أول وكالة اخبارية خاصة انطلقت في الأردن

تواصل بلا حدود

أخر الأخبار
الأردنيون يرفعون عَلمهم عاليا في يومه الوطني -تعطل نظام الـ (GPS) جزئيا في الاردن مسؤول أميركي : إسرائيل لم تبلغنا بموقف حاسم بشأن الرد على إيران الاردن .. قاصر تدعي على شابين بجرم الخطف المقترن بالإغتصاب وزير البحرية الأميركي: أنفقنا مليار دولار لإحباط الهجمات على سفننا البيت الأبيض: بايدن لا يريد حربا مع إيران ولي العهد يزور شركة بي دبليو سي- الشرق الأوسط في عمان انتهاء اجتماع مجلس الحرب الإسرائيلي دون قرار بشأن إيران باراك: نتنياهو عبد لدى وزرائه المتطرفين الملك: سعيد بوجودي بين الأهل بالمفرق الجيش: مستمرون بدوريات وطلعات جوية مكثفة في سماء الأردن شركة فلاي دبي للطيران تعلق كل الرحلات المغادرة من دبي الشلبي : الأردن سيستمر بإرسال مساعدات لغزة. وزير بمجلس الحرب الإسرائيلي: نسعى للتطبيع مع السعودية هيئة البث الإسرائيلية: ضغوط كبيرة لمنع الرد على إيران. إردوغان يحمل نتنياهو مسؤولية الهجوم الإيراني على تل أبيب إسرائيلي يشهد أمام الكنيست: 50 ناجيا من حفل نوفا انتحروا بعد 7 أكتوبر الأمم المتحدة: أكثر من 10 آلاف امرأة قتلت بغزة نائب ايراني يهاجم الاردن. أولمرت: نتنياهو كان في حالة من الانهيار العصبي
الصفحة الرئيسية أردنيات سميث لجلالته : أنا الملك هنا

سميث لجلالته : أنا الملك هنا

سميث لجلالته : أنا الملك هنا

07-07-2015 02:57 PM

زاد الاردن الاخباري -

روى جلالة الملك عبدالله الثاني في كتابه "فرصتنا الأخيرة” كيف كانت حياته في مدرسة "ديرفيلد” وكيف تعامل مع اصدقاءه هناك.. وتالياً نصّ ما كتب الملك:


لا شك في أن من الصعب أن يكون المرء بعيداً عن أهله لكن الإقامة في أمريكا حيث تسود روح المساواة تثير فيك الإنتعاش والنفس الحر. عندما أكون في الأردن علي أن أكون دائما الإبن الأكبر للملك، ولهذا الموقع وطأته وتأثيره في كل تواصل يجري بيني وبين المعلمين من جهة وزملائي الطلاب من جهة ثانية.

أما في ديرفيلد فلا تفريق على الإطلاق بينك وبين الطلاب الأخرين، أكنت ابن رئيس مجلس احدى الشركات الكبرى، أم طالباً من الأحياء الفقيرة لشيكاغو جاء بفضل منحة دراسية، أو ابن عائلة روكلفر، الكل هنا عليه تنفيذ المهمات نفسها كما تتاح له المجالات والفرص نفسها لكي ينجح ويبرز، كل يوم عند تناول الطعام كان يقف بعض الطلبة حول الموائد ليخدموا رفاقهم وزملائهم.


مرة كان دوري في الخدمة ويبدو أنني لم أكن احسن العمل كما يجب فإذا بي أسمع جيم سميث، الذي كان مديرا لقاعة الطعام، ومدرباً لفريق كرة القدم، يصرخ ولكن بنبرة ودودة، ‘عبدالله صحيح أن والدك ملك الأردن، لكن في هذه القاعة أنا الملك!’ فهمت الرسالة جيدا ومن ثم تحسن ادائي في الخدمة. كان سميث محبوباً بين الطلاب، وكان رب عائلة كبيرة واباً لعدد من الفتية وفتاة واحدة، أما المدرسة فكان يعتبرها امتداداً لعائلته . كثيراً ما كان يصدح صوته مغنياً في قاعة الطعام، ومع أن صوته كان جميلاً كان الطلاب يمتعون انفسهم بممازحته مدعين أن لديه صوتاً اشبه ما يكون بأزيز الأظافر على اللوح الأسود.

في ديرفيلد التقيت أول اصدقائي الأمريكيين المقربين، جورج فو أو ‘جيج’، وهو ابن طيار مقاتل من ضواحي بوسطن وتشيب سميث، من عائلات نيو انغلند المرموقة، وبري فيلا، الذي جاء من حي كوينز في نيويورك بفضل حصوله على منحة دراسية. كان اصدقائي يدركون من أي خلفية اتيت، لكنهم لم يقفو متأهبين ضاربين التحية، فبالنسبة اليهم ‘كنت فقط عبدالله’. لقد اتاحت لي ديرفيلد أن اعيش طفولة عادية وزودتني السبل والوسائل التي جعلت مني الرجل الذي طالما أردت أن اكون، وحتى يومنا لا يزال بعض رفاق صفي من ديرفيلد من اقرب اصدقائي واحبهم.

بما أن الأردن كان أبعد من أن أعود اليه إلا في العطل المدرسية الطويلة، كنت أمضي العديد من العطل القصيرة نسبياً مع ‘جيدج’ وعائلته حيث كان يطيب لي أن استعيد شيئاً من الجو العائلي فيما انا على هذا البعد الشاسع من بيتي وعائلتي.

ففي تلك الأيام كان علينا أن نبرمج الاتصال الهاتفي الدولي قبل الحصول عليه بأيام، وهكذا لم أكن اتصل بوالدي إلا مرة أو مرتين خلال الفصل الدراسي الكامل.


كان رجال الحرس اللذين يتولون حمايتي يسكنون في بيت قريب من حرم المدرسة ولقد اخبرت معهم مبكراً معنى ‘التحركات السرية’. كانت متعتي الكبرى البحث عن وسائل جديدة ومبتكرة للهروب ليلاً من مبنى سكن الطلاب دون أن تقع علينا عين رقيب.

صحيح أن النجاح لم يكن دائماً حليفنا، لكن تلك المحاولات كانت بمثابة العمل التدريبي لي ولـ ‘جيج’ تمهيداً لتولينا مسؤولية مراقبة السكن المدرسي عندما اصبحنا في السنة النهائية. في تلك المرحلة كنا قد اصبحنا على علم بمعظم الحيل المستعملة، وقد خبرنا بعضها بعد دفع الثمن غالياً احياناً. كان والد ‘جيج’ طيارا مقاتلا في سلاح الجو ويبدو أن ‘جيج’ استطاع أن يضع يده بطريقة أو بأخرى على طلقة اشارة عسكرية. أخذ منا الفضول مأخذه وأردنا ان نكتشف كيف تعمل هذه الطلقة.

في احدى الليالي تسللنا خارجين من السكن المدرسي يصحبنا صديقان أخران واشعلنا الطلقة واطلقناها فإذا بالشعلة ترتفع وتضيئ ليل نيو انغلند نائرة ضوئها الاحمر الوهاج فوق حرم المدرسة ومبانيها لتتجه بعد ذلك نحو مدخل مبنى صالة الرياضة القديم ن وهو بناء فخم ثابت الاركان ترتفع على مدخله اعمدة بيضاء ويضم ملاعب الاسكواش واقسام التدرب على المصارعة. أصابنا الهلع من ان تشعل الطلقة مبنى صالة الرياضة وتمتد النار منه إلى قاعة الطعام المجاورة ن فهببنا مسرعين نحو البناء للاطمئنان. لا ازال حتى اللحظة اذكر ذلك الشعور بالاررتياح عندما تبين لنا ان الشعلة كانت قد عبرت فوق سطح ذلك البناء المهيب ثم سقطت في أرض الملعب.

لم يفدني الحرس المكلفون في حمايتي كثيرا عندما احتجت اليهم لمواجهة بعض الطلبة في ايغلبروك، لكنهم كانوا يمتلكون (فضيلة) كبرى: سيارتهم، كنا انا وجيج نطلب منهم أن يوصلونا إلى منزل والديه كلما كانت لدينا عطلة اسبوع طويلة.

اذكر عندما زرنا العائلة للمرة الاولى كيف اعترى والدي ‘جيج’ شيء من التوتر عندما شاهدانا ننعطف نحو المنزل ويحيط بنا في السيارة حراس مسلحون. ولكن ما لبث هذه التوتر أن انتهى عندما صوب ‘كريس’ الاخ الأصغر لـ جيج مسدسه الدمية نحوي.

غرقنا جميعا في الضحك وانطلقنا على سجيتنا في جو عائلي تسوده الفوضى في منزل الـ ‘فو’. كانت والدة جيج، ماري الاميريكية من اصل ايطالي قد أعدت لنا طبقاً شهياً من لازانيا، التي باتت فيما بعد أكلة مألوفة لدي، لأن ماري تزودنا بصينية منها بعد كل زيارة من زيارتنا نأخذها معنا إلى دير فيلد . وأنا حتى يومنا هذا أرفض اللازانيا الا مطبوخة بيدها.





تابعونا على صفحتنا على الفيسبوك , وكالة زاد الاردن الاخبارية

التعليقات حالياً متوقفة من الموقع