حمد عز ،تاجر وسياسي مصري ،يملك اكبر مصانع الحديد والسيراميك في مصر بعد بيعه من قبل الدولة ، دخل القصر الجمهوري وانضم لحزب مبارك ،وبحكم امواله وفساده تقرب من عائلة مبارك ، ومن هنا بدأ نجمه يلمع ،إذ استطاع توظيف مقدرات مصر وثرواتها لصالح عائلة مبارك وخاصة ابناء مبارك علاء وجمال ، واستطاع توجيه الدولة المصرية نحو مشاريع تدمير القطاع العام وبيع ممتلكات الدولة ونهب خيراتها تحت مسمى مشاريع التحولات الاقتصادية ، وكان له الكلمة العليا في اقناع مبارك بعزل القوى السياسية والتلاعب في الإنتخابات لابعاد الجماعات الإسلامية والقومية والنخب الوطنية لصالح الحزب الوطني الحاكم ، وهكذا بقي من المقربين للرئيس مبارك ولعائلته يملي عليهم ما يفسد البلاد ويدمر احوال العباد ،حتى فوجىء مبارك واركان نظامه بما وصل اليه حال الشعب المصري ومعدلات الفقر والبطالة والجوع والظلم والملاحقات الأمنية ،فكان ان اطيح بنظام مبارك ودخلت مصر مرحلة خطيرة من مراحل تاريخها الى اليوم ..
في الأردن يمارس عوض الله نفس الدور ، استطاع دخول مثلث المقربين بطرق غير معروفة وبوقت قياسي حتى الأن وتولي مناصب رفيعة في الديوان والتخطيط ومكتب الملك، واستطاع لقربه من الملك اقناع النظام ببيع المؤسسات والثروات الوطنية ونهب اموالها وإضعاف قطاع الدولة تحت مسمى برنامج التحولات الأقتصادية ، ولم يقف عند هذا الحد بل بدأ التدخل في كل اركان الدولة ،فكان يدير الحكومة وهو مديرا لمكتب الملك ،يبعد كل النخب الوطنية من ابناء الوطن ويحل مكانها رموزا ياتي بها من الخارج ، وكان أن تدخل بشكل سافر في كافة الانتخابات واعداد قوانين انتخابات متخلفة كريهة لابعاد النخب واحلال الفاسدين والسماسرة والتجار مكان ابناء البلد والنخب منهم ، وكان أن ازداد الفقر وضعفت الدولة وتضاعفت مديونيتها 7 أضعاف ما كانت عليه ،وبسبب الحالة التي وصل اليها الشعب الأردني خرج عام 2011 في هبة وطنية سرعان ما انتشرت في كافة محافظات وألوية وبادية الوطن ضمن حراك وطني شعبي يطالب بالاصلاح ومحاسبة الفساد ووقف الهدر ،و طالب الناس بمحاكمته على جرائم فساده فكان المطلوب رقم واحد للشعب ، لكن اوراق ملفات الفساد تعرضت تارة للضياع وتارة يقال ان المعلومات قد احترقت في جهاز كمبيوتر غرفة احدى المحاكم !! وفشل مجلس النواب اكثر من مره تقديم الرجل للمحاكمة بفعل الضغط والدعم الذي يتلقاه عوض الله ،وجرى ابعاده عن الواجهة لفترة لم تتعدى الأربعة سنوات ومن ثم عاد ممثلا للملك وناقلا لرسائله تمهيدا لعودته من جديد رئيسا للوزراء او رئيسا للديوان الملكي كما كان عهده .
جلّ ما نخشاه ان يصل بنا عوض الله ومن على شاكلته الى مرحلة لن يتراجع فيها الناس عن حراكهم وتحقيق ما خرجوا من أجله ولو كان ذلك على وقع الدم والمواجهة التي هيأ لها النواب قانونا يبيج مواجهة الإحتجاجات بالسلاح الكيماوي ضمن مشروع قانون أقره مجلس النواب مؤخرا يجيز للأجهزة الأمنية استخدام السلاح الكيماوي في مواجهة المحتجين ونكون بذلك قد أكتملت مرحلة هامه من مراحل هدم الوطن وتفتيته ووضعه في مهب الريح ..