أول وكالة اخبارية خاصة انطلقت في الأردن

تواصل بلا حدود

أخر الأخبار
الجمعة .. اجواء ربيعية وعدم استقرار جوي للأردنيين .. انتبهوا الى ساعاتكم ! محلل سياسي : السيناريو الاقرب في غزة .. استمرار حرب الاستنزاف اليهود الحريديم يتمسّكون بلاءاتهم الثلاث ويهدّدون بإسقاط حكومة نتنياهو الغذاء والدواء تطلق خدمة منصة بلا دور صحيفة لبنانية: مبرمجون إسرائيليون يديرون أعمال الإعلام الحكومي العربي الامن العام للنشامى: صوتكم في صمتكم أكثر من 70% من المساكن بغزة غير صالحة للسكن إلزام بلدية الرصيفة بدفع اكثر من 15 مليون دينار لأحد المستثمرين وول ستريت جورنال: هدف القضاء على حماس بعيد المنال طلبة أردنيون يقاطعون مسابقة عالمية رفضا للتطبيع القسام: تفجير منزل في قوة صهيونية وإيقاعها بين قتيل وجريح "الأغرب والأكثر دهشة" .. اردنيون يسألون عن مدى إمكانية بيع رواتبهم التقاعدية الأردن يرحب بإصدار محكمة العدل تدابير جديدة بشأن غزة لليوم الخامس .. طوفان شعبي قرب سفارة الاحتلال نصرة لغزة الجيش السوداني يعلن السيطرة على جسر يربط أمبدة وأم درمان 2488طنا من الخضار وردت للسوق المركزي لامانة عمان اليوم الكويت تعلن تقديم مليوني دولار لأونروا فرنسا ستقدم 30 مليون يورو لأونروا هذا العام “لن أسمح بالتحقير مني كمسلم” .. روديجر يصدر بيانًا شرسًا للرد على اتهامه بالإرهاب
رقصة الموت في أعالي البحار
الصفحة الرئيسية آراء و أقلام رقصة الموت في أعالي البحار

رقصة الموت في أعالي البحار

22-05-2015 03:48 PM

قديما قال الشاعر العربي:
لعمري ما ضاقت بلاد بأهلها ولكن عقول الرجال تضيق
عندما يحدث ذلك فتضيق اخلاق الرجال وتصغر احلامهم تضيق مساحة الوطن بأهله ليصبح أضيق من سم الخياط وعندما يطغى جبروت الحكام ويسود فشل الدول وتلاحق الخيبة الحكومات من خلال تحريك الفتن الهوجاء بين أبناء الوطن الواحد حتى تصل الأمور الى إشعال الحروب فتتعدد أساليب العنف والقتل التي لا يمكن تصورها فتغدو مغادرة الوطن وحلم الهروب منه بطعم المغامرة التي لا تنتهي غالبا على خير فينطبق عندها المثل القائل: كالمستجير من الرمضاء بالنار.
في حوادث متعددة يبدو فيها الواقع أغرب من الخيال يهيم الالاف من الناس على وجوههم على متن قوارب متهالكة يفرون من فظاعة الموت الى ما هو أفظع والفارق لديهم يتمثل في أسباب وأساليب الموت لا أكثر.
يحدث ذلك في ظل حكومات فئوية طائفية ودول فاشلة يغيب عنها الحكم الرشيد يصبح الوطن عندها جحيما لا يطاق وتتمثل نافذة الأمل في الهروب حتى الى المجهول طالما أن هناك فرصة ولو بنسبة ضئيلة للنجاة من الموت المحقق في الوطن بأقسى صوره.
يهرب هؤلاء من الموت بأعداد كبيرة الى قوارب متهالكة لا تتمتع بأدنى درجات الأمان فيقعون بين أيدي معدومي الخلق والضمير من المهربين وتجار البشر الذين يسلبونهم كل شيء ثم يتخلون عنهم في أعالي البحار فتصبح الخيارات لديهم واضحة أي موت تريدون: ذبحا أم جوعا أم غرقا؟
في مركب قد لا يتسع لمئات وربما العشرات يدفع اليه الآف البشر يقذف بهم الى البحر فتتوالى الأيام ولا يصلون الى بر الأمان أو الى يابسة تطأها أقدامهم بل يصبح ذلك أضغاث أحلام فأرض الحلم أو الجوار تحميها جيوش لا تقبل بأن تصل اليها اقدام الغرباء.
كثيرا ما يحلو لنا أن نصف كوكبنا بالجميل فاين هي قيمه واخلاقه الجميلة عندما لا يجد فيه الانسان موطئ قدم ويضيق الكوكب بمثل هؤلاء أين حكمة الدول ومنظمات الأمم ومن يتشدق بحقوق الانسان حيث القتل على الهوية الدينية أو الطائفية أو الجهوية وأين الضمير العالمي من ذلك كله؟
من يومين فقط وفي احدى الرحلات من الموت الى الموت وقعت أمور مهولة على متن قارب يغص بألاف البشر امتدت بهم الرحلة لشهور وبدت رحلتهم لا نهاية لها ولا حلم لهم بأن يروا شمسا تشرق أو حتى منارة تنبئهم بقرب انتهاء الرحلة.
مع الوقت يبدأ طعامهم وماءهم بالنفاذ فيصبح التنافس على أبسط متطلبات الحياة على أشده فالموت قادم لا محالة وإن اختلفت الاسباب لكن الموت من جوع قد يكون الاقسى فيحدث صداما بينهم تستخدم فيه الفؤوس والسواطير طلبا لطعام أو شربة ماء تقوم بهم لأيام قادمة وتقع بينهم مذبحة يقتل فيها المئات فالموت بينهم ومحيط بهم فما على الواحد منهم الا أن يفكر جيدا ويحسن الاختيار هل يموت جوعا أو يقطّع بساطور أو يموت غرقا فمن كان محظوظا رمى بنفسه ليلتقطه بعض السيارة من المراكب وهو مثخن بالجراح.
لو أن مشهدا مثل هذا وقع بين فئران تتنافس على طعام في مركب فاشتبكت وأدمت بعضها لما تحملت الإنسانية الحقة هذا المشهد ولسارعت للحجز بينها بتقديم ما يلزم من الطعام.
إن حفلة عرس واحدة يطعم بها أكثر من هذا العدد من الناس وما يفيض عن طعامهم يطعم ما يساوي عددهم لكن يعز ذلك في غياب الخلق والضمير مع أن حل المشكلة هو أعمق بكثير من توفير الطعام بل يتمثل ذلك في تامين المأوى والحياة الآمنة في أوطانهم وذلك بإلزام الدول والحكومات بتحمل مسئولياتها ولو بالقوة.
إن حال المركب بركابه يشبه تماما حال الكوكب بسكانه وما أصاب منظومة القيم والأخلاق من تراجع جعلت من كوكبنا يموج بالحقد والكراهية والعنصرية والتمييز والفقر والجوع مقابل التخمة والفساد والظلم بغير خجل فهل اقترب يوم يهرب فيه المظلومون أو الحالمون الى خارج الكوكب!
د. منصور محمد الهزايمة
الدوحة -قطر





تابعونا على صفحتنا على الفيسبوك , وكالة زاد الاردن الاخبارية

التعليقات حالياً متوقفة من الموقع