان أكون إعلاميّا وصانع قرار في الإعلام لأخترت ان أخاطب كل مسؤول في القطاع العام والقطاع الخاص من خلال برنامج تلفزيوني مصوّر او إذاعي اقول له فيه بكل أدب على فكره أنت مش صادق وأنا أعلم أنّ مثل هذا البرنامج سيواجه صعوبة كبرى أوّلا من المتنفذِّين غير الصادقين لكي يسمحوا به وثانيا من الجهد الذي سيبذل فيه للبحث عن الحقيقة ودحض الأكاذيب المحدّدة دون الطعن بشخوص اؤلئك المسؤولين أو مصادر المعلومات وقد يكون احد محاور ذلك البرنامج هو بيان السلبيّات في الخبر الكاذب وأثره على الوطن والتنمية المستدامة المنشودة فيه .
إنّ الزمن كفيل لو كُتب لمثل هذا البرنامج ان يرى النور ان يتمّ فرز الغثّ عن السمين في ما بين الموظفين وصانعي القرار في القطاعين العام والخاص كما سيساعد على تنشئة اجيال منتمية صادقة في القول والعمل من اجل تنمية مستدامة حقيقيّة في عالمنا العربي والإسلامي بحيث نرقى بمستوى دولنا الى رتبة الدول المتحضِّرة .
احمد محمود سعيد
28 / 9 /2015





تابعونا على صفحتنا على الفيسبوك , وكالة زاد الاردن الاخبارية

التعليقات حالياً متوقفة من الموقع