زاد الاردن الاخباري -
من التحف الأدبية الخالدة , التي لم ير العالم مثيلا لها , ولم يسبق لشخص أثرَ في حياة الناس كما كان لشخص فرتر وقصته التي ولدت بين يوم وليلة فاصبحت من يوم صدورها علما من اعلام الأدب العالمي .
ورمزا لعصر جديد من الأدب الالماني . كان على ضعفه وقلة حيلته امام الحب شابا متمردا على المجتمع , مسرفا في عاطفته لا يكاد يدع للعقل نصيبا في حياته , فهو صديق لكل ما هو طبيعي, ساذج على فطرته , اجمل شيء في حياته شارلوت – التي لم يفتتن بجمالها واناقتها , بل بطبيعة الأمومة التي احسها فيها عندما عندما رآها في بيت ابيها تقدم لأخوتها العشاء وترعاهم . لم يكن يحلم بالاستمتاع بها وانما بالاستئثار بامومتها .
ريد ان يكون الطفل الذي تدلله وترعاه , ينظراليها كما ينظر الطفل الى امه , نظرة حب مطلق واعجاب لا يعرف عيبا . يريد ان يكون بالنسبة لها زوجا طفلا,او زوجا ابنا , في حين ان خطيبها البرت كان في نظرها الرجل الرجل , فكان لابد ان ينتصر الرجل على الطفل .
ولما تأكد فرتر انه لن يفوز بما يريد كان لابد له—كأي طفل – من ان يحِطم شيئا , ولم يجد الا نفسه فحطمها بانتحاره . ولولا عاطفة الحب في هذه القصة , لما كانت تستحق كل هذا العطف , لأنه ليس بين نوازع الانسان ما هو اشد انانية وثورة على المجتمع من نازعة الحب التي تأبى الا الوصول الى ماتريد ولو كان في ذلك ضياع الاسرة , وفساد المجتمع .
ومن هنا كانت جاذبية اقاصيص الحب ومآسيه التي تستدرالدموع . لقد كان فرتر يريد ان ينتزع امرأة رجل آخر وهو يعلم انها أميل الى خطيبها منه , فعشقها لأنها لطيفة , كاملة الأنوثة , عشقها عشقا شاملا ولم يعد يفكر الا فيها او يعيش الا لها رغم خطيبها البرت .
محمد سعيد حتامله