زاد الاردن الاخباري -
بقلم علي شهاب عضيبات
لطالما يتردد على ألسنتنا وفي اعلامنا المسموع والمرئي عبارات الشكر والعرفان لكل الاجهزه الأمنيه التي تحافظ على أمن الوطن والتي بفضل الله استطاعت أن تجعل من الاردن واحة استقرار ضمن محيط ملتهب ..ونحن بالفعل نشكر هذه الاجهزه ونقدر لها دورها ..لكنني أعتقد أننا ننسى كثيرا أن هناك مؤسسات وطنيه لها دورها الذي لا يقل أهمية عن تلك الأجهزه وهم جنود مجهولون يعملون من أجل الوطن ولكن لا ينتبه لهم الناس بالقدر الذي يستحقونه لأن الاعلام لا يعطيهم القدر الكافي من الاهتمام بشكل مقصود او غير مقصود
نقابة المعلمين تدافع عن الوطن بأكمله ..وهي نقابه من نقابات الوطن التي نعتز بها وأعتقد أنها تختلف عن باقي النقابات من حيث الدور والمكانه مع اعتزازنا بكل النقابات وكل المؤسسات الوطنيه ..اذ أنها تدافع عن المعلم ..المعلم صاحب الرساله في تعليم الاجيال وتنشئتها وهي تدافع ايضا عن القيم المجتمعيه وتدافع عن الدين الحنيف ..في الوقت الذي تراجعت فيه منظومة القيم المجتمعيه وتراجع فيه التعليم برمته في بلدنا الغالي
في موضوع التربيه والتعليم نحن نعيش الان في سنوات عجاف أرهقت الناس وأفقدت الثقه بين المواطن صاحب القرار ..ولا شك ان موضوع التربيه والتعليم هو منظومه متكامله ومن باب احقاق الحق والعداله فاننا لا نستطيع القاء اللوم على وزارة التربيه فقط مع انها مقصره وهي تتخبط كثيرا في بعض القرارات ولكن هناك جزء من المسئوليه على الطالب وعلى الأهل وعلى المجتمع بشكل عام بمؤسساته الرسميه والاهليه ..وفي خضم ذلك نحن بحاجه لمن يعيد الامور الى مسارها الصحيح ونحن بحاجه ايضا لمن يعمل على ترسيخ القيم في المجتمع وبحاجه لمن يدافع عن المظلومين وعلى احقاق العداله ولا شك ان البلدان تحقق التقدم بالعداله والامثله كثيره
لقد تراجع الوطن بشكل عام منذ ان أصبحنا لا نقف للمعلم ونوفيه التبجيلا ..وقد لعبت الوزاره دورا هاما في ذلك منذ أن أهملت المعلم وتجاهلت حقوقه ومنذ أن اصبح الوزراء يصدرون القرارات المتخبطه التي لا تؤدي الا الى مزيد من التراجع ..ولعل احد الامثله الواضحه على تلك القرارات المتخبطه والغير مدروسه هي تلك القرارات بالتقاعد والاستيداع لنخبه من المربين الفاضلين المشهود لهم بالكفاءه والذين لهم تاريخ حافل بالعطاء والتي صدرت مؤخرا وصدم بها الشارع كونها قرارات فرديه وغير مدروسه وتندرج ضمن المناطقيه المقيته
ان المعلم الذي تغنى به شوقي قديما قد أصبح في وضع مختلف الان ..أصبح يلهث وراء لقمة العيش وما
ذلك الا لأن الدولة حرمته من أسباب الحياه بل وفوق ذلك أمعنت في التشريعات التي تنال من هيبة المعلم وأخذت تطبق بعض الوسائل التعليميه في غير زمانها ومكانها المناسبين هذا بالاضافه الى الترهل الكبير في الوزاره وانعدام الضبط والحزم الذي يحفظ هيبة التعليم
ان الدوله هي صاحبة المسئوليه الاولى عن العمليه التربويه مثلما هي مسئوله عن فتح الشوارع وبناء المؤسسات وعن تقديم الرعايه الصحيه وتسيير باقي شؤون البلد ..ولقد كان على الدوام موضوع التعليم في الاردن يعد استثمارا ناجحا..فبعض الدول تستثمر في البترول وبعضها في الصناعه ..وأخرى في السياحه..اما في اردننا العزيز فقد كان التعليم هو الاستثمار الاول وقد استطاع الاردن ان يصدر الى دول العالم نخبه من العقول الاردنيه المشهود لها بالكفاءه والتي كانت مصدر فخر لنا جميعا مثلما كانت رافدا للاقتصاد الاردني..ولكننا الان نفرط في هذا الجانب ولا أدري لمصلحة من يتم ذلك ؟؟
لقد قلت في مقالي ان النقابة الكريمه تدافع عن الوطن بأكمله ..ونقابة المعلمين لا تقل عن اي مؤسسه او جهاز يحافظ على الوطن ووحدته وأمنه ..بل ان النقابه صاحبة الرسالة النبيله تتميز عن كل المؤسسات بانها تدافع عن فكر وثقافه وقيم وحقوق..وماذا سينفعنا الاستقرار اذا كنا لا نأمن على اولادنا وبناتنا ان يتلقوا التعليم الصحيح ؟؟ماذا سينفعنا الاستقرار اذا انحدرت الأخلاق في المجتمع ؟؟ ولا شك أننا في زمن الضياع بحاجة ماسه لمن يعيد لنا رسم خارطة الطريق
وأنني اتوجه هنا الى كل المخلصين في الوطن بالشكر والفخر والاعتزاز ..والى نقابة المعلمين كل الامتنان على ما تقوم به ومن لا يشكر الناس لا يشكر الله ..وليس اجمل من ان نذكر بحديث الحبيب المصطفى عندما قال :"من أراد الدنيا فعليه بالعلم ومن أراد الاخره فعليه بالعلم ومن أرادهما معا فعليه بالعلم " صدقت يا حبيبي يا رسول الله