زاد الاردن الاخباري -
بسام البدارين - عكس الكاتب والمحلل السياسي الأردني الدكتور محمد أبو رمان بعض اتجاهات المشاعر إزاء مشاركة الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي في مؤتمر قمة دافوس في البحر الميت بقوله أن «جميع دول المنطقة في قارب واحد». ما دامت جميع الدول في قارب واحد حسب السيسي عبر أبو رمان على صفحته الفيسبوكية ساخرا عن خشيته من»الغرق الجماعي» في المقابل في قارب السيسي. قارب السيسي المفترض لفت أنظار الإعلاميين بعدما تركزت الأضواء على خطابه المعني بإظهار تعرض جميع الدول في المنطقة لخطر الإرهاب.
لقاء دافوس هذه المرة يعقد تحت عنوان عريض يتحدث عن شراكات بين القطاعات العامة والخاصة ضمن التحولات الإقليمية والدولية، وحضور السيسي الذي حرصت عليه عمان كما حرصت على حضور القائد الليبي خليفة حفتر يعتبر من المؤشرات السياسية في تحديد المعاني والدلالات التي يراد لها البروز في الظرف الإقليمي الحالي. السيسي تصرف كنجم وشريك للأردن في قمة دافوس البحر الميت وخطف في نهاية الفعاليات إستضافة شرم الشيخ للنسخة المقبلة من اجتماعات دافوس.
خليفة حفتر كان قد زار عمان مرتين مؤخرا ولقاء دافوس إنعقد أصلا في ظل التقارير الغربية التي تتحدث عن تمكنه من الحصول على «شرعية الزعامة» باتفاق بين الأردن والسيسي، حيث تدرس عمان والقاهرة معا إرسال قوات خاصة لمساندة الجنرال حفتر في ليبيا وإن كانت مصر أكثر تخوفا حتى اللحظة من فكرة إرسال قوات من الجيش المصري إلى ليبيا.
في كل الأحوال الحسابات السياسية كانت بارزة بوضوح في تحضيرات قمة دافوس في البحر الميت وهي تحضيرات شغلت المؤسسات الأردنية وتسببت في «تقليص»حتى فعاليات عيد الإستقلال الأردني الذي يصادف منتصف الأسبوع الحالي تقديرا للضيوف ولاستثمار تزاحم القادة في منتدى دافوس لصالح تعزيز وتنويع الخيارات الإقتصادية والمالية الأردنية.
لذلك ناقشت الكلمات والخطابات العديد من القضايا والملفات وبدا واضحا أن الأطراف لا تتحدث عن «عاصفة الحزم» وما حولها وفي إطارها او سياقها.
دافوس يعقد هذه المرة بحضور ومشاركة نحو 180 دولة وحكومة على الأقل خلافا لعشرات المؤسسات الإقتصادية والإستشارية الدولية والأنباء تحدثت عن «حراك إستعراضي» في الفعاليات لجذب كاميرات الإعلام قام به الرئيس الإسرائيلي العجوز شيمون بيريس.
بيريس وخلال فعالية الإفتتاح الرسمية وقف من مقعده امام عدسات الإعلاميين وتوجه نحو الرئيس محمود عباس لمصافحته، وفي الأثناء غادر المكان رئيس وزراء العراق الدكتور حيدر العبادي بمجرد دخول بيريس.
العاهل الأردني كان قد حرص على إنجاح فعاليات دافوس إلى أقصى مدى ممكن هذه المرة وتحدث علناً عن مشاريع يمكن ان تنتج عن المداولات بأكثر من 18 مليار دولار.
جرعة الملك عبدالله الثاني كانت قوية وهو يؤكد على هامش الفعاليات أن «العدو الأبرز» للأردن هو تنظيم «داعش» الذي يقترب شرقا وشمالا من حدود المملكة وبوضوح شديد أن رموز دافوس يتجنبون الإشارة لما يحصل في الجزيرة العربية و»عاصفة الحزم».
كذلك عبر العاهل الأردني عن أسفه لتدمير الآثار في تدمر.
بالنسبة للأردنيين يشكل دافوس البحر الميت فرصة لإظهار مسألتين: الأولى قدراتهم الكبيرة والواثقة على تامين إنعقاد مثل هذا المنتدى بالرغم من الظروف التي تعيشها المنطقة، وثانيا الحرص مجددا على «إجتذاب» شركاء إقتصاديين وتقديم خدمات الوسطية الأردنية التي تتيح التلاقي لجميع الأطراف.
القدس العربي