زاد الاردن الاخباري -
يبدوأن الامور في العراق تسير نحو الإنهيار وسقوط الظالمين والمتسلطين وإنفلات الإمور وأنفراط عقدها من بين أديهم كما هي واضحة تتجه الى ما لا يُحمد عُقباه لمن كان يحسب نفسه أنه ( الكل بالكل ) والتي كانت تعتقد أنها المدبّر والمحرك لكل صغيرة وكبيرة في الساحة العراقية الآن ... اصبح الصراع واضحاً وجلياً .
الشعب العراقي خرج عن صمته الرهيب وسكوته العجيب خرج عن المألوف.... السنين الطوال التي مرّت على الشعب العراقي وهو يعيش تحت طائلة النفاق والكذب ( ديني وسياسية ) ووصل الأمر الى حدّ لا يمكن السكوت عليه ولو للحظه واحده حين أنكشف خداع ( وعّاظ السلاطين وفراعنة الدين ) خرج الشعب منتفضاً رافضا ً هذه السطوة الخانقة الظلامية مستبشراً ليوم جديد فيه الأمل الزاهر بعيدا عن دجل المنافقين وأئمة الظلالة .
الكل لم يكن يحسب لهذا اليوم حساب لم يكونوا يتوقعون أن تنهض الجماهير لتنفض عن ( عقولها غبار السنين ) هؤلاء الطغاة كانوا ناسين أو متناسين أن إرادة الشعوب أقوى من سياط الجلاّد وظلم الحاكم ..هذه كلمة الشعب قالها بوضوح دون تردد دون خوف وهذه الكلمة ألجمت وأخرست وأذهلت من كان يعتقد أنه الحاكم والمسيطر على أرادة الشعب العراقي .
مرجعية السيستاني ... أصابها الذهول بل وصل الأمر الى حدّ جمود التفكير .. مرجعية السيستاني لم تحرك الجماهير ولم تعبأهم للخروج ضد فساد الحكومة الظالمة وسرقاتها (كيف تحرك الجماهير ضد ساسة فسّاد هي من قامت بصناعتهم) التي أنهكت العباد ومزقت البلاد وجعلت الشعب يعيش في فقر مدقع وجهل أعمى وبؤس وحرمان ووصل الحد الى الأقتتال الطائفي القذر ومن الملفت للنظر بل ومن المخزي والعار على هذه المؤسسة البائسة الأنتهازية الخاوية أن الذي أضطرها أن تنطق بكلمة خجولة هي ....
جماهير الشعب حين ذهب متظاهراً أمام بيت ( السيستاني ) ( الكاهن الأعظم ) مما أضطرها بصورة خجولة أن يقول كلمة لم تتعدى مطبق شفتيه أستحياءاً وأضطراراً لقوة وعنفوان الجماهير أذن الشعب هو الذي دفع المؤسسة السيستانية ان تتحرك وعلى لسان ( ناهق السيستاني ) عبد المهدي ليقول نعم أن الحكومة فاسدة وكأن الأمر لم يكن بعلم المرجعية ؟؟؟!!!.
هذه المؤسسة الفرعونية وهذا علمها ودجلها (وسحرها ) الضال المنحرف .
أما إيران فحدث عنها ولا حرج ففي هذه الأحداث أنكشف زيفها ومكرها وخبث تفكيرها حين أدّعت أنها هي حامية الدين والتشيع في العراق نعم أنكشف نفاقها وقبح ومكر دسائسها الخبيثة عندما صرحت بموقفها الواضح أنها ضد هذه المظاهرات الجماهيرية لشعب مظلوم أنهكته سرقات الساسة الفاسدين .
الآن الصراع على أشده بين اقطاب محركة لاعبة في الحياة السياسية والأجتماعية العراقية نعم تطور الصراع بين مؤسسة السيستاني وأيران من جهة وبين أبناء الشعب العراقي من جهة أخرى ...
السيستاني موقفه حرج ولا يحسد عليه هل يقف ضد إيران وهو يعلم جيداً قبل غيره أن إيران لديها سطوة قوية ونفوذ داخل الأحزاب الأسلامية وأذنابها وأن ضربات إيران ليست سهلة وهيّنة وهل السيستاني يقوى أن يقف ضد إيران ..
أم أنه سوف يقف ضد إرادة الجماهير المنتفضة والمطالبة بحقوقها وأن أي وقفة ضد هذه الجماهير سوف يجعل السيستاني في موقف أخر أكثر حرجاً من الأول .
المتتبع والقاريء الحذق لإحداث العراق بدأ يعي ويتفهم أن إيران في تسارع من الخسارة الشعبية والتأييد لها بعد ما كان لها الحظوة في الشارع العراقي .
الشعب خرج ليعبّر عن الأرادة المكبوتة لسنوات عجاف ومرة... مرارة الحنظل بدأ يتنفس روح الحرية التي كانت تقيدها أغواء وتضليل المؤسسة الدينية الفاشلة مؤسسة السيستاني التي أرعبتها أصوت الجماهير الهادر والتي أيقظتها من سباتها العميق .
الشعب مستمر ولن يتراجع لانه وكما قلنا تنفس حرية الرأي وليس من السهل أن يرتضي لنفسه ان يسكت مرة أخرى .
الشعب الأن هو من بيده السوط وهو يلوح به كيفما شاء وهو علِم وتيقّن أن إرادة الجماهير أقوى من الطغاة مهما أجرموا وظلموا فأن قوتهم الى فناء وان الشعب هو الباقي لانه من يملك المبادرة وهو أحق بغيره من كل طاريء جثم على صدر الشعب وتطلعاته ومستقبله فحيا الله شعبنا العراقي الأبي الثائر على وقفته الرائعة ضد الطغاة والفاسدين .
حسن آل داغر