زاد الاردن الاخباري -
بحجة الأوضاع السياسية والأمنية تارة ، وبحجة ما يحدث في سوريا والعراق ، وبحجة تهديدات داعش وأخواتها تارة أخرى ، وبحجج أخرى واهية وكثيرة ، لا سياحة في البلد منذ ما يقارب الخمس سنوات ، معظم أبناء هذا القطاع لم يعد يجدوا ما يسد حاجة قوت أبناءهم اليومية ، الكثير من فنادق البتراء ومطاعمها أغلقت أبوابها وإتجّه أبناءها لبيع ممتلكاتهم بشيكات مؤجّلة ، الكثير من شركات السياحة لم تجدّد تراخيصها ولم تعد تستطيع الإلتزام بتسديد ديونها التي تراكمت بسبب نقص السيولة ، ناهيك عن شركات النقل السياحي والأدلاء واّلاف العاملين في الفنادق والمطاعم .
مما نتج عنه اّلاف العطلين عن العمل وتراكم اّلاف الشيكات المرتجعة لدى البنك المركزي ، وبدراسة بسيطة لحجم هذه الشيكات المرتعة تستطيع حكومتنا الرّشيدة تقدير حجم المصيبة التي ألمّت بهذا القطاع وهذه الصناعة التي ، وحتى العام 2010 كانت ترفد الخزينة بما يزيد عن الثلاثة مليارات دولار سنوياً ، تضخمت ديوننا وزادت أعباءنا ، وكنتيجة حتمية هناك الكثيرمن أبناءنا أجبروا على ترك دراساتهم وجامعاتهم ومدارسهم بسبب سوء الحال ، وإن إستمرت الأوضاع على ما هي عليه ، قريباً جداّ لن نجد ما يسد رمق قوتنا اليومي!
و كمواطن أولاً ووكيل سياحة ثانياً أشارك بالدفع كغيري من وكلاء السياحة ألفي دينار سنوياً لهيئة تنشيط السياحة بالإضافة لرسوم وزراة السياحة ورسوم الجمعية وأمانة عمّان و.... وضرائب أخرى كثيرة ، لي كل الحق أن أتساءل عن كيفية التسويق المتبعة ومدى فعاليتها وما هي نتائجها على الأرض ؟؟
وليَ أن أتسائل أيضاً ؛ كيف تمكنت دولة كتونس من تسويق نفسها بهذه السّرعة وهذه القوة بعد ثلاثة اشهر على تفجيرات المتحف باردو ، فكما رأينا البارحة تمّ تخصيص أكثر من ثلاثة عشر طائرة لنقل السواح من تونس والعودة بهم إلى بلدانهم بعد التفجير الأخير يوم أمس في أحد فنادق مدينة سوسة التونسية ، أتسائل وأنا كلّي يقين بأنّه ورغم هذا العمل الإرهابي الأخير ، قريباً جداً ستعود السياحة لتونس ثانية ، وستعود قبل عودتها للأردن!
في الأردن ، نجد ألف سبب وسبب ، وألف حجّة وحجّة ومليون تبرير وتبرير ، وبمقارنة بسيطة ؛ فمقابل سوريا والعراق وأوضاعها المتدهورة على حدودنا لديهم في تونس ليبيا وأوضاعها الأكثر كارثية ، عندهم دواعش وبالمقابل عندنا في الأردن خالية تماماً منهم ، هم عانوا من تفجيرات إرهابية ونحن والحمد لله بقينا بأمان !
وأعود لأتساءل ثانية ؛ أين تكمن مشكلتنا ؟؟ أتمنى على معالي وزير السياحة القيام بزيارة لتونس ، ربما لتقديم العزاء أولاً وللتّعرف على الطّرق والتقنيات المتّبعة للتسويق السياحي ثانياً !
م. محمدالعابد