اجمل ما في الثقافة الشعبية انها تلخص لك الأمور بجملة إما شعرية أو على شكل مثل يقال في لحظة عفوية ودون مقدمات ، ويتم فهمه من قبل جميع الحضور دون استثناء أو محاولات للتفسير للبعض منهم ، وهو " أي المثل " ليس نظرية تحتاج الى متغيرات أو فرضيات كي يتم التأكد من صحتها أو عدمه ، بل هي أكبر من نظرية وأصدق من الاف صفحات الكتاب التي تضعك في متاهة الوصف والتوضيح والمجاز اللغوي للهروب من المسؤولية القانونية أو الاجتماعية أو الاخلاقية تجاه من يقصد به الحديث .
يقال في المثل " موت الغني وزنى الفقير كل منهما يتم نشره كالنار بالهشيم " وعلى العكس تماما " موت الفقير وزنى الغني كل منهم لايعلم بهما أحد " ، وهنا كي يتفق ما نقول مع واقع ما تم تداوله عبر وسائل الاعلام عن عرس ابن احد القيادات الفلسطينية نعيد صياغة المثل " عرس الغني وزنى الفقير ... " ، والجميع تحدث والجميع حضر ذلك العرس من باب المجاملة وفتح ابواب للمستقبل مع هذا السياسي وخصوصا بعد ان تسربت تصريحات تقول ان عودة هذا المسؤول لقيادة المرحلة شيء وارد جدا .
والشيء المثير بمن حضر هذا العرس أن هناك منهم من قبض على الهم الفلسطيني من ذيله وكل يوم يتغنى بانه مع الأقصى ومرابطيه ، ومنهم من وجد في شخص ابو العريس مثالا لأقصى حدود الوطنية ولم يكتفي بذلك بل حرص على مشاركته فرحته قي زواج الجيل الثاني من الوطنيين الفلسطينين ، ورغم ان ما ذكر في التقارير الصحفية عن تكلفة عرس ابن المسؤول الفلسطيني ربما يدخل في باب التهمة وليس الحقيقة ؛ إلا ان مجرد ذكر اعداد المدعون واماكن اقامتهم ومكان العرس يؤكد على ان ذلك المسؤول قد عمل بجهد كد وان كل قرش صرف على الحفل قد جاء من عرق جبين الثورة التي اتعبته جسديا .