زاد الاردن الاخباري -
على عجالة كان الدكتور صائب عريقات المسؤول الكبير في منظمة التحرير والمشرف على الملف السياسي، وهو أحد أبرز العاملين في دائرة صنع القرار، يغادر مدينة رام الله قيل يومين إلى الأردن، ليعقد هناك لقاء هاما مع وزير الخارجية ناصر جودة، بحث الرجلين خلاله الملف السياسي الفلسطيني، ومجمل التطورات الحاصلة في المنطقة، في لقاء كان الهدف الخفي وراءه هو ترتيب العلاقة القائمة بين السلطة الفلسطينية والمملكة، بعد التوتر الذي نشب طوال الفترة الماضية،وسبه الخلاف بين الطرفين (الأردن) بصفتها أحد أهم الدول العربية القريبة من القضية الفلسطينية، إلى جانب كونها ممثل العرب في مجلس الأمن، وبين (السلطة الفلسطينية).
مجمل الأنباء التي استقيت من مصادر خاصة كانت تؤكد أن لقاء (عريقات جودة) لم يكن بروتوكوليا، بقدر ما كان لقاءا (تصالحيا)، فأحد مسئولي السلطة الفلسطينية لم يخفي أن الفترة الماضية حملت توترا كبيرا في العلاقة، بسبب تباين وجهات نظر الطرفين حيال عملية السلام المتعثرة.
فجودة الذي التقى عريقات بحث معه في العاصمة الأردنية عمان الجهود المبذولة لإعادة إحياء مفاوضات السلام مع إسرائيل، مؤكدا على دعم المملكة للفلسطينيين.
خلال اللقاء بين الرجلين تم استعراض الاتصالات الدولية التي يقوم الأردن العضو في مجلس الامن، ورئيس للمجلس الوزاري لجامعة الدول العربية لاعادة إطلاق مفاوضات جادة وفاعلة تفضي إلى تجسيد حل الدولتين.
ويفهم من النقاش الذي دار بين الرجلين أيضا ان هناك مساعي جديدة لإعادة إحياء عملية السلام، من خلال إطلاق مفاوضات جديدة، ربما بعد تشكيل حكومة إسرائيل، وأن الطرفين يسعيان لترتيب المواقف فيما بينهما، خاصة في ظل ما شهدته الفترة الماضية من توتر بين الطرفين، حيث استبق عريقات بلقائه ناصر جودة، اللقاء الذي عقده الأخير بوم الاثنين مع الرئيس محمود عباس “أبو مازن” في عمان.
اللقاء بين أبو مازن وجودة، جرى في مقر إقامة الرئيس الفلسطيني في عمان، وحضره كل من عريقات والسفير الفلسطيني لدى الأردن، وبحث الأوضاع في المنطقة، وآخر تطورات العملية السياسية.
واعتبر أحد المسؤولين الفلسطينيين أن اللقاء الثاني أكد على إزالة حالة التوتر والخلاف بين الطرفين، بعدما ظهر منذ التوجه الفلسطيني من خلال المملكة الأردنية إلى مجلس الأمن لطرح مشروع الدولة وإنهاء الاحتلال.
ووقتها هناك من أكد أن الأردن لم يكن على دراية بالمخطط الفلسطيني، وأنه تفاجأ بتسلم الطلب الفلسطيني لتقديمه لمجلس الأمن، دون أن يكون على دراية بالترتيبات المسبقة للمنظمة, وهو أمر أكده عريقات، حين قال وقتها في تصريحات رفضتها الخارجية الأردنية، حين قال أن الذهاب لمجلس الأمن لم ينسق مع الأردن، ووقتها دار حديث عن تقديم المملكة احتجاجا للسلطة الفلسطينية على هذه التصريحات.
وفي أروقة صنع القرار في السلطة الفلسطينية، هناك من يرى أن المملكة العضو العربي في مجلس الأمن، لا تهتم بالملف الفلسطيني ولا تعتبره أولوية كبرى، مقابل اهتمامها بنقاش ملفات إقليمية ودولية أخرى في المجلس.
وخلال الفترة الماضية لوحظ الخلاف والفتور في العلاقة بين الطرفين، على غير العادة التي كانت طول الفترة الماضية، إذ لم يكن يلاحظ بسبب تشابك الملفات والقرب بين الطرفين في كثير من المسائل هذه الخلافات.
الأردن خلال الخلاف الماضي كان قد طالب بعدم تكرار مثل تلك الخطوات وأن يتم إبلاغه بكامل التنسيقات الفلسطينية قبل اتخاذ أي خطوة اشتباك سياسي مع إسرائيل.
ويدور حديث قوي أن المصالحة الفلسطينية الأردنية جاءت لتنسيق المواقف بشأن المشروع الفرنسي الذي يجرى تجهيزه لطرحه على مجلس الامن، بشان عملية السلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين.
رأي اليوم