في وقت يحتفل فيه الأردنيون بعيد الإستقلال فرحين سعداء في يوم عطلة انطلقوا فيها للبحث عن الترويح واستنشاق هواء نقي خارج بيوتهم بسبب الأجواء الحارة اليوم ، فقد أصابهم الإحباط وعلت وجوههم الكآبة من اخبار نزلت عليهم كالصاعقة ممثلة بعودة باسم عوض الله الى واجهة الأحداث قادما من مؤتمر البحرالميت " دافوس " وتكليفه بحمل رسالة الملك عبدالله الى خادم الحرمين الشريفين ، وهي مهمة يتوكل بها في العادة رئيس الديوان الملكي او وزير الخارجية ، ويتسائل الأردنيون عن مغزى هذه المهمة وما ستسفر عنه الأيام القادمة من مفاجآت عودة الرجل الذي يحظى برفض واسع في الشارع الأردني بسبب ارتباطه ببرنامج التحولات الاقتصادية سيء الصيت والنتيجه وما اثمر عنه من بيع لمؤسسات وشركات وطنية في ظروف وتفاصيل غامضة لم يجر الكشف عنها .
الغضب الأردني ارتبط بوعود تلقاها الشارع الأردني من أركان النظام بمواصلة عملية الإصلاح ومحاربة الفساد وتقديم مرتكبي تلك الجرائم الاقتصادية للعدالة ، فبدأ ان وعود الإصلاح لم تتحقق ، بل وأعادت التطورات الأخيرة جملة من الشخصيات الى واجهة الأحداث ويخشى الأردنيون من عودة من وجهت لهم سابقا تهم الفساد ولم يتقدموا للمحاكم الى الواجهة وهو الأمر الذي يخشاه الأردنيون ويعتبرونه استكمالا لتصفية الوطن وتفكيك مؤسساته .
وعلى صعيد أخر يتوعد رئيس الوزراء عبدالله النسور الأردنيين بزيادة أسعار النفط خلال الشهر الحالي في وقت يواصل النفط انخفاضه في السوق العالمية ، وكذلك ما ألمح اليه الرئيس من رفع أسعار الخبز الذي كان مقررا الشهر الحالي وحالت ظروف واحداث معان الى تأجيله بضعة أيام .
غضب في الشارع واحتجاج لابد سيترجم الى تحركات ونشاطات حراكية تعبر عن رفضها لمواصلة عودة المتهمين بقضايا الفساد الى الواجهة وكذلك للتنديد برفع الأسعار وزيادة الأعباء على الناس الذين وصلوا كما يوصف البعض حالتهم " بالويل " جراء الحالة المعيشية الصعبة التي يواجهونها ، وبدأ أن الناس لم تعد تخشى البلل وهي غارقة في الفقر والتهميش والبطالة وتحد كبريائهم .