زاد الاردن الاخباري -
جلنار الراميني - في السجون يقبعون ، سجنوا ليس لانهم مجرمون ، بل أنهم استدانوا ولم يستطيعوا تسديد ديونهم ، فتم حبسهم في السجن ، لا يملكون قوت يومهم ، وبالكاد تمر الأيام على عائلاتهم ، فقد أصبحوا خلف القضبان لا يرون من النور شيئا ، بل يرون ذكريات فاضت ألما بمشاعرهم .
هؤلاء، سجنوا لإلتزامات مادية قد تكون دنانير معدودة ، بينما "الحيتان" الذين اكلوا مال الأردنيين يصولون ويجولون ، فذلك الفقير قد سجن وذلك الحوت ما زال يعبث بالمال العام ، واسماء ثقيلة هزّت الرأي العام وشغلته ، والكل يعلم بها ، فملايين الدنانير بأعنقاقهم ، ولكنهم لم يتم معاقبتهم أو محاسبتهم ، أمام هزل الشعب الأردني ، وضائقته المادية.
عائلات تتذكر رب أسرتها الذي دخل السجن ، لأنه لم يستطيع تأمين مبلغ في الوقت المحدد ، وجاء رمضان ، وهم يأكلون من صدقات جيرانهم ، ورب الأسرة ، لا يستطيع ان يتناول طعامه ، وهو يفكر بعائلته المسكينة ، أمام غلبة الحيتان وصولتهم في بلد الأمن والأمان ، لكن لا عقوبات بحقهم .
وذلك الشاب ، الذي يبحث عن لقمة عيش حلال ، ومعيل وحيد لأسرته ، جرى الزمن عليه ، ليكون خلف القضبان فالدين تراكم ، ولا أحد يستطيع الانتظار ، وذلك العجوز ، الذي استدان لشراء عربة كعك ليسدد الدين بالأقساط ، لكن بيع الكعك لم يسد رمق عيشه ، فكيف سيسدد الدين؟
كثر هؤلاء ، في السجون نتيجة للديون ، والحيتان يأكلون الأسماك الصغيرة ، ممزقين شباكا حولهم ، ولا رادع يحول دون جشعهم وطمعهم، ويبقى الأردني الضحية.