زاد الاردن الاخباري -
جلنار الراميني - اختارها القدر ، لتكون في شباكه ، ولم تعلم أن المآسي ستحيط بها من كل حدب وصوب ، عندما تبيع بيت أهلها التي ورثته ، وتحرم شقيقها من التملك ، بعد ان قام والدها بكتابة البيت باسمها.
هنا بدأت قصة "رويدة" - اسم وهمي- فتمردها وتعنتها ، وعنادها أوصلها إلى مأساة ليس بعدها مأساة ، فلقد باعت المنزل بثمن "بخس" لرجل غريب ، بالرغم من توسلات شقيقها الوحيد لها بأن تقوم ببيع المنزل له ، خاصة انه يقطن منذ أن تزوج في منزل للإيجار ، لكنها رفضت ، بالرغم من وساطات لإقناعها بذلك ، لكنها باءت بالفشل.
العداوة بين شقيقها ، وحقدها هما السببان في رفضها لبيع المنزل لشقيقها ، وسط استهجان الاقارب ، والمقربين ، ووسط تساؤلات عن سرّ هذه العداوة ، والتي بدأت منذ أن تزوج .
تزوجت "رويدة" ، من رجل يحمل جنسية عربية ، وأنجبت منه ولد ، وبنت ، وقامت بإعطاء ما تملك لزوجها ، وكان عقد القران بحضور الجيران والأقارب ، عدا عن شقيقها وشقيتها الوحيدة ، وسافرت إلى مصر ، ولم تعلم انها بدجاية النهاية ...
كانت سعيدة ، بأنها حققت حلمها بالزواج ، وكان شقيقها يحتسب شقيقته لله - تعالى - ، فكيف تتزوج شقيقته دون علمه ، ولم يحضر مراسم الزواج ؟؟؟ ، هذا الأمر سبب له حرجا أمام من يعرفه ، وبدأ ينطوي على نفسه ، أمام تساؤلات زوجته ، وأولاده ، ومن حوله .
"رويدة" ، تطلقت ، ولم يبق لها من المال شيئا، وعلى ما يبدو ، كان زوجها ، يطمع بالمال الذي حصلت عليه بعد بيعها للمنزل، وأخذ ما يملك منها ، هنا رويدة شعرت بالندم ، امام دموع كان طفلاها يشهدان على تألم والدتهما، امام دعاوى تطال زوجها الذي "أخذها لحما ورماها عظما" .
بقيت وحيدة ، وعلم شقيقها بحالها ، ومنع التزاور معها ، لأنها خذلته ، وحرمته من حلم كان بيدها ن وتتوالى السنون ، امام مأزق الحرمان ، والفقر ، فأصيبت بجلطات عدة ، جعلها تدخل في غيبوبة لأسبوعين ، أمام هول نظرات طفليها ، وماتت رويدة ، وخسرت أن تُسعد نفسها ، وتسعد شقيقها ، ولاقت ربها قبل أيام ، بعد أن قام شقيقها بدفنها ، وسط بكاء حزن لا يعلم سببها ، حزنا على ففرقا شقيقها ، ام حزنا على ظلم اقترفته "رويدة" بحقه ، ودعا الله ان تلقى الله بوجه حسن ، وانتهت حياتها ، بعد أن انتهت سعادتها منذ سنوات .