زاد الاردن الاخباري -
كنت قبل أيام قد كتبت مقالاً بعنوان (بوتين الأردن) الا أنني أغفلت من غير قصد مشاعر العداء التي يكنها أهلنا في الشيشان لهذا الطاغية الذي طغى وتكبر وقتل آلاف الأبرياء من الشعب الشيشاني المسلم ، ونلت نوعاً من العتاب من بعض الأصدقاء ، فقررت الاعتذار لكل من ضايقهم العنوان السابق ، وأعدت صياغة مقالي بما يتوافق مع حجم المحبة التي أكنها لهذا الشعب الذي يسري في دمه حب الوطن ، والدين . هذا الشعب الذي ترك بلاد القوقاز نجاة بدينه واختار الهجرة لبلاد الشام نظراً لأن الله بارك فيها ( تلك ملائكة الله باسطوا أجنحتها على الشام ) فساهموا بزنودهم في بناء الأردن وأصبحوا أردنيين بالتأسيس لا بالتجنيس.
قبل ما يقارب الأسبوعين وصلني مقطع لفيديو أعدّته القنصلية العامة للمملكة الأردنية الهاشمية في أربيل تدعم فيه ترشّح سمو الأمير علي بن الحسين لرئاسة الفيفا ، وما أثار فضولي فضلاً عن هذه اللفتة الجميلة والفكرة الرائعة التي تنم عن إبداع في الطرح والإختيار وايصال الرسالة بشكل مبتكر ، هو البحث عن الشخصية وراء هذا الفيديو ، وخاصّة أنني لم أسمع عن أي مبادرة في هذا المجال من أي دائرة حكومية باعتبار البيروقراطية وقتل الإبداع هو السمة السائدة فيها.
ليس الموضوع الذي أكتب فيه هذا اليوم هو الفيديو ولا علاقة له من قريب أو من بعيد بكرة القدم ، بل بما وجدته حول شخصية مجهولة تحمل في بحر غموضها الكثير من الإبداع ، وتحمل الأمل بمستقبل مشرق لكل الأردنيين ، فكثيراً ما انتقدنا الأجيال الشابّة واتهمناها تارة بعدم النضوج وتارة بأنها جيل الفيس بوك إلا بين شبابنا رجالاً كسروا هذا الانطباع السائد.
قرأت خبراً عن لقاء فخامة رئيس إقليم كردستان مسعود البارزاني ، والذي تم تصنيفه كأحد أكثر الشخصيات المؤثرة في العالم ، بالقائم بأعمال القنصلية العامة للأردن في الإقليم ، وسرّني ما شاهدته في الصورة التي جمعتهما من شموخ وكبرياء تنم عن احترافية بالعمل و ثقة بالنفس تجسدّت بممثلنا الشاب.
لن أخوض في تفاصيل الخبر بل بشخصية هذا الشـاب ( مهند عدنان شداد ) ، فقد تبيّن لي بعد البحث والسؤال والتقصي أنه يتنمي لإحدى العشائر الأردنية الأصيلة صاحبة السمعة الحسنة والتاريخ العريق الضارب في جذور الزمان ( القطيشات ) ، وكيف لي هنا أن لا أتكلم عن مدينة (السلط) بتاريخها العريق ومجدها التليد، السلط أمنا وأهلها عزوتنا ونرفع رؤوسنا افتخاراً بشموخ جبالها وهامات رجالها ، فليس بغريب على مدينة السلط التي خرّجت قامات وهامات ورجالات وطنيّة أن تنجب مثل هذا الشاب ، والذي تسري في عروقه أيضاً دماء الفرسان بما تحمله من شجاعة وإخلاص ضختها والدته النشمية (الشيشانية) ، فشهد له الجميع بأنه صاحب الخُلق والعزيمة والهدف والرؤية ، و ما أجمع عليه الجميع هو تميّز ابتسامته.
الشاب ذو التاسعة والعشرين ربيعاً نال في الثانوية العامة معدّل 90 ، وتخرّج من أم الجامعات الأردنية ، الجامعة الأردنية ، بامتياز وبثلاث سنوات ، واختار خدمة وطنه ومليكه المفدّى هدفاً لحياته ، لمثل هؤلاء الشباب ننحني ومن حقّهم علينا دعمهم حتى ينشأ جيل جديد يرى أن مصير المبدع التكريم لا التحطيم.
رفعنا رؤوسنا فخراً برؤية سمو ولي العهد الأمير الحسين بن عبدالله الثاني بن الحسين يترأس جلسة مجلس الأمن ، ولنا الحق أن نفرح بوجود العديد من الشباب الأردني ممن يستلهمون ثقتهم ومعنوياتهم وأحلامهم من رؤى القيادة الهاشمية ، فنراهم يسيرون على نهج العز والكرامة والتميز والابداع.
ختاماً اسمحوا لي أن أتقدم بالشكر الجزيل لابن الأردن البار (السيف المهنَد) على ما منحه لي من أمل في أن مستقبل الأردن في أيدي أمينة ، وأنه بهمة الشباب من أمثاله سنرفع رأسنا بأردننا الحبيب دائماً (فالسيف حر لا يقر خازياً ، يصول إن ضيم وإن صال اشتفى) ، وحمى الله الأردن شعباً وقيادة.
علي الكايد