زاد الاردن الاخباري -
مع إحترامي لكل المغتربين الذين شاركوا في مؤتمر المغتربين الأردنيين، ومع تقديري لجلالة الملك الذي شرف الحضور برعايته وزيارته وتفاعله مع المؤتمرين، ومع أنني ذكرت في مواقع التواصل الإجتماعي عتبي على وزارة الخارجية أنها لم تقم بدعوة المغتربين بشكل صحيح، وجائني الرد من الأصدقاء أن الوزارة قامت بنشر الإعلان بشكل مكثف وقد حظي من شاهد الإعلان بالدعوة للحضور، ومع ذلك (تفاجأت) أن هناك دعوات خاصة تم توجيهها لعدد من الزملاء والأصدقاء والإعلاميين، وأن المسألة باتت لدى الجهة المنظمة، أو أحد أفرادها، كما كل شيء آخر لدينا: (أن هناك أبناء للداية وأبناء للبطة السودا، المغضوب عليها !!).
هذا يحدث لدينا في كل شيء، تتدخل المحسوبيات والأمزجة الشخصية للسيطرة على ما هو مُلك للوطن، وليس مُلكا لأحد آخر، وكأن كثير من هؤلاء، الذين يسيطرون على المواقع والمشاريع والوزارات وغيرها، يعتقدون أن الوطن مزرعتهم لوحدهم، وأنه ممنوع على البقية أن يقتربوا من تلك المكليات، فتتحول المسألة العامة إلى مسألة شخصية، وتذوب الأهداف العامة في مصلحة فردية ضيقة، فيجبرون الوطن أن يستدير ، إلى حيث يريدون، وليس إلى حيث يجب أن يسير..!
وحتى لا يظن أحد أنني غضبت و(حردت) وكتبت ما أكتب انتقاما لأن أحدهم تجاهلني شخصيا، أو تجاهل عدد كبير من المغتربين الذي أعرفهم وأعرف درجة تأثيرهم على مثل هذا المؤتمر ونتائجه، سأوضح بأنني دعوت سابقا، وعدة مرات، لمثل هذا المؤتمر، وكان همّي أن يستفيد الوطن وكل أبناءه من مثل هذا التجمع، بطريقة منهجية مدروسة، وليست ارتجالية شخصية، وكانت الفكرة أن يتم تقسيم المغتربين إلى دول وفئات (المستثمر، الإداري، الموظف)، وأن يتم صياغة كل أوجه التعاون التي تعود بالنفع على الوطن وعلى أبناءه وعلى المغتربين أنفسهم، وكان لدي أفكار كثيرة تنظيمة، قد تُساهم بشكل أكبر وأوسع على تحقيق أفضل النتائج، ولذلك سأطلب من الوزارة - من باب النصيحة فقط- أن تقوم بتنظيمه مرة أخرى، في موعد لاحق، وأن تفعل ذلك بالحد الأعلى من الشفافية، وأن يكون القصد تحقيق النتائج الملموسة الفعلية، ومع أنني أظن أن المؤتمر الأول سيحقق بعض النتائج، حسب ما سمعت وتابعت، وآمل أن يفعل، ومع ذلك أظن أيضا، أن هناك مئات الأفكار، ومئات الأهداف الغائبة التي يمكن تحقيقها لو تم عمل ذلك بصور أكثر شمولية وتم منحه الوقت الكافي لإبلاغ جميع المهتمين، وكذلك عمل لجان للمتابعة بعد الإنتهاء.
المغتربون الأردنيون، في كل مدن الأرض، هم السفراء الحقيقيون الذين يحملون اسم الوطن عاليا ويعكسون في أعمالهم وسلوكهم، شخصية وهوية كل أردني، عاداته وتقاليده ووعيه وإحترامه، وحين يُحسن مغترب أردني، في أي مجال وأي بلد، يفتح بابا واسعا للوطن وأبناءه هناك، وحين يسيء، لا قدر الله، يترك وصمة عار يصعب مسحها، ولذلك لابد من التواصل معهم جميعا، والتعاون معهم، وتبادل الأفكار والهموم، ولا يتم ذلك بشكل شخصي أبدا، بل بشكل علمي وعملي ومدروس، شامل ومخطط بشكل جيد، وإعطاء المجال كاملا لكل من لديه رغبة في المشاركة أن يكون جزءا من هذه المسؤولية العظيمة.. لكي يقوم بواجبه على أحسن حال.