زاد الاردن الاخباري -
كنت آمل أن أكتب مقالي اليوم وأستخدم فيه كل الألفاظ الخارجة عن الأدب لوصف وقاحة المساعدة الجديدة لوزير خارجية الاحتلال الغاشم المدعوة "تسيبي هوتوفيلي"، ولكني احجمت، ليس إحتراما لها أو لمديرها المدعو نتنياهو بل تعففا وإحتراما لقرّاء زاد الأردن ولكل من يقرأ هذه المقالة من العرب والمسلمين.
"المفعوصة" هوتوفيلي ظهرت مؤخرا على شريط فيديو متلفز متحدية، وهي بالمناسبة ليست أول واحدة وليست الأخيرة من شعب الإحتلال "الحوش" الذين جاءوا مهاجرين مُحتلين من أقاصي الأرض لبلادنا الحبيبة، والذين يستعملون لغة التحدي في ملكية أرض فلسطين كاملة، لسببين دائما: الأول أنها مادة دسمة للظهور الإعلامي السريع والخاطف لكل من يركب موج المناصب الحكومية لديهم، والثاني أنهم (لقطاء) تم غسل أدمغتهم أثناء طفولتهم المبكرة وتعلموا شيئا واحدا فقط: هو أن أرض فلسطين هي أرض الميعاد، فانحصرت علومهم كلها حول تلك الكذبة التاريخية، وراحوا يفتشون، طوال حياتهم عن كل مقولة أو معلومة تدعم هذه الكذبة، وصاروا يتندرون فيها في معاركهم الحياتية والسياسية، فـ المفعوصة هوتوفيلي مثلا، وفي لقائها يوم الخميس الماضي مع دبلوماسيين وموظفين في وزارة خارجية الإحتلال تزبد وترعد وترفع صوتها وتصرخ بكل وقاحة:" هذه الارض لنا، كل هذه الارض. ليس علينا الاعتذار لاننا جئنا الى هنا”. ثم تحاول إقناع الناس أنها تستند على حقيقة علمية لكنها في الحقيقة تستند على أحد "مهابيل" التاريخ ويدعى "روشي" والذي يرى أن التوراة تبدأ بقصة الخلق “حتى اذا جاءت شعوب العالم تقول لنا انكم لصوص وتحتلون ارض الغير، تقولون لهم أن هذه الارض ملك لخالق العالم، وعندما قرر ذلك، انتزعها منكم واعطانا اياها”.
"المفعوصة" هوتوفيلي هي واحدة من جيل "الحوش" من أعضاء اقصى يمين حزب الليكود وهو حزب نتانياهو. الذين يشترط في إنتمائهم للحزب أن يكونوا من الرافضين لاقامة دولة فلسطينية ويؤمنون بفكرة واحدة ومشروع واحد فقط هو “اسرائيل الكبرى” والتي تمتد من الفرات إلى النيل، لكنها يقولون الآن من النهر إلى البحر، تحسبا وتحضيرا للمرحلة المقبلة التي يخططون لها ويعدون لها العُدة.
على سيرة العُدة، فـ "المفعوصة" هوتوفيلي تقوم بهذه التصريحات الوقحة ليس لأنها جريئة، وليس لأنها قوية، بل بسبب آخر مختلف كليا، وهو أنها رصدت ردود فعل العرب على جميع ما حدث لفلسطين منذ عام 1917 وحتى الآن، ووجدت أن الباب مفتوحا ومتاحا لقول أي شيء، بمناسبة أو دون مناسبة، كيف لا والفعل لديهم، الوحشية والقتل والتهجير، كان متاحا دائما، دون رد فعل عربي، فقالت وستقول أكثر، قريبا، وهي واثقة ثقة عمياء بأنه لن تسمع ردا أو جوابا على فعلتها المخزية المقززة، وعلى الأكاذيب التي تم حشو رأسها بها، ولن ترى أحدا يعُد العدة لإسترداد كامل أرض فلسطين الغالية، من النهر إلى البحر، ثم إلقاء من تبقى من المحتلين في البحر، لأننا مشغولون بشكل كامل لماذا صعد (هليّل) على المنبر في الأقصى وكيفتم إنزال (هليّل) عن المنبر، ولأن "المفعوصة" هوتوفيلي لا تعلم هي وروشي: أن أكبر كذبة في التاريخ البشري هي أن أرض فلسطين، هي الأرض التي وعد الله بها اليهود؟ فالله تعالى لا يقدم وعوده للمجرمين، بل للصالحين فقط !
أيتها "المفعوصة" هوتوفيلي، فقط لإنعاش ذاكرتك، في هذه المرحلة، فلتقرأي مقال نُشر لي في زاد الأردن بعنوان: أكبر كذبة في التاريخ البشري.