زاد الاردن الاخباري -
جلنار الراميني - كان المنظر صادما ، وكانت صرخات مدوية في البناية ، تصرخ من أصوات فتيات في مقتبل العمر يصحن : يا جيران ساعدونا ..
هذه الصرخات كانت في أحد احياء عمان ، أمس السبت ، وما ان فتحت فتاة الباب ، إلا وهمّ الجيران لمشاهدة ما يحصل في المنزل ن وإذا بشاب يمسك شقيقه من عنقه ، يحاول ضربه بـ"زهرية" بحوزته ، وآثار ضرب قوية بادية على الشاب الآخر الذي يجلس الأرض ، نتيجة لقوة شقيقه بالرغم من صغر سنه ، إلا ان الشقيق الذي يحمل "الزهرية" كان قد تعرض للضرب المبرح من شقيقه الاكبر ، فحاول الدفاع عن نفسه بهذه الطريقة العنيفة.
مظهر مروع، والأم تحاول تهدأة "حلبة المصارعة" ، وسط دموع الأشقاء الأطفال ، ودموع الفتاتين ، اللتان حاولتا فض المشاجرة ، لكنهما لم يستطيعا ، فجثة شقيقهما لم تمكن أحد من فض المشاجرة بين القيقين .
دماء مسالة ، وضربات ، وسحجات على جسد الشابين ، وسط صراخ الشقيق الأكبر ، وفرار الآخر ، امام عينين مثقلتين بالدموع ، من وضع مشمئز ، أمام أعين الجيران ، وكتب متناثرة ، فالشاب الذي حاول الدفاع عن نفسه ، بـ"زهرية" في الثانوية العامة ، والشقيق الأكبر ، كان يتعرض لشتائم من شقيقتيه ، فما كان منه إلا ضرب إحدى شقيقتيه على وجهها ، لانها طلبت المساعدة من جارتها.
مشاهد "تراجيدية" ، وكانها مشاهد تمثيلية عن العنف الأسري ، وسط غياب الوالد عن المنزل ، نتيجة لظروف عمله ، والام تقف حائرة امام شابان ، ولا تقوى على تهدئة الامر ، إلا أنها اكتفت بالقول : ابعد عن أخوك فضحتونا.
الجيران ، سمعوا تلك الأصوات المرعبة ، وأصوات تخريب ، وتكسير للمنزل المجاور لهم في البناية ، ولما أن هرعوا لرؤية ما يحدث ، ذّهلوا من مشاهد دامية ، وأجساد مهترئة من التعنيف ، واطفال يحتمون بوالدتهم ، امام نظرات تتساءل ، عن سبب هذه "المصارعة" التي قد تصل إلى "جريمة" ، فهنالك ، زجاج مكسر ، وعصي في أرجاء المنزل ، والكتب ممزقة متناثرة ، عدا عن نظرات تلك الفتيات الخجولة أمام الجيران.
الشقيق الأكبر ، دخل غرفته ، والام ساكنة من هول الصدمة ولم تفعل شيئا ، ونظرت إلى طفليها محتضنة أجسادهما ، ولم جد الفتاتان مفرا ، من ذلك إلى الجلوس في غرفتهما ، امام مشاهد مفزعة ، ينتظران والدهما ليحدثانه عما جرى.
مجتمعنا ، بحاجة إلى وعي تام بنتائج المشاجرات، وكيفية تعامل الافراد مع "العصبية" التي قد تتسبب بـ"جريمة" لا قدر الله ، والمناول قد تكون مسرحا للجريمة.