زاد الاردن الاخباري -
رصد - كشفت مصادر سياسية لبنانية أن "حزب الله" يمرّ حالياً بمرحلة حرجة بعد تسليم الأمن اللبناني في أواخر شهر أغسطس السعودي أحمد إبراهيم المغسل إلى السلطات السعودية.
وذكرت أنّ عملية التسليم ما كانت لتتمّ لولا التواطؤ الإيراني مع الأمن اللبناني، مشيرة إلى أن المغسل كان في طريق عودته من طهران إلى بيروت في طائرة ركاب إيرانية عندما أوقف في المطار وسلّم في اليوم التالي إلى السعوديين.
وكان المواطن السعودي مطلوباً من بلاده في قضية تفجير الخبر في العام 1996. وذهب ضحية التفجير بواسطة شاحنة مفخّخة عدد كبير من العسكريين الأميركيين. إلى ذلك، كان المغسل، بين خمسة اشخاص، وضعوا على رأس قائمة المطلوبين من مكتب التحقيقات الأميركي "أف بي آي" وخصصت للقبض عليه جائزة قيمتها خمسة ملايين دولار.
ويعتبر المغسل من المطلوبين أميركياً الذين يعيشون في بيروت في حماية ميليشيا "حزب الله" وهو ضالع في عملية التفجير التي وقعت في الخبر والتي تقول مصادر أمنية لبنانية: إنّه جرى الإعداد لها في مقام السيدة زينب قرب دمشق برعاية الحرس الثوري الإيراني وإشراف مباشر من عماد مغنية المسؤول عن العمليات الخارجية في "حزب الله" الذي اغتيل في دمشق في فبراير من العام 2008.
وأوضحت المصادر الأمنية، أن ما يثير تساؤلات لدى "حزب الله" في شأن مستقبله وموقعه في الأجندة الإقليمية لإيران، تقليص طهران من دعمها المالي للحزب.
ويأتي هذا التقليص في وقت تواجه فيه ميليشيا "حزب الله" أعباء مالية أكبر في ظلّ تورطها في الحرب الدائرة في سورية إلى جانب نظام بشّار الأسد.
وقالت المصادر: إنّه كان ملفتاً أن وزير الخارجية الإيراني "محمد جواد ظريف" الذي زار بيروت قبل بضعة أسابيع، مباشرة بعد توقيع إيران على الاتفاق النووي مع مجموعة الخمسة زائد واحد، لم يزر قبر مغنية، طبقًا لما أوردته السورية نت.
وكانت زيارة القبر من بين التقاليد التي لم يحِد عنها أي مسؤول ايراني زار بيروت بعد اغتيال مغنيّة.
وفسّر سياسي لبناني التصعيد الذي يمارسه "حزب الله" في وجه الحكومة اللبنانية في هذه المرحلة بأنّه محاولة مكشوفة للتغطية على حال الضعف التي يعاني منها. ولا تعود حال الضعف هذه إلى الأزمة المالية التي تعاني منها الميليشيا فحسب، بل إلى احتمال تغيّر طبيعة علاقتها بطهران أيضاً.
وقال السياسي: إن الأمين العام لميليشيا "حزب الله" حسن نصرالله حرص في أحد خطاباته الأخيرة على طمأنة جمهوره إلى أن إيران لا يمكن أن تتخلى عن حلفائها.
لكنّ تسليم المغسل جاء لينفي هذا التأكيد كاشفاً احتمال وجود صفقة أميركية ـ إيرانية على هامش الاتفاق النووي. وبموجب هذه الصفقة تتخلى إيران عن نشاطاتها الإرهابية مع ما يعنيه ذلك من قيود يتوجب على "حزب الله" التزامها من بينها تسليم مطلوبين في قضايا إرهاب موجودين تحت حمايته، فضلاً عن توقف الميليشيا عن ممارسة أي نشاطات إرهابية داخل لبنان وخارجه.
وفسّر السياسي اللبناني، التطور المتمثل في تسليم المغسل إلى السعودية، بما يرضي الأميركيين أوّلاً، بأن "حزب الله صار أشبه بشركة كبيرة مفلسة مضطرة إلى تصفية نفسها بطريقة أو بأخرى". وخلص إلى أن ذلك لا يعني أن "حزب الله سيتخلى عن دوره بسهولة، خصوصاً في لبنان حيث يعتقد أنّه على قاب قوسين أو أدنى من أن يكون المرجعية الأعلى في البلد الذي هو في واقع الحال تحت سيطرته."