أول وكالة اخبارية خاصة انطلقت في الأردن

تواصل بلا حدود

أخر الأخبار
حزب الله يستهدف 3 مواقع إسرائيلية إصابة 23 سائحا في انقلاب حافلة سياحية بتونس. إصابة 8 جنود من جيش الاحتلال في طولكرم قادة الاحتلال يواجهون شبح مذكرات الاعتقال الدولية "امنعوه ولا ترخصوه" يتصدر منصات التواصل الاجتماعي في الأردن .. وهذه قصته!! وفاة إثر اصطدام مركبة بعامود بإربد لجنة حماية الصحفيين: حرب غزة أخطر صراع بالنسبة للصحفيين تحذير لمزارعي الزيتون من الأجواء الخماسينية. نادي الأسير الفلسطيني: 30 معتقلا بالضفة منذ أمس ماذا ينتظر المسجد الأقصى خلال عيد الفصح اليهودي؟ الجيش الإسرائيلي: نخوض معارك وجها لوجه وسط غزة. الصحة العالمية تُجيز لقاحا ضد الكوليرا. هنية يلتقي أردوغان اليوم السبت توقع تحسن حركة السياحة على البترا شهداء في قصف الاحتلال المتواصل على قطاع غزة الهلال الأحمر الفلسطيني: الاحتلال يمنعنا من إسعاف المصابين بمخيم طولكرم غالانت وأوستن يبحثان "خفض التصعيد" الترخيص المتنقل ببلدية برقش الأحد قطاع الألعاب الإلكترونية الأردني في نمو مستمر عبيدات: أنظمة الذكاء الاصطناعي تستبيح حقوقنا
البابا يبق البحصة ويسب الرأسمالية
الصفحة الرئيسية مقالات مختارة البابا يبق البحصة ويسب الرأسمالية

البابا يبق البحصة ويسب الرأسمالية

11-07-2015 01:24 PM

خلافاً للعديد ممن تربعوا على عرش الفاتيكان، فاجئنا الحبر الأعظم، البابا فرنسيس راعي الكنيسة الكاثوليكية بخطاب جريء أنتقد فيه الرأسمالية المنفلتة Unbridled Capitalism واصفاً إياها بوسخ الشيطان Dung of the Devil، فماذا قصد بذلك.


لقد اقتبس البابا جملة قالها قديس يوناني في القرن الرابع الميلادي اسمه باسيليوس (باسل) Basil of Caesarea والذي سافر في العام 357 الى فلسطين ومصر وسورية وبلاد ما بين النهرين ليدرس الرهبنة ويمارس الزهد في الحياة. ولم يكن باسل نفسه فقيراً، ولكنه ورث ثروة كبيرة عن أهلة ووزعها على الفقراء وكان يخاطب الأغنياء قائلاً "الخبز الذي تبخل به هو للجياع، والمعطف الذي يحمي الصدور المقفلة مُلك للعراة".


وقد وصف الراهب باسل الذي يُكثر البابا من الإقتباس منه طرق الأغنياء للوصول الى الثروة بحيل الشيطان الماكرة، وقد تعددت التفسيرات لجملة البابا التي قالها في بوليفيا، وهي البلد التي قتل فيها الثائر الأممي تشي جيفارا، والتي تحررت من السيطرة الإمبريالية مؤخراً. ولم يفوّت الرئيس البوليفي هذه الفرصة ليسلم البابا درع المنجل والشاكوش وعليه نحت لصلب السيد المسيح ليعبر فيه عن الإضطهاد الذي عانى منه الفريقين.


إن من المؤكد بأن البابا قد نجح في الإستحواذ على رضى مسيحيي إمريكا اللاتينية وغضب جيرانهم في الولايات المتحدة الأمريكية وحلفائها حين وصف الرأسمالية بالوسخ (البراز) Dung، إلا أن المتفائلين يقرئون التصريح على أن البابا قصد بأن الفلوس (وسخ أيدي) منتقدا من يصبحون عبيداً للمال اي انهم يعبدونها كالأوثان Idolatry بدلا من الرب، ولهؤلاء وصف بلغتنا المحكية وهم (عبيد المال) إلا أن المتشائمين يستغلون التصريح لإدانة نهج الإقتصاد الرأسمالي الذين يرون به سبباُ في مآسي وعذابات الأغلبية لصالح قلة تتحكم بعالم المال والأعمال.


وانتهز الباب منبرالخطابة في مدينة سانتا كروز ليعتذر بالنيابة عن الكنيسة عن الأخطاء التي ارتكبت بإسم الدين في هذه القارة بالذات، كما قال البابا " عندما يصبح رأسمال هو النموذج الأعلى Idol الذي يسعى الناس اليه ويتحكم بتصرفاتهم، وعندما يسمو الجشع للمال فوق المنظومة الإجتماعية-الإقتصادية حينها يتم تدمير المجتمع ويَستعبِد الرجال والنساء، ويضعهم في مواجهة بعضهم البعض، وبذلك يعرض وطننا المشترك للخطر".


كما دعى البابا لإعطاء الفقراء الحقوق المقدسة في العمل والسكن والأرض. وحرّض الناس للسعي نحو التغيير الحقيقي الهيكلي وقال "دعونا لا نخاف من أن نقولها: نحن نريد التغيير، التغيير الهيكلي" كما انتقد البابا البالغ من العمر 78 عاماً النظام الإقتصادي الذي يفرض عقلية الربح بأي ثمن، دون إيلاء أي إهتمام للإستبعاد الإجتماعي أو تدمير للطبيعة، وخصَّ بالنقد الشركات ووكالات القروض ومعاهدات التجارة الحرة وفرض تدابير التقشف التي تضيق الحزام على العمال والفقراء، وربما لم يكن من باب الصدفة الإقتباس من الراهب باسل، يوناي الأصل، في تلميح عما يجري الان من فرض سياسة التقشف التي تنسجم مع ما نادى بالإبتعاد عنه.


واستطرد البابا قائلاً بإن الرأسمالية المنفلتة من عقالها تدمر العالم، وقد ادرك علماء الإقتصاد ما كان يقوله لنا الفقراء من زمان بأنها ضرر، وربما ضرر غير قابل للإصلاح. كما قال: وراء كل هذا الألم والموت والدمار هناك رائحة نتنة لروث الشيطان "And behind all this pain, death and destruction there is the stench of what Basil of Caesarea called 'the dung of the devil'."


وأقول بأن العاملين في الشركات يدركون مدى التردي الذي يمكن أن يصل بالإنسان للتقدم عن الآخر ولو أدى ذلك الى سحقه، وبتنى نتعرف على جوانب بشعة من النفس البشرية تحت مسمى التنافس، فتنفتح الأبواب لذوي الدهاء الأكبر والخبث الأمكر والتأمرية الأكثر مقابل إنسحاب لذوي القيم الفضلى والشخصية المسالمة التي يلفظها النظام الرأسمالي المنفلت.


ما هذا النظام الذي يسمح لفرد أن يمتلك ثروة تزيد عن ثروات دول، وعندما يستنزف مخزون المخيلة البشرية من الترف، من قصور وطائرات وملاهي، يتجه لممارسة العادة السرية بهدم الدول وتحريض الفئات الإجتماعية بعضها على الآخر، كأنه يمارس الأتاري بشخوص حقيقية ويسيّل دمهم ويشردهم ويسبى نسائهم حتى يبيع مزيداً من السلاح ويطفيء عطشة بمزيدا من الدماء.


لقد نطق كبير الكنيسة وأدان الرأسمالية المنفلتة بعد طول صمت ابقى فيها البحصة بفمه طول الفترة المنصرمة، إلى أن فاض الكيل، فبق البحص وتحدث بما يجول بخاطره، وطلب العفو من الناس عن المعاصي التي ارتكبتها الكنيسة الرومانية الكاثوليكية بإسم الله وبمعاملتها الفظّة للسكان الأصليين خلال الحقبة الإستعمارية.


لقد سمعنا صوت البابا، وطلب العفو والمغفرة بتواضع من الأحفاد، ونحن بإنتظار سماع رأي شيخ الأزهر وشيوخ قمّ والفضائيات والمنابر في قضايانا المعاصرة، بدلاً من الإختلاف على ما كان قبل آلاف ومئات السنين لنتحسس طريقنا الى ما سيكون. هل سنسمع من شيوخنا إعتذاراً عما بدر من بعضهم من الحشد الطائفي وما يسممون به عقول الشباب المُسلم بأفكار إجرامية تحت مسمى الجهاد في سبيل الله.


نعم إنها حرب عالمية ثالثة كما وصفها البابا خلالة جولته في قارة المستضعفين الناهضين من تحت الرماد، حرب تشتعل ناراً وقودها غالبية البشر لتكتنز خزائن وأرصدة تجار السلاح والبشر.





تابعونا على صفحتنا على الفيسبوك , وكالة زاد الاردن الاخبارية

التعليقات حالياً متوقفة من الموقع