تعلمنا في الصغر ونتيجة للرعب في الثقافة الدينية الفلاحية ؛ أن "لو" تفتح بابا للشيطان ولابد من القفز عنها في أية تمنيات نطلبها أو نتمنى الحصول عليها بالشكل الغير موجود الأن ، وهذه ال" لو" تمثل بداية التفكير لدينا في مراحل الصبى كنوع من الخروج عن التقاليد والأعراف الاجتماعية ، ومن باب تحدي المجتمع الصغير " الأسرة " ، وعندما خط الشيب رؤوسنا تبين لنا أن " لو " تلك هي في الأصل بداية لفرضية علمية يمكن وضعها في سياق البحث العلمي وربطها بالمتغيرات للخروج بنتائج يمكن البناء عليها الأن أو مستقبلا .
واستمرت قاعدة الرعب في التفكير لدينا من طرج كلمة " لو " في أي نقاش علمي " سياسي أو اجتماعي أوفكري "، والنتيجة دخولنا فيما يشبه السفسطة الفكرية التي لا تنتهي لشيء وتستهلك من زمننا الشيء الكثير ، والأفراد في المجتمعات العربية ليس وحدهم من تملكهم رعب ال" لو " تلك بل نجدها لدى أصحاب القرار سند شرعي ديني وبقوة الشيطان الذي ستفتح ابوابه عندما يذكرونها ، وفي نهاية الأمر تجدهم يرفضون وضعها في أية طروحات نقاشية تؤدي الى محاسبتهم شعبيا أو سياسيا .
والأمثلة على ذلك كثيرة جدا ؛ ماذالو تمت محاسبة كل من كان له يد في الترهل الاداري والوظيفي في الكثير من مؤسسات الدولة ؟ ، وهذا الترهل هو الذي اوصل الدولة الأردنية الى أن تحولت مؤسساتها الى جميعات معونة وطنية ، وماذا لو أن من بدء بفكرة خصخصة الوطن تتم محاسبته اليوم على ما ارتكب في اخطاء بحق الوطن والشعب ؟ ، وفي نفس الوقت تقدم له المكافأت في الاماكن التي نجح بها ، وعلينا أن نضع " لو" تلك أمام أي سؤال يوجه للدولة وبشرط أن نلقي من وراء ظهورنا تلك الثقافة الدينية المرعبة ،والتي وان فتحت ابواب الشيطان علينا فان قوة ايماننا بالله وبالوطن كافية لأن تغلقها .