أول وكالة اخبارية خاصة انطلقت في الأردن

تواصل بلا حدود

أخر الأخبار
قرار بتوقيف محكوم (غَسل أموال) اختلسها قيمتها مليون دينار بلجيكا تستدعي السفيرة الإسرائيلية الجيش ينفذ 6 إنزالات جديدة لمساعدات على شمال غزة الذكرى الثلاثون لوفاة الملكة زين الشرف بورصة عمان تغلق تداولاتها على ارتفاع الأردن: قبول 196 توصية دولية متعلقة بحقوق الإنسان خليل الحية ينفي نقل مكاتب حماس من قطر تكدس خيام النازحين غرب دير البلح وسط القطاع سموتريتش يدعو قطع العلاقات وإسقاط السلطة الفلسطينية جملة قالها أبو عبيدة متحدث القسام تشعل تفاعلا والجيش الإسرائيلي يرد شك في سلوكها .. الأشغال 20 سنة لزوج ضرب زوجته حتى الموت ودفنها في منطقة زراعية انقطاع الإنترنت وسط وجنوب قطاع غزة مسؤول أمريكي: فيديو رهينة حماس وصل لبايدن قبل يومين من نشره علنا انتشال نحو 392 جثمانا من مستشفى ناصر بغزة على مدار 5 أيام 18 إصابة بحادث تصادم في الموجب بايدن يدعم حرية التعبير وعدم التمييز في الجامعات ونتنياهو يدعو للتصدي إدارة السير: لا تتردد في إبلاغنا ! الأردن يدين سماح شرطة الاحتلال للمستوطنين باقتحام المسجد الأقصى 5 مجازر ضد العائلات في قطاع غزة اليوم 202 للحرب أسعار الخضار والفواكه في السوق المركزي الخميس
لم ينجح أحد

لم ينجح أحد

30-07-2015 04:31 PM

ولا وزراء التربية والتعليم, ولا وزراء التعليم العالي, ولا الإستراتيجية التعليمية وتكتيكاتها إن وُجدت, ولا المدارس الحكومية ولا الخاصة, ولا أولياء الأمور والعائلة, كلنا بلا استثناء, حقا لم ينجح أحد.


عندما نتكلم عن التعليم, عن العملية التربوية, مُدخلاتها ومخرجاتها, فإننا نتكلم قطعا, عن السياسة والاقتصاد والاجتماع والأمن, وغيرها من مقومات الدولة وروافدها, يعني نتكلم عن وطن بالمجمل, فالتعليم هو جمل المحامل ورافع الحضارات.


وعندما لا ينجح أحد في تسعة وثمانين مدرسة تقدم منها العشرات وربما المئات لامتحان الثانوية, وأخفقوا بتجاوز الامتحان, فإن هناك ما يقلق وما يدعو للتفكّر والبحث وتحري الأسباب, التي لا يمكن أن تكون في جينات هؤلاء الضحايا من الطلاب أو عدم رغبتهم بالتحصيل والنجاح مثل زملاء لهم في عبدون ودير غبار وكليات ثانوية في العاصمة, هي اقرب للجامعات وإمكانياتها منها إلى المدارس بدون مقاعد صحية ومعلمين ووسائل تعليمية ضرورية وظروف غير صحية للتعليم أو حتى للسكن البشري.


عندما نزود خلاطا كهربائيا بالفراولة فإنه يعطينا عصير الفراولة اللذيذ, ولما نغذيه بالموز والحليب فإنه يغذينا بكوكتيل الحليب والموز الشهي, ولما نحشره بالفجل والثوم والبصل, فسوف يصب لنا, لا محالة, عصير هذه الأشياء غير المستساغ.


يعني...وفروا لنا مُدخلاتٍ تعليمية معقولة, في مدارس صحية غير مكتظة, مناهج تعليمية محترمة ومناسبة ووطنية تحفز الفكر وتنمي المدارك والوعي, ومعلمين تم إعدادهم الإعداد المهني والنفسي المناسب وتوفرت لهم الظروف المعيشية المتوسطة لحياة كريمة, ووسائل تعليمية حديثة ومختبرات عاملة ذات محتوى, وجسور تأهيلية لمقعد جامعي غير مرهق وصعب المنال لا يكون سببا لتشنج الوزارة والطالب والعائلة والمجتمع عند الامتحان وقبله وبعده, ولكم أن نحصل على مُخرجات تعليمية جيدة وطلاب مثاليين وقاعدة أساسية متينة وصحية لحمل المجتمع والوطن.


الأردن أيها السادة هو البلد الوحيد, الذي يتضاعف عدد سكانه كل عقد زماني واحد, وهذا ليس لان بنا من الأرانب صفة كثافة التوالد أو من القطط سرعة الوحام والفطام والتشبيط, لا بل لأن شعبا كل عشرة سنوات ينضم والحمد لله إلى شعب بحجمه, أخ كريم وابن أخ كريم في وطن الجميع, ولأن قصة المهاجرين والأنصار المتجددة المستديمة, متلازمة لاصقة بنا على مر الأزمان في دولة الوحدة العربية الوحيدة على الأرض منذ آدم عليه السلام وحتى يشاء الله سبحانه.


أما وقد انتفت من مدارسنا ظروف التعليم الصحية السوية, وأصبح النزق وضيق الوقت وعدم التجانس وقلة الأوكسجين في الصفوف من خوانق التعليم والتعلم فيها, إضافة إلى الظروف الاقتصادية والمعيشية المتفاوتة للطلاب المحليين والوافدين, فتداخلت وامتزجت الألوان ولمّت المدارس الطوالح والصوالح فتكدست أكداسا, وأصبحت "السبحانية" وسياسة تسيير الأمور هي البديل عن مؤسسات تعليمية دقيقة الحسابات تعمل بأنظمة ضابطة وقوانين ملزمة وموجهة لمجمل العملية التربوية, في أهدافها الوصول إلى تعليم وطني راقٍ وسليم.


التعليم أيها السادة ليس مبادرات ومسميات نظرية لا تحمل نفسها ولا توصل إلى أهداف الوطن منها, التعليم سلاح بأكثر من حدّ, فإما أن يكون الرافد والحامل الحقيقي لحضارة وتقدم الأوطان, أو السوس الذي ينخر عظام المجتمعات والأرض الهشة التي تملؤها حفائر الخلد, فار الأرض, التي لا تحمل بناء ولا يثبت عليها صرح.


وكيف يرقى التعليم وتستوي عمليته وتعليمنا العادي والعالي يا معاليك ومعاليك, مرتبط بأشخاص وليس بمؤسسات, كيف لنا أن ننعم بمخرجات تعليمية سوية والتعليم يقوم على اجتهاد وزراء وليس على إستراتيجية دولة, يذهب الوزراء فتموت خططهم, ويأتي الوزراء فيعودون للاجتهاد وضرب الودع والتنجيم, وبالغالب لجبّ ما قبلهم من أثاث المكاتب وحتى نظريات التعليم ومناهجه, حتى يميزون أنفسهم عما سبقهم, ويمشون من جديد دون أن يقيمهم أحد أو أن يحاسبهم قانون.


وكبيرة أخرى تتمثل ببعض اجتهادات هؤلاء, تتمثل بالنيل مما قيل عنه مكارم لأبناء العسكريين والمعلمين والأقل حظا الذين خدموا الوطن فاستحقوها دون منة أو جميل, ليعودوا بنا إلى الطبيقية التعليمية البغيضة التي تحافظ على حراثينا حراثين, مع احترامي للحراثين وتقديري لالتصاقهم بالأرض, وليتركوا لأبناء المال حكوماتنا ومناصب الدولة العامة من ارفعها إلى أوسطها. هناك من يظن انه ولد للسيادة وما عداه إلا عبدا لا يصلح لغير ذلك, ولا حاجة له بالتعليم حتى لو استطاع وأبدع.


هذه جريمة بحق التعليم وحق الوطن, يتحملها من يعتقد أنهم "صلاح دين" التعليم, جاء لينقذ الوطن والتعليم بمسحة رسول شافية معافية, وحتى لو تدحرجت بها رؤوس طلاب كثيرين وأمالهم وتطلعاتهم على مذبح التصفية وغربلة المنتج, وبأثر رجعي لا يخضع لمعايير واضحة محددة.


علّمني أتعلم, واحرمني أتظلم.


89 مدرسة لم ينجح بها أحد في امتحان هذا الفصل...


هل توفرت لطلاب هذه المدارس المنحصرة في البادية والغور والعقبة, الحدود الدنيا من ظروف ووسائل التحصيل والتعلم؟ أم أنهم ليسوا إلا أرقاما لا حيز لها إلا على شمال إرادتنا ونظام تعليمنا المجحفة بحقهم وحق الوطن؟


وكلمة أخيرة عن التربية التي تسبق التعليم, نظريا وعمليا, ومحاولة البعض ظلم الأهل والعائلة وأولياء الأمور.


وحتى لا أطيل أكثر, فهل تركتم للأهل وظيفة تربية الأطفال وتدريبهم على الفضيلة واحترام المعلم والمدرسة وواجب التعلم وروحه وقيمه وضرورته؟ أم انتبهتم وحرصتم على هذا المهمة قبل أن تتركوا أطفالنا وتلاميذنا وطلابنا نهبا لتدخين "المدواخ" وثقافة قهاوي الطرقات والأرجيلة, وإدمان النتنتة واستيراد الاتفاقيات الدولية التي لم تترك لنا خصوصية ولا "دخان جلّة" .


ولنا لقاء قريب مع بزنس التعليم الخاص والبناشر.






تابعونا على صفحتنا على الفيسبوك , وكالة زاد الاردن الاخبارية

التعليقات حالياً متوقفة من الموقع