في قراءة للأسباب التي جاء من وراءها قانون الانتخابات الجديد ،وهو قانون سيوضع في ملعب النواب كي يتم اقراره كما جاء من الحكومة كسابقه من القوانين الأخير ، قدم نائب يساري متقاعد ثلاثة اسباب ،أولها أن هناك ارداة قوية لدى القصر بدمقرطة الحياة السياسية ،وثانيها أن رئيس الحكومة والى جواره وزير التنمية السياسية " اليساري " تمكنا من فهم الرسالة الملكية بدقة ووضوح ، وثالثها وجود مدير مخابرات عامه منفتح .
وعند النائب المتقاعد سببا رابع ورئيس تمثل في ضعف حركة الاخوان وعدم قدرتها على مجارات التطور الطبيعي للديمقراطية ، وقدم هذا النائب اسباب كثيرة وجميعها نالت من هيبة ومصداقية الإخوان " المنحلة " دون أي احترام لتاريخ هذه الجماعة السياسي ، بل نجده نال منها بطريقة تؤكد على تحجر عقلية هذا النائب المتقاعد" فكريا " من يساريته والرافض لفكرة وجود الأخر ، والذي يسير على قاعدة "بسطار مصر " والتي تقول انا فقط والأخر سراب وعدم والموت لهذا الأخر .
وهذه العقلية المتحجرة والفاقدة للديمقراطية التي يدعي سعادة النائب اليساري المتقاعد فكريا ؛ لايطرحها رأس الدولة الأردنية بل نجده يدافع على أن الجماعة هي جزء من مكونات الوطن السياسية والاجتماعية ، وهذه ليست المرة الأولى التي يخرج علينا فيها هذا اليساري المتقاعد فكريا ، بل سبق وقام بمدح البسطار المصري وعسكرية الفكر المصري دون دعوة من أحد له للدفاع عن نظام سياسي قمعي فكريا وجسديا .
والشيء المخيف هنا ان من يمتلك تلك العقلية المتحجرة والفاقدة للذاكرة الذاتية " اليسارية " يجلس في غرفة التشريع الثانية الأن ويحق له أن يتدخل في طريق عمل ديمقراطيتنا التي نريدها قائمة على وجود الأخر وعدم الاختلاف على الوطن بكل مكوناته الفكرية والاجتماعية ، فهل وجود مثل هذه العقلية وتصريحاتها المعلنة بقوة " وقاحتها " لايثير انتباه القصر أو اصحاب قرار تعيينه كعضو في غرفة التشريع الثانية ؟ ،وهنا لابد من الأخذ بما يصدر من هذا اليساري المتقاعد فكريا ومحاسبته عليه بقوة حبنا جميعا للوطن وللديمقراطية معا .