"ارجو وأوكد وألح على كل من لديه ذرة من حب البلد ان يقوم باداء وانجاز العمل بكل مسؤولية وفاعلية " ، جملة لدولة رئيس الوزراء في اجتماع للقطكاعات الحكومية المعنية بتشجيع الاستثمار ، وذلك بعد لقاءه بالملك وتأكيد الملك على فتح ابواب الاستثمار وتسهيل المعاملات للمستمثرين .
هنا دولة الرئيس " يلح الحاحا " ويؤكد تأكيدا ، وعند كلمة " ارجو " علينا ان نقف قليلا لأن دولته وبحسب طبيعة عمله كصاحب ولاية عليه ان لايرجو بل أن يأمر بناء على التعليمات التي تنص عليها شروط التعيين بالوظائف العليا ، والتي يتم وضع شروط كثيرة داخلها تؤدي في النهاية الى تعيين شخص مالك لمهارات خارقة لاتتوفر بالعشرات ممن دخلوا في المنافسة على التعيين .
وعن إلحاح الرئيس فهذه قصة أخرى ترتبط كثيرا بموضوع تشجيع الاستثمار في حكوماتنا المتعاقبة ، فعندما يلح الرئيس الحاحا فهو هنا يستخدم كل اساليب الالحاح المسموح بها بين النخب البيروقراطية التي تحكم عملية التعيين في المناصب العليا ، فهو أي الرئيس لايلح على الموظف بل يلح على من انتقى هذا الموظف وتوسط له وجعل من بحره مهاراته وقدراته مكاثي تقطف على مدار العام ؛ بأن يعيد النظر بما طبي من الموظف الملحوح على تعيينه وان يقوم بعمله وبخلاف ذلك يكون الرئيس قد لح الحاحا في غير محله .
والالحاح في اللغة الشعبية يأتي بالمعنى الذي طرحه ابن إمام في مسرحية المعروفة روايتها "شاهد ما شاف حاجه " ، وبالتالي يكون دولة الرئيس ونتيجة لإلحاحه الحاحا قد خرج من الاجتماع المهم كشاهد ولكنه لم يشاهد حاجه ، ويكون الاستثمار بانتظار المحقق " رجل الشرطة " في رواية أبن إمام كي يؤكد على أن دولته رجل والله العظيم غلبان ومسكين ، وكان اجدر به أن يختم حديثه في الاجتماع بجملة " ألح يلح الحاحا .. أصر يصر اصرارا ..دنا غلبان ...معاكم " .