عنوان هذا الزمان "اسرائيل وتحالفها الدائم مع الشيطان "

قبل ايام من بداية الشهر الفضيل توجهت مع بعض الاصدقاء للاغوار حيث حللنا ضيوفا عند صديق قديم , مكثنا مايقارب الاربعة ساعات تحدثنا عن قضية مهمة الا وهي كيف تكون السلوكيات في شهر البركة والصيام , كان محور حديثنا الرئيسي يتعلق باخلاقيات الصائم وسلوكيات الدولة وكيف تتعاطى مع قدوم هذا الزائر الكريم , ففي خضم مناقشاتنا استذكرنا رمضان العام الفائت وكيف كانت اسرائيل تنتهك حرمات المسلمين بحربها الضروس ضد احدى معاقل العروبة في غزة , وكيف كانت تمارس شتى انواع القصف والتدمير على مرئى دول العالم اجمع وبلا اي منتقد او معبرا بصراحة عن استهجان قوي او استنكار يثنيها عن سياساتها العنجهية , فكانت المقارنة بين ماتم قبل عام وبين ماتمارسة الصهيونية برمضاننا هذا من اجراءات التعسف والاستيطان بحق ارض فلسطين قاطبة , اجمعنا جميعا بأن اسرائيل لم تتوقف عن تلك الممارسات فقد حولت ساحات قتالها اضافة لارض فلسطين لباقي مدن ودول الجوار , وادركنا كم هم بارعون في التفتيت اولئك صانعوا السياسة الصهيونية حيث اصبح ماتتناوله وسائل اعلامنا برمضان هذا من الشأن الاسرائيلي لايعادل 10% ممايتم تداوله من اعلام بما يخص نزاعاتنا وحروبنا بمنطقتنا العربية , فالحرب في سوريا انهكت جميع القوى بتلك المنطقة وتعدتها للدول الداعمة وكذلك مايحدث في اليمن وتدمير للانسان والبنية التحتية للدولة وما عمدت اسرائيل هناك ايضا من اذكاء للتطرف والنزعة الطائفية , والعراق ليس منها ببعيد حيث انهار الدم والقتل والتشريد اصبحت سمة عامة لما يدور بالعراق , وفي مصر حدث ولاحرج , وكأن الصهيونية بحلف دائم مع الشيطان ان اراحته قليلا بمنطقة تركت لها العنان بمناطق اخرى لجعل المنطقة بؤرة ملتهبة تحيك بدولتهم الهزيلة , وايقن الجميع منا كم هي مكاسب اسرائيل بحلول رمضاننا هذا , حيث عملت مع شركائها في الغرب على جعل العدو الرئيسي لدولنا العربية عبارة عن نزاعات طائفية تارة وتارة اخرى جماعات هنا وهناك تتنافس فيما بينها على السيطرة على مقاليد الحكم بمسميات متنوعة , حتى اصبح شهر رمضان عندنا مجرد موسم عند الاغلبية مجرد من محتواه الديني الذي يسير دائما نحو الاصلاح ونشر العادات الحميدة , فعواصمنا اليوم بهذا الشهر ترى فيها من الممارسات والعادات التي يتبرء منها ديننا وتاريخنا الاصيل , وهذا من المكاسب الهامة التي تضاف لمكاسب السياسة الصهيونية بمنطقتنا , فاليوم لايخفى على الجميع بأن اعلامنا كعرب اصبح لايشير للعدو الرئيسي اسرائيل الا من خلال هوامش ببعض الصحف ومقتسبات بفضائياتنا , حتى ان الصهيانة باعلامهم اصبحوا اداة الشحن الرئيسي لتغذية خلافاتنا وحروبنا التي سيعاني منها الجسم العربي لامد طويل , واليوم نحن بامس الحاجة للاجابة على هذا السؤال : هل حروبنا بمبرراتها المنسوجة في الغرب ستبقى مببرا وسببا لنا عن مجابهة شياطين الصهيونية التي تأكل فينا الاخضر واليابس ؟!!!!!!!!!