جرت الاحتفالات الرسمية وغير الرسمية بمناسبة ذكرى النكبة ؛ وهي احتفالات تنوعت تقاليدها والداعين لها والمدعويين ، وحرص الكثيرين ممن اقاموا تلك الاحتفالات على اسقطاب الشخصيات الرسمية وغير الرسمية وممن لهم ذراع هنا أو قدم هناك في "قفا" حياتنا السياسية منذ سنوات ، وتناقلت المواقع الاخبارية الصور لهذه الاحتفالات بحرص شديد على أكبر كمية من الصور التي تظهر تلك الشخوص من مدعويين وداعين واصحاب الكروش ورباطات العنق الحريرية ، والمتدلية من معاصمهم الساعات الذهبية ولمعت وجوههم بالكريمات وصففت شعورهم بالواكس وبقية لوزام التلميع تحت انوار فلاشات الكاميرات .
والجميل في هذه الاحتفالات انها بدأت بالكلمات الحزينة التي تستذكر " نكبتنا " ، وتدعو الى شد الرحال للقدس من أمام صدور المنسف والمسخن والمقلوبة ، ومن خلفهم تصطف اكوام من اصناف الفواكهة على قطع من قماش ابيض ناصع ، ومن وسطهم صدور الكنافة النابلسية ويحيط بها اكواب من الماء البارد كي لاتجف حلوق من شرفوا الاحتفال ، وكي يزداد المشهد جمالا ورونقا تم تبادل القبلات بين الجيمع دون تمييز في الزمن ، فمن شاهد الأخر صباحا بادله القبل مساءا من باب عدم تسجيل أو اعطاء أحد الفرصة للصيد بماء علاقاتهم الخاصة والقائمة على المصالح أية فرصة .
وفي ختام الاحتفال حرص البعض منهم على شيء من الكرامة والكرم العربي ودعى الى تجميع بقايا الطعام والفواكهة والحلوى واكواب الماء ؛ وتقديمها الى الفقراء والمساكين وممن قبعوا في غرف من الصفيح والطوب المهترء في احد مخيمات اللجوء ، وتم تبادل التذكارات والأوسمة بين الحضور وكان أبرز تلك التذكارات " مفتاح بيت العودة " الذي علق في رقاب البعض بعد أن طلي بماء الذهب ، ووضع في إطار من القماش للثوب الفلسطيني ، وفي نهاية ليلية المجون الوطنية تلك غادر الجميع مكان الاحتفال وتبقى عمال النظافة اللذين وجدو من وراء الضيوف بقايا انوفهم الخشبية التي تشبه أنف بينوكيو ، وورقة صغيرة كتبت بخيط طفل في المرحلة الاساسية كتب عليها " نكبتنا فيكم انتم " .