زاد الاردن الاخباري -
اعتبر نائب رئيس الوزراء الأسبق الدكتور مروان المعشر إن المناهج المدرسية في الأردن تعمل على طمس التعددية وتغييب التنوع والروح الجمالية المتلمسة للفنون في الطالب.
وقال المعشر في ندوة حوارية ضمن مهرجان "حكايا الثامن"، السبت، في جاليري راس العين بعنوان "المنهج الخفيّ الذي يحرّم الفنون" إن طرق تدريسنا للمناهج تفتقر للتفكير النقدي واحترام الآراء المختلفة ومكونات المجتمع المتعددة، ويربط ذلك بتطوير مفهوم حداثي للمواطنة الحاضنة للتنوع والفنون والفلسفة والموسيقى.
وتحمل الندوة طرح الناشطة الثقافية سمر دودين بمشاركة الدكتور مروان المعشر والدكتور ذوقان عبيدات والاستاذة دلال سلامة.
وأضاف المعشر في معرض اجابته على سؤال عن تغاضى الدولة عن هذه النظرة الاحادية وتغييب التنوع في التعليم "بأن فتح هذا الباب يعني بالنسبة للدولة فتح أبواب اخرى للتعدديةقد ترى بأنها تهدد الأمن والاستقرار مع أن الخيار الموجود أمامنا اليوم هو ما بين وجع راس التعددية او سرطان الاحادية والإقصاء".
وتوضح الناشطة سمر دودين أن "المنهج الخفي الذي يحرم الفنون هو "منظومة ثقافية دوجماتية، يتم تداولها وتعليمها للنشء بطرق غير معلَنة. وهو يؤكد، في المدرسة والجامع والمنتديات الثقافية، على أحادية مؤسفة في النظر إلى الذات والآخر.
وبالتأكيد، فإن استبعاد الفنون والفلسفة والدراسات الثقافية من مدارسنا، والكثير من مراكزنا التنموية، ما هو إلا أحد مظاهر هذا المنهج".
وتلاحظ دودين "أنه وبالرغم من أن المادة الرابعة من قانون التربية والتعليم لسنة 1994 تنص على أن أحد الأهداف العامة للتربية في الأردن هو "تذوق الجوانب الجمالية في الفنون المختلفة وفي مظاهر الحياة"، إلا أن أي قارئ مطّلع على مناهجنا يعرف تمام المعرفة أن عملية التذوق الفني شحيحة؛ إذ يشكل منهج الفنون نسبة 1 % فقط من المنهج الكلي في الأردن.
ويشير الدكتور ذوقان عبيدات في دراسة ملهمة ومهمة، إلى "أن الأصول الداعشية في المناهج الأردنية هي "غياب ما ينمي الدماغ، بسبب وجود الكتب والامتحانات ذات النمط السردي التلقيني، إضافة لتغييب الفن والموسيقى والشعر والعاطفة والحب والذوق عن المناهج، وهو أمر مقصود".
تساءلت الباحثة دلال سلامة في دراسة لها حول المناهج المدرسية: "هل نريد مواصلة إنتاج أجيال يُقال لها إن كل من ليس مسلماً سيذهب إلى النار؟ لأن كتب المدارس، وإن لم تتبنَّ المقولة السابقة صراحةً، تفعل ذلك ضمناً، عندما تنغلق على رؤية وحيدة للعالم، وتحكم بالضلال على كل ما عداها، حتى من دون عرضه".
وعرضت سلامة بشواهد علمية عن جذور رفض التنوع في النظام أنها التربوي في الاردن، وكيف انها تذهب ابعد من رفض الاخر المختلف دينيا الى رفض كل اخر ، وهي تفعل ذلك من خلال تنظيم الذات المختلف، مقابل شيطنة المختلف، في بعض المواضع ، او تغييبه في مواضع اخرى.