زاد الاردن الاخباري -
دخل 11 معتقلا من معتقلي التيار السلفي الجهادي في سجن الهاشمية بإضراب مفتوح عن الطعام منذ صبيحة يوم السبت الماضي، في حين أبلغ المضربون إدارة السجن أنهم سيبدءون بالإضراب عن الطعام، وذلك وفق شقيق أحد المعتقلين.
وقال شقيق أحد المعتقلين الذي فضل عدم ذكر اسمه، "قمت بزيارة شقيقي أمس الثلاثاء، حيث أخبرني بعد أن جاء من زنزانته الانفرادية متكئا على رجال الأمن لضعف جسمه جراء الإضراب، أنه وعشرة من المعتقلين بدءوا في الإضراب احتجاجا على عدم توفير أبسط الاحتياجات التي هي حق للنزلاء".
وتابع أنه "تحدثت إلى شقيقي الذي كان جالسا على كرسي من وراء القضبان خلال الزيارة، حيث قال لي شقيقي إن المضربين يحتجون على سوء معاملة إدارة السجن معهم، إضافة إلى المماطلة في توفير بعض الاحتياجات المهمة لشرائها على حسابهم الخاص، علاوة على اكتظاظ المهجع داخل السجن في ظل الأجواء الحارة مع بداية فصل الصيف".
وفي معرض حديثه عن مطالب المضربين، ونقلا عن شقيقه المضرب عن الطعام، أضاف "إن المضربين يشكون من تمييز معاملة ذويهم سلبيا عند زيارتهم في السجن، حيث التأخير والمبالغة في التفتيش، كما أشار إلى عدم توفير مراوح للغرفة".
وأضاف الشقيق أنه "منذ بداية إضراب المعتقلين، لم يقم طبيب السجن بزيارتهم كما هو المتبع في مثل هذه الحالات، وذلك للاطمئنان على صحة المضربين، كما تم منع إدخال الملح للمضربين حتى يتناولونه ليكون مانعا من إصابتهم بالفشل الكلوي".
في حين أشار إلى أن ذوي المعتقلين المضربين وأهاليهم سيتوجهون إلى مبنى إدارة السجون لتقديم شكوى ومقابلة مدير الإدارة لوضعه في صورة أوضاع أبنائهم داخل السجن، كذلك سيتم مخاطبة مركز حقوق الإنسان الكائن في مبنى رئاسة الوزراء.
في السياق نفسه، أعلن عدد من معتقلي التيار السفلي في سجن "موقر2" الإضراب عن الطعام، احتجاجا على وضعهم في الزنازين الانفرادية طوال مدة حكمهم، وفق ذويهم، مطالبين في الوقت ذاته إدارة السجن بوضعهم في زنزانة جماعية كبيرة.
في ذلك، قال أحمد نشوان والد المعتقل إياد: "إن ابنه من ضمن المعتقلين في سجن موقر2 ، الذين أعلنوا الدخول في الإضراب، احتجاجا على وضعه في زنزانة انفرادية منذ توقيفه بالسجن قبل 10 أشهر.
وبين أنه ابنه صدر بحقه حكما من محكمة أمن الدولة بالسجن مدة سنة ونصف السنة، بسبب مشاركته في القتال في سوريا، حيث عاد من هناك بتاريخ 25/6/2014.
كما أفادت والدة المعتقل عبد الناصر أبو عريش في سجن "موقر2" أن ابنها دخل هو الآخر في الاضراب، وذلك بسبب وضعه في زنزانة انفرادية.
وطالبت أبو عريش بنقل ابنها من زنزانة انفرادية إلى غرفة كبيرة، مشيرة إلى أنها تقدمت بشكوى إلى منظمة الصليب الأحمر، الذي وعد بزيارة ابنها وباقي المعتقلين في السجن للاطلاع على احوالهم والتأكد من حصولهم على حقوقهم القانونية.
يذكر أن المعتقلين من التيار السلفي الموجودين في سجن الهاشمية، يبلغ عددهم 18 معتقلا، من بينهم القيادي في التيار أبو محمد الطحاوي.
إلى ذلك، بينت دراسة غير منشورة للباحث المتخصص في شؤون الجماعات الإسلامية مراد بطل الشيشاني أماكن توزع وانتشار المجاهدين الأردنيين في المملكة، واعتمد الباحث على تحليل خلفيات 85 سجينا سلفيا في الأردن، محكومين في قضايا متنوعة منذ بداية التسعينيات، مع الإشارة إلى أن النتائج أولية والدراسة لم تكتمل حتى الآن.
وكشفت الدراسة نسب أماكن توزع المجاهدين المحكومين جغرافيا في المملكة، التي جاءت على النحو التالي: عمان الشرقية احتلت النسبة الأكبر بنسبة 32% ، بينما احتلت عمان الغربية نسبة 27% ، أما بالنسبة لمدينة الزرقاء جاءت نسبة وجود المجاهدين فيها 18%، تلاها مخيمات اللاجئين الفلسطينيين بنسبة 16%، وأخيرا باقي المحافظات بنسبة 7%.
ومر وجود التيار السلفي الجهادي في الأردن، وعلاقته بالدولة، بعدد من المراحل، بدأت بمرحلة تفجيرات الحادي عشر من سبتمبر عام 2001، حين دشنت صفحة جديدة في العلاقة بين الطرفين، ثم الدخول في مواجهة مفتوحة مع تصاعد دور أبي مصعب الزرقاوي والقاعدة في العراق، ومن ثم مرحلة الربيع العربي، وأخيرا الأزمة السورية.
ويعتبر عام 1990 -2001 عام التأسيس للتيار السلفي الجهادي الأردني، وتميزت هذه المرحلة بمحاولات نشر الفكر وتوتر العلاقة مع الدولة والأجهزة الأمنية بشكل محدود، وبدأ أفراد التيار في هذه المرحلة بالعودة من أفغانستان مدربين ومسلحين بأيديولوجيا السلفية الجهادية.
فيما كشفت آخر الإحصائيات الرسمية المتوفرة أن كلفة إدارة وتشغيل مراكز الإصلاح والتأهيل في المملكة، قد تصل إلى نحو 90 مليون دينار، في ظل ارتفاع عدد الموقوفين والمحكومين، الذي بات يزيد على 10 آلاف نزيل ونزيلة سنويا، لتصل كلفة النزيل الواحد إلى 750 دينارا شهريا، في المراكز التي يصل عددها إلى 15 مركزا.
السبيل