حرب الكترونية بين الأردن و"داعش"

حرب الكترونية بين الأردن و"داعش"

زاد الاردن الاخباري -

حرب إلكترونية، يصفها مختصون بـ"غاية في الخطورة والحساسية"، يواجهها الأردن مع تنظيم "داعش" الإرهابي، والذي يتسلح بمنظومة وخبراء في العمل الإلكتروني والإعلامي، بهدف تجنيد عناصر عبر صفحات التواصل الاجتماعي، أو من خلال قرصنة مواقع إلكترونية، ونشر أخبار تمس أمن الدولة.

المواجهة الإلكترونية بين الأردن و"داعش" قد تخلو من إراقة الدماء، أو إلحاق أضرار مباشرة بالأرواح والممتلكات، لكنها "ليست أقل خطرا على الأردن من الحرب العسكرية التقليدية" بحسب خبراء.

مدير هيئة الإعلام الدكتور أمجد القاضي يقول، في هذا السياق: "قبل أسابيع فوجئنا بأن خبرا يمس بأمن الدولة، وصادر عن مؤسسة سيادية، منشور على موقع "الكون نيوز" الإخباري الأردني، حيث قمنا بوقف الموقع، لمدة ساعتين، لحين قيام صاحب الموقع بسحب الخبر".

ويضيف إن هنالك موقعا إخباريا آخر، كان قد نشر ذات الخبر، وبنفس المضمون، حيث اكتشفنا أن هذا الموقع كان قد اقتبس الخبر، دون علم "الكون نيوز"، ودون تدقيقه، معربا عن اعتقاده، بأنه لو تم تداول الخبر، لأحدث "بلبلة بين الناس".

وبحسب القاضي، فإن لهيئة الإعلام تنسيقا مع هيئة تنظيم قطاع الاتصالات، في مثل تلك الحالات، حيث تتولى الأخيرة الأمر لمعالجة القرصنة، مشيرا إلى أن الهيئة ترسل تعليمات وقائية، للمواقع الإلكترونية، لغايات حماية هذه المواقع من أعمال القرصنة.

بدوره، أكد ناشر موقع "الكون نيوز" الزميل نادر الكساسبة أن موقعه "لم يخضع للقرصنة"، وإنما صفحة الموقع على "فيسبوك"، مرجحا استهداف الموقع لتغطيته أخبارا وفيديوهات تتعلق بتنظيم "داعش"، والتي تفضح أفعاله الإرهابية، مبينا أن السبب الثاني والأهم، هو أن الموقع ينشر حاليا كتابا لجلالة الملك، هو "فرصتنا الأخيرة"، على حلقات.

ويضيف: "أن الاختراق كان عبارة عن بيان كاذب، لكنه غاية بالخطورة والحساسية، نشره "داعش"، ولكن باسم مؤسسة سيادية سياسية، ويمس بأمن الدولة"، مبنيا أن الموقع قام بمعالجة الوضع، بعد أن أبلغ من قبل هيئة الإعلام بتعرض الموقع للقرصنة.

يذكر أن تنظيم "داعش" يتواصل عبر مواقعه الإلكترونية، وصفحات عبر مواقع التواصل الاجتماعي، مع الأردنيين المؤيدين لفكره، ولكن بأسماء وصور وهمية، حيث تمكن من تجنيد المئات من الشباب الأردني، بحسب خبراء.

وكان قانون منع الإرهاب المعدل، تضمن مادة تعاقب بالحبس من 3 سنوات إلى الأشغال الشاقة 15 عاما، لكل من استخدم الشبكة العنكبوتية للترويج لأفكار جماعات إرهابية.

وأحيل أكثر من 100 شخص إلى نيابة أمن الدولة، اتهموا بـ"التواصل" مع تنظيمات إرهابية، من بينها (داعش)، عبر الشبكة العنكبوتية.

بدوره، قال أمين عام وزارة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات المهندس نادر ذنيبات، إن لدى مركز المعلومات الوطني في الوزارة، فريق متخصص للرد على أعمال قرصنة المواقع، وهناك تعميم من رئيس الوزراء، بأن تكون جميع المواقع الإلكترونية الرسمية، وغيرها، ضمن مظلة المركز، "لأن لديه الأدوات والوسائل اللازمة لحمايتها".

وأضاف: هناك مواقع إلكترونية ضمن منظومة المركز، وبالتالي يستطيع هذا الفريق دعمها بأدوات الحماية اللازمة، لكن هناك العديد من المواقع خارج نطاق مظلة المركز، و"لا يعرف فيما إذا كانت قادرة على حماية نفسها من القرصنة أم لا".

الغد