زاد الاردن الاخباري -
روسيا تتحدى ولكن هذه المرة تتحدى من قلب العاصمة السويدية ستوكهولم وكذلك من على بعد 2750 متر فقط من الساحل الشرقي للسويد. ففي تغريدة استفزازية على صفحة الفيسبوك كتبت السفارة الروسية في ستوكهولم يوم أمس الأثنين ان "القرم هي روسيا وروسيا هي القرم".
وجاءت هذه التغريدة بعد طرد روسيا دبلوماسي سويدي من اراضيها أول أمس الأحد ردأ على طرد السويد دبلوماسي روسي جراء ضم روسيا جزيرة شبه القرم الى اراضيها بما يخالف معاهدة هلسنكى الموقعة قبل أربعين عاما حسب بيان وزارة الخارجية السويدية.
وكشفت صحيفة سفنسكا السويدية في عددها الصادر يوم أمس الأثنين عن نية روسيا اجراء مناورات عسكرية خلال الاسابيع القليلة القادمة في بحر بارنتس على بعد نحو 2750 متر من الساحل الشرقي للسويد وذلك باستخدام ثلاث غواصات نووية عملاقة صنعت حديثا في العاصمة الروسية موسكو وتحمل أسماء "يوري دولغوروكي والكسندر نيفسكي وفلاديمير مونوماخ".
واشارت الصحيفة الى ان الغواصات الروسية الثلاث يحملن 48 صاروخ نووي جاهزات للانطلاق تحت مستوى سطح البحر، وهو ما يجعل روسيا دولة عظمى كما كانت خلال الحرب الباردة حسب الصحيفة.
كما أعربَ يوران فريسك القائد السابق لسلاح الغواصات العسكرية السويدية عن خشيته من استخدام موسكو هذه الغواصات النووية بهدف تدمير الكابلات البحرية او للتجسس على القواعد البحرية السويدية حسب صحيفة افتونبلادت السويدية.
تاريخ العلاقات بين السويد وروسيا معقد وطويل جدا ويعود الى القرن العاشر الميلادي عندما اسسَ مجموعة من الافرنج السويديين دولة جديدة يطلق عليها اليوم تسمية روسيا. ثم نشبت بين السويد وروسيا الجديدة نحو 11 حرب دامية بين القرن الخامس عشر والقرن التاسع عشر، وقد اسفرت هذه الحروب عن تمكن روسيا في سنة 1721م من ضم استونيا -والتي كانت تحت السيطرة السويدية بين 1558-1710م- الى اراضيها كما اجبرت السويد في الحرب السويدية-الروسية الاخيرة سنة 1809م على التخلي عن فنلندا وجزر آلاند واجزاء واسعة من مقاطعة فيستربوتين واقليم لابلاند لصالح روسيا.
وتوترت العلاقات بين موسكو وستوكهولم بعد الحرب الجورجية سنة 2008م جراء اعتراف روسيا بابخازيا وأوسيتيا الجنوبية كأقليمين منفصلين عن جورجيا. وقد وصفَ حينها وزير الخارجية السويدي كارل بيلدت تصرفات روسيا بالتصرفات النازية. وتوترت العلاقات بين موسكو وستوكهولم مرة اخرى في سنة 2009م على خلفية رفض موسكو لخطط انعقاد قمة كبيرة بين الاتحاد الاوروبي وروسيا في ستوكهولم كما عبرَ الرئيس الروسي ديمتري ميدفيديف عن امنياته في انعقاد القمة في بروكسل لانها مكانا أكثر حيادية من ستوكهولم على حد قوله.
وفي يونيو حزيران، أعلن وزير الدفاع السويدي بيتر هالتفيست ان السويد غير العضو في حلف الشمال الاطلسي "الناتو" ستسرع وتيرة مناوراتها الكبيرة وخصوصا بالتعاون مع الاطلسي. وبرز توتر في السويد ومنطقة البلطيق مع صدور مؤشرات تحرك عدائي من جانب روسيا تجلى في اقتراب مقاتلات روسية او انتهاكها الاجواء السويدية واجواء دول اخرى.
وفي اكتوبر تشرين الاول سنة 2014م، اطلقت السويد حملة واسعة لثمانية ايام بحثا عن غواصة اجنبية يشتبه بانها روسية. ولاحقا، اكد مصدر عسكري ان "غواصة صغيرة" انتهكت المياه الاقليمية من دون التمكن من تحديد هويتها.
ونشر مركز الابحاث الاميركي سيبا في يونيو حزيران تقريرا يؤكد ان روسيا اجرت مناورات عسكرية بمشاركة 33 الف جندي بهدف تدريبهم على اجتياح جزيرة غوتلاند السويدية في بحر البلطيق وذلك في الفترة بين 21 و25 مارس اذار الفائت.
والسؤال الذي يطرح نفسه اليوم: هل تسعى روسيا لغزو السويد أم انها مجرد محاولات لابراز عضلات الدب الروسي أم ان هناك "روسيا فوبيا" بين أوساط السياسيين السويديين؟
ايهاب الديك