زاد الاردن الاخباري -
هل يعلم المواطن العربي أن (المؤامرة الكبرى) قد بلغت مداها؟
نعم، نحن الآن في العام 2015، وفي العام 1995 كتب مقالا تحليليا طويل أشرت فيه أن (المؤامرة الكبرى) هي تقسيم الوطن العربي إلى جزيئات صغيرة، كنت واحدا، ولم يوافق على رأيي أحد، ممن يعتقدون أن مخطط الإحتلال الصهيوني تغير، وأصبح يفكر في تقسيم الشرق الأوسط إلى دويلات صغيرة جدا، ظننت، وما زالت أظن، أن الإحتلال وإيران لديهم اتصال لا ينقطع في الخطوط الخلفية، لديهم تنسق لا ينقطع، وأن كل ما ترونه من تصعيد بشأن النووي الإيراني، هو مجرد تمثيلية، ويريدون نهاية هذه المنطقة من العالم، تدميرها إذا صدق التعبير، يريدون تحويل كل دولة إلى دويلات صغيرة يمكن تحطيمها في ساعة من الزمان..!
قلت في وقتها: أن الأقليات، وأقصد الفرس واليهود، قد اتحدوا ووقعوا عهدا بالدم وبالخفاء، وأن الإحتلال الصهيوني يريد أن تكون دولته بين الفرات والنيل، أما إيران فتريد هيمنة دينية وسياسية على كل شبر من أراضي الشرق الأوسط، أمريكا كانت، وما زالت، مهتمة بهذا المخطط، لأن تفتيت هوية هذه الأمة، أصبح شرطا أساسيا بالنسبة لرجال السياسة والإقتصاد في أمريكا، الجميع يريدون تقسيمنا وتفتيتنا بأي ثمن، روسيا توافق، أوروبا تدعم، أفريقيا عاجزة ولا رأي لها، الصين ودول أسيان تغرق في همومها، والإحتلال يلعب وحده، بدعم لوجستي من إيران، لتحويل الأمة إلى خيال مآتة، لا يغضب، لا يتوجع، لا يتألم.. !
متى سنغضب؟ حين يتم تقسيم سوريا والعراق واليمن وليبيا نهائيا؟
متى سنغضب؟ حين يتم إحتلال الأقصى رسميا ؟
متى سنغضب؟ حين نفقد هويتنا تماما؟؟
لن نغضب، لن يغضبنا إحتلال الأقصى زمانيا ومكانيا، فما زلنا نتعامل معه كأنه واحد من الأخبار المسلية التي علينا ترديدها في جلساتنا وحواراتنا، نتناقش ونتجادل حولها فقط، دون أن يكون هناك رد فعل واحد حقيقي؟؟ !
لن نغضب، فلن يغضبنا أن إيران سيطرت على اليمن، ووزعت المؤن على الحوثيين، المال والسلاح، وجعلتهم يعيثون في اليمن خرابا..!
لن نغضب، وسوريا تحولت إلى ساحة تتقاسمها داعش وحزب الله والعلويين ..!
لن نغضب، وتركيا، وقصدي العثمانيين الخبثاء، يسيطرون على شباب الأمة، وخاصة الإخوان المسلمين، وهم متأكدون أن جميع شباب الإخوان سوف يمتثلون لأومار الخيليفة المسترشد الجديد (أردوغان)، ويطيعونه كما لم يطيعوا محمدا صلى الله عليه وسلم، وهم لا يريدون أن يفكروا أو يقتنعوا أبدا أن (أردوغان) تحركه مصالح العثمانيين الإستراتيجية فقط..
لن نغضب ونحن نرى الإحتلال يحتل الأقصى المبارك، دون أن يتحرك أحد، أو ينبس أحد ببنت شفة .. !
متى سنغصب..؟؟؟!؟
لن نغضب.. كونوا على ثقة أن كل ذلك سيحدث آجلا أم عاجلا، وستأتي تلك اللحظة التي يقول في المواطن العربي في الشرق الأوسط: يا ليتني كنت ترابا..!