أول وكالة اخبارية خاصة انطلقت في الأردن

تواصل بلا حدود

أخر الأخبار
الخميس .. الأجواء الحارّة تصل ذروتها مع تزايد نسب الغبار أبو زيد: المقاومة أسقطت نظرية ساعة الصفر 49 % نسبة الخدمات الحكومية المرقمنة مصر: أي خرق إسرائيلي لمعاهدة السلام سيتم الرد عليه بشكل حاسم وزارة التربية تدعو عشرات الأردنيين لمقابلات توظيفية (أسماء) 3 شهداء وجرحى جراء قصف الاحتلال غزة والنصيرات الحالات الدستورية لمجلس النواب الحالي في ظل صدور الارادة الملكية بتحديد موعد الانتخابات النيابية "القسام": قصفنا قوات الاحتلال بمحور "نتساريم" بقذائف الهاون المعايطة: يجب أن ترتفع نسبة المشاركة في الانتخابات -فيديو الهيئة المستقلة للانتخاب: الأحزاب ستنضج أكثر حزب إرادة يثبت قوته في الإدارة المحلية بحصده 9 محافظات نتائج انتخابات رؤساء مجالس المحافظات ونوابهم .. أسماء القسام تقنص ضابطا صهيونيا شمال بيت حانون / فيديو القناة الـ13 الإسرائيلية: سكرتير نتنياهو وزع وثيقة سرية لفرض حكومة عسكرية بغزة الاحتلال يقتحم مدينة يطا جنوبي الخليل. بن غفير يواجه هتافات استهجان من عائلات الأسرى بالقدس وفيات واصابات بحادث تدهور في وادي موسى العاصمة عمان .. (34) درجة الحرارة نهار الخميس لونين: كرة يامال لم تدخل المرمى مجلس حرب الاحتلال يناقش غدا أفكارا جديدة بشأن صفقة التبادل
رحلة حكومية

رحلة حكومية

19-04-2015 12:44 AM

من المتعارف عليه في مدارسنا الخاصة وبعض المدارس الحكومية؛ تنظيم رحلات لا منهجية ، تجمع الطلبة مع المعلمين ومدير المدرسة، في رحلة لإحدى المناطق المعروفة ، تكون على نفقة الطلبة الذين يدفعون رسوما مقابل استئجار باص للمدارس التي لا تمتلك اسطولا خاصا بها ، بهدف بث روح الأخوة ونشر الأجواء الأسرية فيما بينهم ، وكسر حاجز الجمود والرهبة بين الطلبة والمدير والأساتذة ، والاهتمام بالجانب الاجتماعي الترفيهي البعيد عن الروتين والحشو في المناهج العلمية الجافة .
تبدأ الرحلة المدرسية بالبروتوكولات الرسمية يبدي في أولها الطلبة حياء، إلى أن يخرج أحدهم بنكتة أو مزحة، يبدد فيها الأجواء الملبدة أو المكهربة لوجود مدير المدرسة ،وبعدها تتعالى الضحكات من هنا وهناك، منهية بذلك حالة التوتر السائدة، وما أن يصل الطلبة إلى مكان التنزه،حتى تلقى عليهم الأوامر من قبل المعلمين ، إلى أن يأتي وقت تناول الطعام، الذي يكون في الغالب مكون من أطباق مختلفة أحضرها الطلبة ، أو تلك التي اشتركوا بثمنها ، ومن ثم يلملم الطلبة قواهم ويستجمعونها بعد أن تكون بقايا الجليد قد ذابت وزالت ،فتنطلق حناجرهم إما بالغناء أو تبادل النكات .. وما إن تنتهي الرحلة حتى يكون المدير وطاقمه التعليمي قد جمعوا معلومات تترجم مقدار رعب الطلبة تجاههم ، إلى جانب ما حملوه من نكات وهفوات تكفي لسنوات مقبلة تم رصدها من نظرات الخوف والرهبة في عيون الطلبة عند تجاوزهم للحدود المسموحة .
هذا تماما ما يحصل في الرحلات الحكومية التي تقوم بها الوزارة إلى المحافظات على متن باصات فارهة مكيفة ( حامي بارد)، مع فارق أن كسر الجمود يتم بين رئيس الحكومة وطاقمه الوزاري ، والتشابه في مشاركة الجهاز الحكومي لأفراد الشعب طعام الغداء دون تنفيذ مطالبهم، التي استعدوا للحديث عنها بعد أن يئسوا من نواب مناطقهم ،الذين تجاهلوها تحت القبة والضغط لترجمتها على أرض الواقع .
وتنتهي "رحلات الحكومة المكوكية " بفائدة كسر الجمود بين الرئيس وطاقمه ، إلى جانب الاستماع لمطالب أهالي المناطق في المحافظات دون وعود بالتنفيذ أو الحل .. مسجلين بذلك مزيدا من خيبات الأمل للمواطن ، الذي يتحمل وحده مسؤولية ما آلت اليه ظروفنا، ليورث الآباء للأبناء الدين العام ليصل إلى الأحفاد ..
ويبقى السؤال المحير ، ما هي الدلالات من هذه الزيارات الميدانية ؟!.. في ظل حكومة تشتكي العجز المادي وضيق ذات اليد فسوء الأوضاع، لن يمكنها من شق الطرق أو إعادة تعبيد التالف منها..أو إنشاء مدارس جديدة أو حل مشاكل الفترتين فيها .. أو فتح باب التعيين، وتوفير فرص العمل في القطاع العام ، أو حتى العودة عن قراراتها برفع رسوم الجامعات الحكومية أو خفض أجور التنقلات؛ أثر انخفاض أسعار المشتقات النفطية عالميا .. أو من توفير الأدوية في المراكز الطبية أو ترفيع المركز الصحي الأولي إلى شامل ليلبي احتياجات أهالي المنطقة وخدمتهم .. .
وتبقى الفائدة الوحيدة من هذه الرحلات الحكومية كسر الجمود بين الرئيس وطاقمه الوزاري ، وكشفت عيوب نواب المناطق ، وضعف ادائهم وعدم تقبل القواعد لأدوارهم تحت القبة التي يتستر البعض فيها ، ولا يوصلون أصوات ومطالب قواعدهم الانتخابية للبرلمان وخذلانهم ، هذا في حال أن الأهالي هم من انتخبوهم وأوصلوهم إلى تلك القبة ، عدا عن الضحك على المواطن المسكين من خلال اقناعه بأنها تعمل، ولا تألوا جهدا لترجمة الرؤى على أرض الواقع .. ولكن دون تحقيق المطالب في ظل محدودية قدراتها ، وفي ضوء التعذر ب " العين بصيرة واليد قصيرة "..
لا أعرف كيف للحكومة أن تتلمس احتياجات المواطن خلف الزجاج الملون للباص المكيف ؟!.. وكيف لها أن تسمع شكواه وتعرف معاناته وتعي مقدار احتياجاته وآلامه ؟!.. وكيف لها أن تشعر بالوضع وضيق ذات اليد والمناسف بانتظارها .
Jaradat63@yahoo.com





تابعونا على صفحتنا على الفيسبوك , وكالة زاد الاردن الاخبارية

التعليقات حالياً متوقفة من الموقع