زاد الاردن الاخباري -
جلنار الراميني - لا بدّ من وقفة تأن أمام هؤلاء الذين يجلسون على كراس ، ويحملون اسم معالي ، وعطوفة ، ودولة ، ولكنهم مغيبون عن هموم الأردنيين ، وما يشغلهم جمع أكبر قدر ممكن من المال في حساباتهم البنكية ، والمواطن الاردني ضحية "ماراثونهم" المادي ، أمام أعباء وطنية ، ما زالت ترواح مكانها.
المواطن يخرج منذ الصباح الباكر ، ليقابل مسؤول في دائرة حكومية ، وإذ بالمسؤول يصرخ بوجهه ، ويعامله معاملة لا ترق لمسؤول حمل على عاتقه مسؤوليته أمام الوطن ، وأمام المواطن ، وتجد ذاك المسؤول يسارع إلى رحلات خارجية ، ومؤتمرات على ضفاف البحر الميت ، لكنه متقاعس عن آداء مهنته على اكمل وجه ، والنظر بحالة المواطن الذي يريد بصيص أمل أو كلمة طيبة تزيح عنه غبار حزنه.
نعم ، هم في كل مكان ، يرتدون "بدلات" إفرنجية ، ويحملون أجهزة خليوية متطورة ، و"سيجارة" ، لكنهم غير آبهين لإنسانيتهم مع المواطنين ، يغلقون الأبواب أمام المحتاجين والمساكين ، ليضحى المواطن بين فكي القدر ورحمة المسؤولين ، وكان هؤلاء يعملون ليل نهار بـ"منّة " منهم ، وما ان يحين وقت انتهاء الدوام ، حتى تجدهم يتسابقون ، يغادرون مؤسساتهم ، أمام دعاوى "المواطن الغلبان" الذي لم يستطع ان يلتقي بهؤلاء بدافع إنشغالهم .
نقول لهؤلاء ، ليس المهم "بريستيجك" ، المهم ان تظهر بمظهر لائق امام ضميرك ، وواجبك ، فلا تدر ما مصيرك في المستقبل ، فقد يجور الزمن عليك وتقف مكان هؤلاء ، وليس عند الله "غريب".