زاد الاردن الاخباري -
خاص - أحمد عريقات - كلما صرح مسؤول في وزارة البلديات أو في احدى بلديات الوطن وجاء في تصريحة مفهوم " عامل وطن " ؛ كلما تأكد لي حُب المسؤولين في هذا القطاع من اللعب بازدواجية هذا المفهوم ، وحبهم لخداع أنفسهم أولا وخداع صاحب القرار في البلد .
لأن حقيقة مفهوم " عامل الوطن " هي خديعة كبيرة بحجم الترهل الإداري الضخم في معظم بلديات الوطن ، وهو الترهل نفسه الذي جعل 80% من بلديات الوطن تقع تحت ضغط الديون وتعجز عن خدمة المجتمع الذي تعمل فيه ، وفي نفس الوقت تستمر لعبة الإزدواجية تلك من قبل المسؤولين لتثقل كاهل من هم يمثلون عامل الوطن فعلا .
ومنذ سنوات وعندما تم صياغة مفهوم " عامل وطن " كان الهدف منه الرقي في ثقافة التعامل مع عامل " الزبالة " الزبال في الوطن كي يتم فتح الباب أمام الكثيرين من ابناء الوطن للعمل بهذه المهنة لكسر ثقافىة العيب التي انتشرت في الوطن ، وادت الى احجام الكثيرين عن العمل في مهن عديدة ومن ابرزها " زبال " .
ورغم أن الهدف كان نبيلا ككل اهداف التي تسعى وراءها حكومة المكاتب المكيفة ؛ إلا ان نبل هذا الهدف ونتيجة للإنفصام الجغرافي بين الواقع الفعلي للمجتمع وواقع مكاتب المسؤولين تحول الى بوابة كي يدخل منها المتنفذين على وظائف هذا المسمى ومن ثم ينقلبون على الدولة برفع مستوى المسمى الوظيفي لعامل الوطن الذي تبين انه يحمل شهادة جامعية ولايمكنه العمل بنقل الزبالة .
والتاريخ الشعبي في فترة الستينيات والسبعينيات من القرن الماضي يذكر حالات كثيرة لعمال وطن أردنين أصلا ، قدمو لابناءهم فرصة كبيرة للتقدم بالحياة وحصلو على اعلى الشهادات وحققوا احلام اباءهم واحلامهم ، ويبقى هؤلاء العمال من الوطن الأخر " مصر " يقومون بدورهم الجبار في رفع " زبالتنا" عن ابواب منازلنا ، وهم يعلمون ان الوطن الأصلي لهم سينتظرهم طويلا الى ان يعودو له مع حقوقهم كاملة " ضمان اجتماعي " لأنهم يعملون بكد وجهد ويمثلون عامل الوطن الذي يحمل الجنسية المزدوجة .