تابعته وهو يتحدث ، تابعته وهو يفتح عينا ويغمض الاخرى ، تابعت حركات يديه وهو يحركها عموديا وافقيا ، تابعته وهو يطعج وجهه ويشكله بكل الاشكال ، تابعت نبرة صوته المرتفعة تارة والمنخفضة تارة اخرى ، وكأنه خطيب على منبر ، وربما اكون قد تابعت كل ذلك باهتمام ، اكثر من الاهتمام بحديثه الذي تفوه به ، تحدث عبر قناته الفضائية عن السعودية وايران ، عن اسرائيل وقطر ، عن سوريا وليبيا والعراق ، ثم تحدث عن الأردن ، والأردن هنا هو بيت القصيد الذي يهمني .
لا يحق لأحد أن يشتمه او يلمزه بالألقاب ، لمجرد انه تحدث عن الأردن ، وتنبأ لنا بالفوضى والخراب ، وكأن الله في علاه قد اوحى اليه بما تحدث وقال ، فهو سياسي وإعلامي ، وله الحق أن يقول رأيه بالشئ من وجهة نظره التي يراها ، وبما أننا متأكدون أن الله لم يوحي له بما قال ، فربما أن اصدقائه من الصهاينة والدائرون في فلكهم ، قد اوحوا اليه بمعلومات ومخططات يعدون لها ، لاستهدافنا في الأردن لا قدّر الله ، وانابوه بالحديث نيابة عنهم ، فكلنا يعرف أن بعض الاعلاميين ليسوا باهظي الثمن .
" توفيق عكاشة " اعلامي مصري ، ظن نفسه كبيرا ، واعطى نفسه حجما اكبر من حجمه الذي يجب أن يكون عليه وفقط ، وربما ظن أنه ينافس امبراطور الاعلام " روبرت مردوخ " ، ولكن الحقيقة والواقع أن الامبراطور هذا ، لا يقبل به حتى ساقيا في امبراطوريته ، " توفيق عكاشه " الذي لم يكن يظهر إبان عهد الرئيس المخلوع مبارك ، وحتى انه لم يكن له صوتا في فضاء مصر ، ليس لأنه كان راضيا ومقتنعا بسياسات مبارك ، ولكن لأنه لم يكن يجرؤ على الظهور والردح كما بدأ يفعل بعد سقوط مبارك ، يقف اليوم على تًخوم فضائيته ليسمعنا امهات افكاره وشجونه ناعقا على الأردن ، ويتنبأ لنا بالفوضى والخراب والدمار ، كما هو الحال على حد قوله في سوريا والعراق وليبيا ، ولو أن أردنيا قال عن مصر ما قاله عكاشة عن الأردن ، لكان قد تم اعتقاله واتهامه باطالة اللسان وتعكير صفو العلاقة مع دولة شقيقة ، وهنا تكمن هشاشة عظامنا الأردنية الرسمية .
عيد الاضحى قادم ، وسنفرح بالعيد ونذبح الأضحيات ، وسننتظر رمضان القادم ونصومه ونقوم ليله ونهاره عابدين شاكرين معك او بدونك ، وستذكر في ذلك اليوم هذه القمامة التي تقيأتها بحق الأردن ، وستعرف يومها ورغم اتفاقنا او اختلافنا مع سياسات حكومتنا وهذا شأننا نحن الأردنيون فقط ، أن الأردن على قلب رجل واحد ، وهذا ما يميزنا في هذا البلد ، فلا طائفية ولله االحمد ولا مذهبية ولا عرقية في بلدنا ، ولو انك سياسيا ناضجا واعلاميا باحثا ، لعرفت أن اولى مقومات الأردن وقوته ، هو تلاحم القيادة والحكومة والجيش والشعب ك البنيان المرصوص اذا مسّنا الضُر ، وليس بالضرورة أن تكون قوتنا في مواردنا ، التي حاولت أن تستخف بنا من خلال انعدامها ، ولو انك قمت بالبحث عنا ، لوجدت أننا رغم فقرنا اغنياء .
" توفيق عكاشه " اغرب عن وجهنا الى حيث شئت فلا رادّ لك ، انعق بعيدا عنا واطعج وجهك كما يحلو لك ، واياك الاقتراب من واحتنا الأردنية الآمنة ، فلا انت منا ولا نحن منك ...