أول وكالة اخبارية خاصة انطلقت في الأردن

تواصل بلا حدود

أخر الأخبار
قائد بالجيش الإيراني: مسيرات صغيرة هاجمت أجواءنا صحيفة: إسرائيل أطلقت صواريخ بعيدة المدى على إيران إسرائيل نفذت ضربة ضد إيران في ساعة مبكرة الجمعة كاميرون: نعتقد أن خفض التصعيد أمر أساسي بايدن يحذر الإسرائيليين من مهاجمة حيفا بدل رفح أمبري: على السفن التجارية في الخليج وغرب المحيط الهندي البقاء في حالة حذر مسؤول إيراني: لا توجد خطة للرد الفوري على إسرائيل سانا: عدوان إسرائيلي استهدف مواقع الدفاعات الجوية في المنطقة الجنوبية السفارة الأميركية بالكيان تضع قيودا لموظفيها حماس تدعو لشد الرحال إلى الأقصى الذهب يواصل الصعود عالميًا بن غفير: الهجوم ضد إيران مسخرة تأخر طرح عطاء تصميم المرحلة 2 من مشروع الباص السريع صندوق النقد الدولي: الاردن نجح في حماية اقتصاده الجمعة .. انخفاض آخر على الحرارة ضربة إسرائيل لـ إيران ترفع أسعار الذهب الفورية إلى مستوى قياسي جديد وتراجع الأسهم وارتفاع أصول الملاذ الآمن دوي انفجارات عنيفة بمدينة أصفهان الإيرانية وتقارير عن هجوم إسرائيلي الأردن يأسف لفشل مجلس الأمن بقبول عضوية فلسطين بالأمم المتحدة وظائف شاغرة في وزارة الاتصال الحكومي (تفاصيل) الاردن .. كاميرات لرصد مخالفات الهاتف وحزام الأمان بهذه المواقع
الكابوس

الكابوس

20-05-2015 11:19 AM

الكَابُوسُ لغويا هو ضَغطٌ يقع على صدر النائم لا يقدِرُ معه أَن يتحرك وقد تكون الكلمة ليست عربيّة وانما بالعربية الجاثوم .


وجمعها كوابيسُ وهي ضغوط وضيق مزعج يقع على صدر الإنسان النائم كأنّه يخنقه لا يقدر معه أن يتحرّك ويُقال كابوس متسلط علي اي قلق فكري وهاجس وكذلك يقال ما هذا الكابوس ؟ اي ما هذا الجو الخانق؟ .


وفي عالمنا العربي فإنّ ما يميّز كابوسنا عاملين اولهما انه مستمر منذ مائة عام وثانيهما انّه واقع على صدورنا نياما وصحوا على السواء لذلك يسبب لنا شللا عن الحركة بإستمرار .


والكوابيس التي نراها باستمرار رجالا ونساء اطفالا ويافعين وكبارا متعدّدة الأشكال والألوان ويعجز مفسِّروا الأحلام عن تفسيرها وتأويلها وتحليلها حتّى اصبح بعض المنجِّمون والعرّافين والدجّالون يصمِّمون ويشكِّلون بعض الكوابيس والتخيُّلات يبنون عليها بعض التوقُّعات والأكاذيب حسب رغبة الناس ومعطيات الظروف الواقعيّة من الماضي والحاضر ويربطون ذلك احيانا مع الأبراج وبعض ما ورد في بعض الكتب الدينيّة ويركِّزون على موت الزعماء والمشهورين او على إشعال الحروب او سقوط دول او كوارث طبيعية وقد يتصادف حصول بعض التوقعات في وقت ما ولكن ليس لمصداقيّتهم وانما بامر الله وتطابق الظروف لحصولها وكم من الدّجالين تنبأ بهلاك دولة اسرائيل وزوالها عن الخارطة خلال عدة سنوات منها العام القادم 2016.


والكابوس الذي يؤرِّقنا نحن العرب اننا نرى انفسنا نسير بسرعة كبيرة في منحدر يتجه نحو هاوية نكاد لا نرى قاعا لها منذ عشرات السنين وهذا يجعلنا لا نرتاح في ليل ولا نعمل في النهارولم يفلح اي من الدجالين الكذابين في تحديد موعد لوصولنا لقاع الهاوية لنبدأ بالصعود نحو الكرامة والتي ستستغرق أجيالا عدّة حتى نقترب من السطح .


ذلك هو الكابوس الأكبر في حياة المجتمعات العربيّة لكن هناك كوابيس يومية تجثم على عقول افراد تلك المجتمعات كل حسب ظروفه وبعض هذه الكوابيس تتشابه في بعض المجتمعات ومثلا كابوس القتل والأسر والهدم والتشريد تجثم على صدور بعض الشعوب كما في العراق وفلسطين واليمن وليبيا وسوريا وغيرها وهناك كابوس التحوّل العنيف واللا سلمي نحو الديموقراطيّة كما في مصر وتونس والصومال ولبنان وغيرها .


وهناك كابوس الجوع والفقروالبطالة الذي يجثم على صدور معظم ارباب الأسر العربيّة الذين يحلمون بلقمة الخبز لأطفالهم في اليوم التالي وقد يقضون الليل في الدعاء لله ان يرزقهم قوت يومهم ويدعون على من سيساهم في اقرار رفع سعر رغيف خبز اطفالهم .


وكذلك الكابوس الجاثم على صدور المستوزرين والحالمين بمناصب عليا وهم يعلمون بقرارة انفسهم انهم ليسوا اكفأ من غيرهم وانهم غير مؤهلين لأي مناصب عليا ولكنهم في عصر التنفيعات يعتقدون انهم هم الأولى لذلك بحكم القرابة والصداقة والشلليّة وشركاء الكاس نخب محبّة كانت وعدالة ضاعت بينما يجثم كابوس آخر على الشرفاء في المجتمعات العربيّة وهو كيف ومتى الخلاص من الفاسدين والمتلاعبين في قوت الشعوب والناهبين لثرواته .


وهناك الكابوس المخيف الواقع على صدور شعوب الدول المنتجة للنفط من انهيار اكبر لأسعار النفط مما يؤثر على موازنات تلك الدول ومشاريعها التنمويّة وامتيازات شعوبها ورفاه حياتهم .


وهناك كابوس يجثم على صدور الحيتان وكبار التجار والموردين والمتعهدين يتمثّل في خوفهم من تغيير القوانين وتشديد الرقابة وتعرضهم للغرامات والمخالفات مما يقلل من ارباحهم وفوائدهم ورفاهيتهم .


وهناك كابوس يجثم فوق صدور المتقاعدين كبار السن من خوفهم ان تفلس الصناديق التي يعيشون من المستحقات الشهريّة التي يستلمونها لقاء ما دفعوه في شبابهم وسنين عملهم وهم يخشون من جشع الحكومات وتلاعبها باموال تلك الصناديق .


وكابوس اخر يجثم فوق صدور الموظفين في القطاع العام والقطاع الخاص على حد سواء وخوفهم من تسلُّط رؤسائهم عليهم لعدم وجود الأمان الوظيفي ولأن المزاجيّة هي الأساس في تقييم عمل الموظّف في دول العالم الثالث .


والكابوس الأرقى هو الذي يثقل صدور الحكام وخوفهم أولا من صحوة شعوبهم ومحاسبتهم على الماضي والحاضر او تخوُّفهم من خيانة البعض لهم او غضب من دول وزعماء داعمين لهم وما اسهل اؤلئك الداعمين من إختلاق المبرّرات للخلاص من زعيم مهما كانت صداقته معهم حميميّه وضماناته عاليه ولهم من غيرهم من الحكّام الذين ذهبوا خير دروس وعبر وعليهم ان يبادروا للإصلاح والتصالح مع شعوبهم لما فيه خير لهم ولشعوبهم واوطانهم .


اللهم احفظ الأردن ارضا وشعبا وقيادة وابعد عنّا اي من الكوابيس واجعل مسيرتنا تسير بكل الخير الذي تريده لنا يا ارحم الراحمين .





تابعونا على صفحتنا على الفيسبوك , وكالة زاد الاردن الاخبارية

التعليقات حالياً متوقفة من الموقع