لا أعرف من الذي حول مدينة معان الى مدينة مشاغبة ، ولا أعرف من الذي حول معان الى ثكنة عسكرية ، ولا اعرف من الذي حول معان الى مدينة إجرام وقتل ، ولا أعرف من الذي حول معان الى مدينة خارجة عن القانون ، ولمصلحة من تلصق وتطلق كل هذه التهم بمدينة معان .
أهو إجتهاد من شخص بسوء إدارته لموقع المسؤولية ؟! أم مسؤولين في معان لا يقدرون المسؤولية ، انا لا أتكلم عن الحادثة الأخيرة والتي أقال بها الملك وزير الداخلية ومدير الأمن العام ومدير الدرك ولكني أتكلم عن تاريخ ومسيرة منذ عشرات السنين لم يتم التعامل مع أهالي معان بجدارة ودبلوماسية.
وللذي لا يعرف تاريخ معان وأهلها أقول معان هي أكبر محافظات الأردن مساحة وأكثرها فقراً وهي أول منطقة دخلها الإسلام وسكانها قسمين بدو وحضر وهي المدينة التي انطلقت منها الثورة العربية الكبرى وهي عاصمة الأردن سابقاً وتبعد عن مدينة عمان 216 كم الى الجنوب وعدد سكانها حوالي 200 ألف مواطن ، وأهلها هم أول من رحبوا بالهاشميين حُكاماً لهذه البلاد وكان لهم دوراً مشرف في انطلاقة الثورة ونجاحها .
أول مقر بُنيَ للأمير عبدالله ابن الحسين الأول كان بمعان وأسماه مقر الدفاع الوطني وأول صحيفة صدرت في الأردن صدرت آنذاك في معان تحت اسم الحق يعلو .
إذاً معان هي أرض الثقافة والخير والتجارة وأهلها ناسٌ يتمتعون بالطيبة والقوة ومساندين للهاشميين منذ زمنٍ بعيد فلماذا جعل منها البعض مدينة خارجة عن القانون .
معان يا سادة محافظة مظلومة لم يجد بعض الآباء إلا التهريب البسيط وبعض التجاره لإطعام أبنائهم فالحكومات لا تعرف معان إلا عند الثورة والتمرد على الظلم والقهر، سوء إدارة وتصرف بعض المسؤولين السلبي حول اهالي معان الى إرهاب وقُطَاع طرق وجعل بعض الأشخاص يرفعون علم داعش وعلم القاعدة سابقاً ليس حباً بالقاعدة أو داعش بل كرهاً وانتقاماً من بعض المسؤولين إن كانوا أمنيين أو مدنيين .
معان يا سادة هي التاريخ هي الانطلاق هي الحب والشيخة ، معان لا تريد استثمارات تريدكم أن تستثمروا بأهلها، وأخيراً أقول وزير الداخلية القديم الجديد سلامة حماد لم يأتي لأهل معان بل جاء ليغربل الحكام الإداريين فليس كل متقاعد عسكري او موظف في الوزارة يستطيع أن يتسلم المسؤولية الأولى بالمحافظات.
فعمل الحاكم الإداري ليس الحبس والتوقيف والتخويف ولا الولائم ، على وزير الداخلية ان يبدأ بتقيم كادر الوزارة قبل أن يقيم ردات فعل الناس ويحاسبهم ولعل الترميجات في الأجهزة الأمنية والتي حدثت أخيراً والتي ستحدث قريباً هي دليل على جدية الدولة وعلى رأسها الملك على إعادة الحضور لمدينة معان بشكل خاص ومحاسبة كل من يُقصر أو يتجاوز عمله الأمني والمدني أو من يسيء الى أي مواطن في كل الدولة، هي رسالة بأنه سيحاسب آجلاً أم عاجلاً .
شكراً لجلالة الملك فهو الملاذ لكل مظلوم وهو الأب الذي لا يُميز بين أبناءه في كل المحافظات فمعان محافظة مليئة بالخيرات السياحية والمائية وبها عشرات المواقع الأثرية فلماذا لا نجعلها مقصداًً سياحيا داخلياً وخارجياً .
فعلى سبيل المثال لا الحصر بها قلعة معان ( السرايا ) وبركة الحمام وهي خربة غسانية وقصر الملك عبدالله ابن الحسين والقناطر وهي على شكل أقواس مساحتها تقريبا 500 م بالاضافة لقصر البنت ولا ننسى بساتين معان الحجازية والشامية بالاضافة لعشرات الينابيع والعيون والآبار ، وغيرها، يا وزارة السياحة ويا حكومة إذاً لماذا تهمل معان ، فمعان لا تريد إستثمارات منكم هي تريد أن تستثمروا ما بها فقط فلربما بعد أن جعلها البعض عبئاً على الدولة تصبح رافداً مالياً لموازنة الدولة .