أول وكالة اخبارية خاصة انطلقت في الأردن

تواصل بلا حدود

أخر الأخبار
وفاة الشاب الذي أحرق نفسه خارج محكمة ترامب حاملا معه سر انتحاره صفارات الإنذار تدوي في إصبع الجليل الاحتلال يدمر أكبر مصنع للأدوية بغزة أسعار النفط تسجل خسائر أسبوعية الأردن .. مروحة سقف تكسر جمجمة طفل محافظ العاصمة يفرج عن 15 شخصاً من موقوفي الرابية تحديد حكم المواجهة الحاسمة بين الاردن واندونيسيا زوارق الاحتلال تقصف ساحل دير البلح بعد فيضانات الإمارات وسلطنة عُمان ظواهر أكثر حدة ستضرب المنطقة .. خبراء يحذرون اكتشاف سلالة متحورة من جدري القرود جدري ورق العنب يخيب آمال المزارعين في جرش كتيبة طولكرم: نواصل التصدي لقوات الاحتلال جمهورية جديدة تعترف بدولة فلسطين يديعوت: الاحتلال رفض مرتين التوصل لصفقة تبادل أسرى غارة جوية تستهدف موقعا لقوات الحشد الشعبي جنوبي بغداد انخفاض أسعار كيلو الخيار والبندورة والبطاطا الصفدي : نتنياهو أكثر المستفيدين من التصعيد الأخير بالشرق الأوسط غوتيريش يدعو لوقف دورة الانتقام الخطيرة في الشرق الأوسط واشنطن تدعو إسرائيل لمنع هجمات المستوطنين بالضفة 5 شهداء في مخيم طولكرم برصاص الاحتلال
عمارة رقم 40

عمارة رقم 40

25-04-2015 11:52 PM

تقع العمارة رقم "40 "في وسط المدينة ، يقطنها سكانها الأصليين المتحابين المترابطين رغم ما يحدث بينهم من خلافات ونزاعات ، يجمعهم حب الغير وإكرام الضيف ، لدرجة أنهم منحوا سطح العمارة بالدور الرابع لأحد القادمين إليهم، الذي بدوره قام ببناء "روف"،يشرف من جوانبه الأربعة على المدينة .
بدأ الساكن الجديد يستشعر بخطر عدم تقبل بعض السكان له ، وخوفا من تأثيرهم ، قرر أن يدعم وجوده من خلال تعيين " حارس " للعمارة لحمايته من السكان ومن أي تحالف خارجي ، وحتى لا تواجه فكرته بالرفض؛ افتعل بعض الحرائق في "الحوش" الخلفي للعمارة، وحوادث سرقة لاسطوانات غاز، وكسر لمبات الإنارة ، وما لبث حتى تعالت الأصوات مطالبة بالتدخل السريع لحمايتهم ، وتعيين حارس.
عهد السكان مهمة اختيار " الحارس " لساكن الدور الرابع ، الذي بدوره انتقاه بطريقة تجعل ارتباطه منوطا به، بعد أن حدد له راتبا شهريا كبيرا ، وإكراميات ومخصصات شهرية تفوق الراتب الذي قسم قيمته على السكان ، وذلك مقابل ابلاغه بكل صغيرة وكبيرة، ومن يدخل أو يخرج من وإلى العمارة،ونقل أي أخبار أو أحاديث تجري داخل الشقق إليه،لتطال حتى الإفصاح عن نوايا السكان وما يدور في بالهم من أفكار .
كانت أول المهام للحارس تركيب باب وقفل للعمارة، مع الاحتفاظ بالمفتاح في جيبه ، فعم السلام وانتهت السرقات والمشاكل ، وبات السكان في أمان، بعد أن ارتاحوا للحارس ، وأصبح الكل يعتمد عليه في تلبية احتياجاتهم الخارجية،حتى احتفظ في جعبته أسرار البيوت،وصار مطلعا على أدق تفاصيل حياتهم ومشاكلهم وقصصهم اليومية .
أقنع "ساكن الرابع " السكان؛ بضرورة إجراء انتخابات لتشكيل لجنة تكون مشرفة على صيانة العمارة التي تقدمت بالسن وتحتاج إلى تحسينات ، وحتى يضمن الظفر بمنصب رئيس اللجنة ، قام وبالتعاون مع الحارس بزرع الفتن بين السكان ، وأمست العمارة مفككة ، كلٌ يرفض الآخر ، وفي خضم معركتهم الدائرة وتمزقهم ، فاز بالانتخابات دون عناء، وأخذ بمعاونة الحارس استغلال السكان ماليا من خلال العبث بلواقط "الدشات"، وهوائيات التلفزيونات لينقطع البث، فيسارع السكان لطلب النجدة من الحارس للإصلاح مهما بلغت التكلفة، عدا عن المكافأة، ناهيك عن التواطؤ مع موزعي المحروقات للانتقاص من الكميات المراد تعبئتها للشقق وتقاسم الفرق، وشفط المحروقات المخزنة في التنكات بأساليب ملتوية وإغلاق محابس المياه.
عندها اضطر سكان العمارة للاستغاثة بالحارس لتأمين المحروقات أو المياه بأي ثمن ، وبيع اسطوانات الغاز الموجودة في مخزن العمارة لغير أصحابها ،ولم يقصر الحارس باستغلال أيام العواصف الثلجية لإغلاق مفاتيح حارقات "البويلرات"، أو تنزيل منظِّمات الحرارة إلى أدنى مستوى، ليعود السكان مجددا بالاستنجاد بالحارس لإصلاح العطل بالاتفاق المسبق مع عمال يدعون تغيير القطع أو استبدالها مقابل مبالغ مالية عالية .
وبعد أن أدرك "ساكن الروف" أن السكان لم يعودوا قادرين على تلبية احتياجاته المالية ، أقام مساكن عشوائية بجانب العمارة لقادمين إلى المدينة، يتقاضى مقابلها مبالغ مالية كبيرة، لتوفير احتياجاتهم من الماء والكهرباء والمأكل والعلاج ، التي كان يسرقها من سكان العمارة ، ولم يكتف بذلك بل قرر بالاتفاق مع الحارس على نشر المخدرات بين السكان ، وتأجير الشقق الفارغة لممارسات لا أخلاقية ، بعد أن هجرها سكانها، بحثا عن فرص عمل بالخارج، نتيجة ارتفاع نسبة البطالة وصعوبة الحياة ، واضطر البعض منهم إلى تقسيم شقته وتأجيرها لقاطني "الخرابيش" في المساكن العشوائية، أو تأجيرها بالكامل بعد حصولهم على أوراق هجرة .
تحول سكان العمارة إلى غرباء؛ لا يلقون التحية على بعضهم البعض ، ولا يكترثون بما يجري من جرائم داخل العمارة، أو لتلك السرقات التي تحدث في وضح النهار ، ولا يحركون ساكنا إذا ما سمعوا صراخا أو عراكا يدور في بيت أحد الجيران ، أو أي أعمال مشبوهة تحدث في العمارة، وكأن الأمر لا يعنيهم .

وبعد أن تمكن الحارس من السكان والسيطرة عليهم أصبح يهمل بعمله ، ويستهتر بمهماته ويهتم بمصالحه الشخصية ،وتخلي عن مسؤولياته عند حدوث المشكلات أو عند دخول غرباء للعمارة ، بحيث إذا اتصل السكان معه يجدون هاتفه مغلقا ، أو خارج التغطية .
ورغم كل تلك الأفعال التي يقوم بها هذا الحارس، إلا أنه لم يتم الاستغناء عن خدماته ، ولم يقدم أحد شكوى بحقه ، وبالعكس زادت الحاجة إليه ، لما يمتلكه من دهاء مبرمج وبراعة في "اللف والدوران" ، مستمدا قوته من معاونيه من سكان العمارة الحريصين على راحتهم وأمانهم ، أو من خلال تلك التحالفات التي يعقدها مع سكان المساكن العشوائية ، والتي تصب كلها في سبيل إرضاء المستثمر مالك العمارة، الذي يصر على تجديد عقد الحارس، الذي يلبي لهم مطالبهم بكل سمع وطاعة.
ويبقى الحال على ما هو عليه ..
Jaradat63@yahoo.com





تابعونا على صفحتنا على الفيسبوك , وكالة زاد الاردن الاخبارية

التعليقات حالياً متوقفة من الموقع