لا اكترث ولا ابالي لانتخابات الفيفا ، اتابعها على هامش مطالعاتي لما يجري في العالم ، ولكن اثارني موقف فلسطين وتحديدا المدعو جبريل الرجوب رئيس الإتحاد الفلسطيني لكرة القدم والذي تشير بعض التحقيقات الى تلقيه رشاوي من بلاتر في زيارته الاخيرة الى رام الله ، وكذلك تلقيه دعما ماليا من قطر ، فالدعم القطري لا يتعلق بدعم الاتحاد الرياضي الفلسطيني وسبل دعم نهوضه فحسب ، بل بشراء ذمم " اصوات " تؤيد الرئيس الحالي للفيفا في مواجهة الأمير علي .
نفهم الموقف القطري وخشيتها من كشف اوراق ملف استضافتها لكأس العالم وما قدمته من رشي بلغ أكثر من 120 مليون دولار سيجري الكشف عنه لاحقا وتخشى من فقدان تنظيم البطولة وملاحقة بعض المسئولين هناك كما حدث مع رئيس الاتحاد الاسيوي السابق القطري ابن همام وجرائمه السابقة التي ابعدته عن الأتحاد وحالت دون ترشحه لرئاسة الفيفا ، ونفهم الدور القطري في سياق تاريخي " سياسي " في ضرب اي منجز عربي في أي جانب تبعا لسياساتها في اثارة الفتن والمحن في البلاد العربية ..
ما لانستطيع فهمه هو رفض الأشقاء في فلسطين دعم الأمير علي وبالصوت العالي ودون تدخل من القيادة والسلطة ودون أن تأخذ العلاقة التاريخية على الأقل بين الهاشميين ورجالات السلطة وبين الشعبين الأردني والفلسطيني دورا " اخويا " في حده ألادنى لدعم الأمير علي !
قراء’ اخرى ، نستغرب دور وموقف الاتحادات العربية مثل الكويت ولبنان واليمن وبعض الدول الأفريقية غير العربية من اعلان التزامها بدعم بلاتر بالرغم مما قيل وثبت في عمليات فساد ورشي وامبراطورية تنهار على وقع تدخل دول نفطية توجه رئيسها كيفما شاءت وعلى وقع سلسلة فضائح كشفتها اجهزة امريكية وجرى اعتقال مجموعة من قيادات الفيفا بالأمس في سويسرا ،وأما المفاجأة الأخرى فكانت قرارا اتخذه مكتب المدعي العام السويسري بفتح قضية جنائية بشأن ملفي استضافة مونديال 2018 في روسيا وآخر في 2022 بقطر، للشك بما سماه "غسل أموال وخيانة عامة" سيتم التحقيق في ملابساتها "مع 10 أشخاص شاركوا بالتصويت على استضافة المونديالين، وهم أعضاء باللجنة التنفيذية للاتحاد"، وهذه أسوأ من الزلزال نفسه الذي جرى فيه القبض على 6 من قيادات الفيفا على خلفية تلقي رشاوي وفساد اثناء عملهم ، وهذا يتعارض مع التزامها بالعمل والتعاون من اجل الحفاظ على القيم الأخلاقية والمعنوية التي تكمن وراء ممارسة رياضة كرة القدم، وتنظيمها وإدارتها ، فأين هو الألتزام الأخلاقي في دعم مرشح طالته عيوب فساد ورشي وشراء ذمم رؤساء اتحادات رياضية ـفيما سارعت مباشرة الدول الأوروبية وبعض دول امريكا وكندا بإعلان رفضها دعم ترشيح بلاتر وتسعى لاسقاطه بالرغم من كونه " اوروبيا ومسيحيا أيضا " بسبب ما أصاب الفيفا من ترهل وفساد وتجاوزات لا اخلاقية خرجت عن قيم اللعبة ونطاقها الإنساني والأخلاقي ..وذاك معيار عظيم التزمت به الدول " المسيحية " وابتعدت عنه بعض الدول الإسلامية وبعض الشخصيات المنافقة المخادعة ، وهو أمر يستدعي التقدير والإحترام .