زاد الاردن الاخباري -
أذهلني الكم الهائل من الأخبار التي طوقت الأردن بمانشتات " خطف واختفاء" فتيات بعمر الورود واللغط والغموض والشبهات التي التفت حول كل قضية يذاع خبرها على حدا .
فقررت أن اسأل نفسي لماذا الآن وفي هذا الشهر الفضيل والذي يعتبر للبعض بأنه "شهر الجهاد" بتعريفهم وليس بحقيقة أنه "شهر الجهاد" فعلاً بالحق وليس بالعروض الترويعية الهوليودية ؟! وسألت نفسي هل هو نداء" وا معتصماه" مثلاً ؟؟
لم تشهد الأردن حالات اختفاء ولا اختطاف على مدى عمر تأسيسها إلا ما قلّ وندر ويُشهد لجهازنا الأمني بأنه الأقدر على اجتثاث هذه الظاهرة والسيطرة عليها، ولا أحد ينكر بأن مظلة الأمن والأمان تضمن حماية الجميع من هطول الرعب في قلوبهم.
وكأن المقصود "حقيقةً كان أو حماقةً" بتصرفاتٍ فردية كانت أو مؤدلجة أن يزعزعوا ثقة المواطن بمنظومة الأمان التي حلت بديلاً عن لقمة العيش وجعلت من الصبر على الوضع الاقتصادي والوظيفي والغلائي سبباً لدحض الفوضى في الأردن وليكون أمراً يستحق الامتنان له مقارنةً بالدول المجاورة التي افتقدت كل حقوق الإنسان في خضم صراعاتها الدولية .
فهل إن سلمنا بأن تلك المانشتات حصاد تصرفات فردية، هل هذا الوقت المناسب لها ؟ وإلى متى سيبقى الإعلام متورطاً في بث الرعب في نفوس الآمنين ؟ وهل من عاقلٍ ليُحدث شبابنا عن تبعات تصرفاتهم ؟!
الحدود ملتهبة وسما سرحان في مرمى الجميع ؟!
تارة تُلقى قذيفة وتحصد خسائر بشرية لا شأن لهم في الحرب الجارية سوى أن منطقة الرُمثا تقع على حدود ملتهبة ، فلم نعلن حالة حرب لنحصد خسائر ؟!
وأخرى نُتهم بالتورط في عمليات ضد الأنظمة الموالية والمعارضة لنظامٍ ديكتاتوري فاشي يأبى أن يسقط فما شأننا في ملفاتكم القذرة ؟!
وما زال الإعلام الذراع الأقوى للأنظمة الفاشية التي تستهدف عقول الشباب وتمضي على نهج " إرعابهم " وما زلنا نتجرع هذه المؤامرات ولا نُحرك ساكناً بإنشاء إعلام مضاد ؟!
التحديات التي تعصف في الأردن من جميع الجهات وعلى جميع الأصعدة داخلياً وخارجياً لا يُستهان بها وأصبحت مؤرقة فلم يعد الخوف من إفاقة خلايا نائمة صاحبة أيدلوجية ولا من حدود تغلق وتفتح من جديد ولا من إعلام مضلل سام يسعى لتدمير الروح المعنوية والنفسية لدى المواطن بل الخوف كل الخوف من المواطن ذاته الذي لم يعد يعلم من يُصدق وأين الحقيقة ؟!
الفوضى هنا ليست خيار فهي لن تكون مصافحة للمطالبة في حقوقنا فنحن نعلم بأن الأردن بلد المهجرين وضاقت بنا السبل لإيجاد مخرج ولا جديد لدى حكومتنا الموقرة ، خياراتنا ضيقة بل معدومة لا حراك سيأتي بحقوقنا ولا تصرفات حمقاء بغية عرضٍ متلفز سيعود بالنفع على تفكيرنا والخاسر الأكبر هو المواطن ، الحرب النفسية أشد فتكاً من الصواريخ المتطايرة وهذه البقعة الصغيرة التي تحمل أكثر مما ينبغي وما زالت صامدة "بشعبها" وقدرته على التكيّف على كل جديد لا يجب أن نمتحن صبر أبناءها لأنهم اختاروا الأمان على كل شيء فلماذا تحاربون صمتهم بإعلامكم وتصرفات البعض ؟!
جعل الله قلوبنا آمنة من شر إعلام المسيسين والحاقدين...
والله المُستعان
ديما الرجبي