زاد الاردن الاخباري -
جلنار الراميني - فرحت بخطبتها في بادئ الأمر، وكانت تستعد للزواج ، وكانت علاقتها بشريك حياتها ،هادئة ، مستقرة ، دون وجود عثرات في بادئ الامر ، أو ربما طبعها الهادئ جعلها تنظر إلى الامور مع خطيبها بطريقة أخرى ، حيث انه لم تكن علاقتها بخطيبها قوية ، بل اقتصرت على مكالمات هاتفية ، وخروج من المنزل لوقت قصير .
شروق - اسم وهمي - ، أعطت لنفسها فرصة ، لتستطيع ان تغير من مشاعرها تجاه خطيبها ، إلا ان الحال باق كما هو ، وما ان تحدث والدتها عن الأمر ، إلا وتقول لها : تحملي فالوقت راح يخليكي تحبيه.
تنبهت شروق حينها ، أنها يصعب "فسخ" خطبتها ، علما انها تحاول التصنع مع "خطيبها" ، الذي لم يعلم أن خطيبته تخلو من مشاعر تجاهه.
وستتحمل معاناتها مع مشاعرها ، إلا أنه وفي ذات يوم شعرت بألم في أسنانها ، فذهبت برفقة والدها إلى عيادة الأسنان ، وبعد الانتهاء من الجلسة طلب منها الطبيب الغودة مجددا لمتابعة العلاج .
شروق ، لم تعلم أن طبيب الأسنان سيغير حياتها ، فقد وجدت انجذابا له ، وما ان تحدثت معه ، حتى وجدت أنها تجد أمورا مشتركة ، بالرغم من انه شخص حاد الطباع بالرغم من هدوئها الذي يسيطر على شخصيتها ، إلا أنهما تلاقيا في العديد من الأمور ، فكانت البداية...
الطبيب شعر بشعور حيال هذه الفتاة التي تزور عيادته ، حيث أنه كان يعاني من مشاكل مع زوجته السابق ، ولكنخ نسي مشاكله أمام شروق ، وكأن حياته أشرقت من جديد ، فأصبح ينتظر موعد قدوم شروق ، ولم يبد لها في البداية أية مشاعر ، لكنه كان يكتفي الصمت مع مشاعره ، وهي ذات الأمر .
الطبيب أربعيني وشروق عشرينية ، ولم تنظر لفارق السن بينهما ، بل نظرت إلى وجود إحساس غريب ، أشعرها بالسعادة والإنطلاقة بالحياة ، وخطيبها ، لم يشعر بشيء أبدا ، فبقي مستمر معها ، أمام غموض شروق.
الطبيب ، سألها هل انت مرتبطة ؟ مستغلا تحدث والدها خارج غرفة العلاج على الهاتف ، فقالت له بسرعة دون تردد: أنا مخطوبة ولكني غير مرتاحة ، ولم تعلم شروق سبب كشفها لهذا الامر ، لكنها قالت ما في جوفها ، وهنا كان "مربط الفرس" للطبيب ، فقال لها : أنا أيضا متزوج وغير مرتاح .
شعرا بذات الشعور والإحساس فكلاهما ينتظران الفرصة المناسبة ، إلا أن الطبيب تذكر ان الفتاة مخطوبة ولن يجرأ أن يحدثها بأمر الإرتباط ، وما أن عادت شروق إلى المنزل ، إلا وقالت لوالديها : لا أريد خطيبي فأنا لا أشعر بأي شعور تجاهه ومللت التمثيل عليه ، الأمر الذي أدهشهما، وحاولا إقناعها بالاستمرار لكن دون جدوى.
"فسخت" شروق خطبتها ، أمام ذهول وتساؤلات خطيبها، وما ان علم الطبيب بالأمر ، بعد أسبوع تقدم لخطبتها ، لأنه شعر بأنها الفتاة التي تناسبه وإن كان هنالك فارق في العمر ، إلا أن روح الطبيب وكلامه وبساطته أعجبت شروق ، فتزوجت شروق من الطبيب ، وأنجبا (3) أولاد ، وكان ألم أسنانها يخبئ لها قدرا لم تكن تعلم به.