زاد الاردن الاخباري -
جلنار الراميني - هؤلاء الذين ابتلاهم القدر ، وفقدوا براءتهم أمام إعاقتهم التي تلازمهم مدى الحياة ، فباتت السعادة مفقدوة، بل لا يشعرون بها ، فهم مجرد أشخاص لا يعون ما حولهم ، حالهم كحال الشجر الباسق يتنفس ولا يتحرك .
عائلات لديها أشخاص من ذوي الاحتياجات الخاصة ، ونظرات مُشفقة ، وعيون أدمتها الدموع، لأمهات لا يعلمنّ كيفية إسعاد أبنائهنّ امام قهر القهر ، وأمام ابتلاء لا نهاية له ، هؤلاء "المعاقين" أرادوا من الحياة بصيص أمل ، رأفة بحالهم ، وجعلهم جزءا من المجتمع الأردني، فكم من شخص ابتلاه الله بـ"إعاقته" واستطاع ان يكون ، مبدعا، منجزا، مُتحديا، قادرا ، مُكتشفا ، لكن لا يد تُمسك أيديهم.
من هذا المنطلق ، فإن مواطنا أردنيا بثّ أنينه عبر إذاعة "حياة أف أم" ، ، باكيا امام حال صعب التخلص منه، نتيجة لوجود شقيق له من ذوي الاحتياجات الخاصة يبلغ من العمر (30) عاما ، وترفضه أحد دور الرعاية بسبب عمره ، الامر الذي سبب حالة نفسية عصيبة لعائلته ، وأزمة نفسية للشاب الذي كان يمارس هواياته من خلال "دار رعاية " لفترة من الفترات ، إلا أنه اليوم يجلس في المنزل ، نتيجة لقرار "لا داعي له" ، فمجرد أنه بلغ الثلاثين رفضته "دار الرعاية"، وما زال ذووه يبحثون عن أمل أمام ألمه.
بكاء شاب على شقيقه من ذوي الاحتياجات الخاصة ، يدعو للوقوف على هذا الأمر ، فالحاجة مُلحّة للنظر بهؤلاء ، من خلال وزارة التنمية الاجتماعية ، من منطلق واجبها ومسؤوليتها ، ومن منطلق الإنسانية والعاطفة الفطرية ، ووضح حد لتلك المراكز ودور الرعاية ، الذين يمارسون تعنتا ، و"ديكاتورية" في قرارات "غير منطقية" بحق ذوي الاحتياجات الخاصة .
عائلات لا بواكي لها ، فالفقر يحيط بهم من جهة ، ووجود شخص يعاني من جهة أخرى ، فالصعوبة ليست في تحدي الصعاب ، بل في تهميش الحكومة لهم .